أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - طقوس الفَرَح














المزيد.....

طقوس الفَرَح


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 12:09
المحور: المجتمع المدني
    


عندما إزدادتْ [ إنتصارات ] صدام بصورةٍ مُضطردة ، " حيث كان يمتلك مَوهبة تحويل هزائمهِ المُتلاحِقة الى إنتصارات ، في الإعلام على الأقل !" ، ولم يَعُد الوقت يُسعِفه ، لتنظيم إحتفالات كُبرى في تلك المُناسبات ... أوعزَ الى الجماهير الغفيرة ( أن يَحتَفِلَ كُلٌ على طريقتهِ الخاصة ) . فَوّفَرَ بذلك ، المجال واسعاً ، والذريعة ، لكثيرٍ من المُستهترين والطائشين ، لكي يقوموا بممارسات سَمِجة وأفعالٍ بعيدة عن الذوق ، وتصرفات تُسّبِب الإزعاج للآخرين .. ومن الطبيعي ، لم يكن أحد يستطيع الإعتراض ، لأن الجواب كان حاضراً وقاطعاً : القائد سَمَحَ أن نحتفل بطريقتنا !.
ومن البديهي وحسب الفِهم الصدامي والتربية البعثية وتراكمات العادات القبلية ... ان يكون " إطلاق العيارات النارية في الهواء" على رأس طقوس الإحتفالات ... تعبيراً عن القوة والبأس والرجولة ! . ومن المُلفِت ان البلدان التي فيها هذا النوع من التقاليد ، لابُدَ ان يكون السلاح واسع الإنتشار في مجتمعاتها .. ولهذا نجد نفس الممارسات اليوم في ليبيا واليمن ، مثلاً .. فنراهم يطلقون الرصاص في الهواء بكثافة ، تعبيراً عن الفرح ... بينما يندر حدوث ذلك في تونس ومصر .
ظاهرةٌ اُخرى ، منتشرة عندنا مع الأسف .. فلا نستطيع ان نكون " فَرِحين " إلا إذا تسببنا في إختناقات مرورية ، وقطع الشوارع ، والتسابق في إطلاق " الهورنات " المُتتالية بحيث تُوّلِد أقصى درجة من الإنتباه و ... الإزعاج للآخرين !. ولتذهب جهود الخبراء والمُختصين الى الجحيم .. الذين يؤكدون على الأضرار الجدية الناتجة عن " التلوث الضوضائي " وما يُسببهُ من أمراض ومضاعفات خطيرة ، ليسَ للمرضى والتلاميذ الصِغار ، فقط ، بل لجميع الناس في الشوارع والمحلات السكنية أيضاً . وحتى شرطة المرور الذين من المُفتَرَض ان يُطّبقوا القانون على المُخالفين ... نراهم " مُتسامحين " كثيراً ، عندما يتقدم رتلٌ طويل من سيارات " العرس " المُسرِعة والصاخبة وجميعهم يطلقون زموراتهم او هورناتهم في وقتٍ واحد ، ضاحكين مبتسمين !... والاطفال والشباب يُخرجون ثلاثة أرباع أجسامهم من نوافذ السيارات .. حاملين أعلاماً مُلوّنة ، صارخين بأعلى أصواتهم ... فبدون ذلك لاتكتملُ طقوس الفرح !!.
من هذهِ الأمور الصغيرة .. نستطيع تقييم بعض " ثقافة المجتمع " ... ونحتاج الى وقفة ومُراجعة هنا ، حتى نتعّود على ..أن نَفْرح بدون أن نتسبب في إزعاج الآخرين . بل ان الصحيح هو ، أن نُعديهم ونجعلهم يبتسمون ويغبطوننا على سعادتنا . عموماً ما وردَ أعلاه ينطبق على الأغلب ، على الأعراس والمناسبات الاجتماعية والشخصية , أما " الأفراح الرسمية " والتي تدعو لها الحكومة والسُلطات ، وتقوم بتنظيمها والتخطيط المُسبَق لها ... فهي غالباً ، مُفتَعلة وجبرِية ، قائمة على الدعاية والمصلحة ، وهي شأنها شأن مُختلف النشاطات الرسمية ، تفتقرُ في الحقيقة .. الى العَفَوية والحماس والإبداع .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتفاضة دهوك 1991
- مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟
- إستجواب برهم صالح وخطاب البارزاني
- أسعار النفط .. لعبة الكِبار
- المحكمة الإتحادية العليا في العراق
- بين السُلطة .. والمُعارَضة
- يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي
- ثلاث نكات
- الوسام الفِضي للقذافي
- بعضَ ما يجري في اقليم كردستان
- التطورات الأخيرة في أقليم كردستان
- وكيل وزير يَشتُم المُدّرِسين !
- إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية
- إصلاحات جَذرية مطلوبة في الأقليم
- تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة
- القِطة لم تأكل الدجاجة
- على هامش حرق فضائية ن ت ف
- القذافي .. وصدام
- حذاري من بلطجية البعث
- تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف


المزيد.....




- الداخلية السورية تعلن القبض على متورط في جرائم حرب عمل مع دا ...
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل مطالبين بإنهاء حرب غزة
- السودان.. الأمم المتحدة تطالب بمعالجة سريعة للوضع الإنساني
- رئيس أعلى محكمة إدارية في ألمانيا يشكك في صمود سياسة صد اللا ...
- عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإعادة الأسرى من غ ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في -ساحة الرهائن- بإسرائيل يطالبون بإن ...
- رئيس أعلى محكمة إدارية في ألمانيا يشكك بصمود سياسة صد اللاجئ ...
- أمريكا.. مخاوف المهاجرين تتزايد بعد قرار المحكمة العليا بشأن ...
- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة
- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة جراء الحصار الإ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - طقوس الفَرَح