أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - بيان استنكار (هامس)*














المزيد.....

بيان استنكار (هامس)*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 21:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعطي الآخرين فرصة التهام حقوقك عندما تدافع عن هذه الحقوق بصوت (هامس). فنبرة الهمس لعينة في أغلب حالاتها، على الأقل لأنها نبرة خجولة أو خائفة أو متآمرة. وهي تدفع غرمائك للاستخفاف بحقوقك لأنها لا تشعرهم بتهديد يضطرهم لإعادة هذه الحقوق.
قبل أيام قامت جهات حكومية بإغلاق نادي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في سياق حملة لإغلاق المحال (المرخصة) ببيع المشروبات الروحية. ومثل هذه الحملة التي تستهدف الضغط على الحريات المدنية، يجب التصدي لها بقوة، إذ السكوت يعني تشجيع القوى السياسية على سحب التجربة الديمقراطية العراقية نـحو مزيد من الاسلمة. وحسنا فعل اتحاد الأدباء والكتاب عندما سارع لإصدار بيان استنكر فيه هذا التعدي الصريح على حرية أعضائه والتجاوز الواضح على حرمة اتحادهم. لكن ما أثار حفيظتي أن بيان الاتحاد جاء (مؤدباً وهامساً) أكثر من اللازم، مع أن الاعتداء عليه كان سافراً ومستفزاً!!
فمثلاً لم يكن على الاتحاد أن يقول: «ان الأدباء لا يميزون أنفسهم عن أبناء شعبهم ولا يترفعون عليهم ولكن لخصوصية معروفة يغضبون ويحتجون ويستنكرون أن يقارن ناديهم بعلب الليل الرخيصة».
لقد جاء الهمس (مشيناً) في هذه الفقرة ويكشف عن قبول الاتحاد بجزء من عملية كبت الحريات، وذلك فيما يتعلق بما سماه البيان بـ(علب الليل الرخيصة) وكأنه ـ وهو ينفي التشابه بينه وبين النوادي الليلية ـ يقبل بعملية إغلاقها، وهذا تنازل واضح عن جزء من الحريات المدنية، فلماذا نقبل بأن تغلق النوادي الليلية، ما دامت عبارة عن (علب) مغلقة على مواطنين مدنيين يمارسون حرياتهم بكيفيات ترضيهم ولا تؤذي أحداً؟
ثم لماذا توصف هذه (العلب) بالرخص؟ لقد كان هذا الوصف متسرعاً وجائراً، ولا يليق باتحاد الأدباء والكتاب أن يطلقه على مكان يرتاده مواطنون كاملو الاهلية، لأن الإنسان البالغ الذي يرتاد النادي الليلي يملك جسده وهو حر بالتصرف به بالطريقة التي يحب ما دام هذا التصرف لا يؤذي الآخرين؟.
كما أن الاتحاد (تأدب) أكثر من اللازم مع الحكومة عندما قال لها: «إن الاتحاد وفي المناسبات الدينية لاسيما المهمة (رمضان، محرم) يلتزم بإغلاق ناديه دون انتظار أمر من أية جهة، وذلك شعورا منه بمسؤوليته واحترامه لتقاليد شعبنا».
فهذا الأدب الجم يكشف هو الآخر عن قبول الاتحاد بمبدأ التخلي عن بعض الحقوق من أجل الحفاظ على حقوق أخرى، وهو مبدأ تلجأ إليه الجهات الخاسرة التي تكون بمعرض الاستسلام. إن بيان الاستنكار ليس البيئة المناسبة التي يعلن الاتحاد من خلالها احترامه لعقائد وأعراف المجتمع، فهذا الإعلان قلل من جدية لغة الاستنكار وقوتها. وكان الأولى بالاتحاد أن يُضمِّن بيانه عبارة معاكسة، عبارة تطالب بإعادة فتح النادي وبالسماح للأدباء بارتياده في جميع أيام السنة. عملاً بمبدأ الحرية المكفول دستورياً، إذ ليس على الأدباء والكتاب ـ ولا على غيرهم ـ أن يمتنعوا عن ممارسة طقوسهم، خاصة عندما يمارسونها بشكل سري وداخل بنايات مغلقة كبناية الاتحاد، وبشكل لا يخدش لا حياء ولا عقائد دولة العراق (الدينوقراطية)**؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جريد الزمان، الخميس، 2-12-2010.
** مصطلح نـحته الأستاذ الدكتور متعب مناف للإشارة إلى عملية تسيس الدين في العراق.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)
- اربعة مقالات في الإيمان (1)
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - بيان استنكار (هامس)*