أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - الملثمون














المزيد.....

الملثمون


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضحكتني نبرة زين العابدين بن علي رئيس تونس وهو (يعتذر) لشعبه، فهذه النبرة الشرقية الإسلامية العربية أعرفها جيداً، وأخاف منها كثيراً، لأنها تنذر بحمّام دم قادم وخراب وشيك. عندما يؤدي الفساد والحكم السيئ والمؤسسات غير الممؤسسة بشكل مهني إلى تجويع الشعب وخروجه غاضباً وحدوث أعمال عنف يذهب ضحيتها الأبرياء، فهذا يعني بأن على الحكومة أن تعي خطورة الموقف، وتكاشف شعبها مكاشفة حقيقية وشجاعة ثم تتخذ قرار الاستمرار أو قرار الاعتذار، أقصد الاستقالة. أما إذا ماطلت وسوفت فهذا يعني بأنها انتحرت.
نبرة زين العابدين ذكرتني بنبرة صدام قبله عندما خاطب الناس على أثر الانتفاضة الشعبانية، فهو الآخر كان بمواجهة شعب مروع ومذبوح وخائف وجائع وفي النهاية منتفض، بالتالي كان عليه أن يكون شجاعاً ويواجه الأزمة قبل أن تستفحل، لكن الرجل هو الآخر راح يستخدم ذات النبرة المضحكة فقسّم المحافظات إلى بيض وسود واتهم مجهولين و(كشف) عن مؤامرة تستهدف الشعب والأمة والمصير ووووو الخ.
نبرة من يريد أن يضحك على الذقون مفضوحة، فإذا كانت هناك مؤامرة فهي مؤامرة الانقلاب على الدستور، والتفرد بالقرار، وهي مؤامرة مارسها كل من صدام وزين العابدين. فعندما يتفرد شخص ما بالتحكم بمصير بلد فسيحوله إلى بيئة مناسبة لانتشار الفساد والجريمة والجوع. وعندما تنتشر مثل هذه الجرائم فأن مجرمها واحد فقط، هو الذي انتهك الدستور وعرض البلد للخراب. أما (الملثمون أو المتآمرون أو العملاء أو حتى حملة كواتم الصوت) فهؤلاء طفيليات ينتشرون حيث ينتشر ظل عدم الشفافية وتزداد رطوبة الفساد.
نبرة صدام وزين العابدين تشبه نبرة المسؤولين العراقيين اليوم، فهؤلاء يكذبون ذات الكذبة عندما يغطون على انتهاكاتهم وفسادهم من خلال لعن الملثمين من حملة الأسلحة الكاتمة أو الأحزمة الناسفة. والحقيقة ناصعة وبسيطة، تنكشف بمجرد أن نجيب على السؤال التالي: هل يمكن أن يختفي الملثمون من تونس والعراق قبل أن يختفي الفساد الحكومي؟ الجواب لا. إذن الملثم الحقيقي هو المسؤول الفاسد. وعلى حكومتنا ممثلة برجالها ترك الاتهامات التي تكيلها لهذه الجهة أو تلك ومكاشفتنا بحقيقة قدرتها على مواجهة التحديات (السياسية والأمنية والاقتصادية) التي تعرضنا وتعرض تجربتنا للمجهول. هل هي قادرة على تجاوز الأزمة أم أننا مقبلون على الخوض في وحل الخراب الذي تخوض فيه تونس الآن؟ هذا هو السؤال الذي يجب على الحكومة أن تجيب عليه وتترك النبرة (التمويهية) الشرقية اللعينة والممسوسة بمس التخريب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الزمان، الخميس، 13-1-2011



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة المجتمع
- أحمد القبانجي
- ما بعد المحاصصة
- الثور الأبيض
- نموذج ميؤوس منه*
- بيان استنكار (هامس)*
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)
- اربعة مقالات في الإيمان (1)
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - الملثمون