|
بعضَ ما يجري في اقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 13:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على إفتراض ، ان إنتخابات مجالس المحافظات سوف تجري في اقليم كردستان ، خلال التسعة أشهر القادمة ، وكذلك إنتحابات مجالس الأقضية والنواحي ... فأن الدلائل تُشير بصورةٍ تكاد تكون واضحة ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، لن يحصل على أصواتٍ تُذكَر في محافظة السليمانية ، ولا سيما في مركز المدينة . في حين ستستمر سيطرة الحزب الديمقراطي ، على عموم محافظة دهوك ، مع وجود أغلبية له في محافظة أربيل . - بدأتْ بوادر ظهور ، نواة قوة اُخرى على الساحة الكردستانية ، وخصوصاً في السليمانية ، وبدرجة أقل في أربيل . هذه الفئة ، هُم الشباب الذين أعمارهم إقل من ثلاثين سنة ، ويشكلون نسبة مُهمة من نفوس الاقليم . وعلى الرغم ان المعارضة بشقيها " حركة كوران والاحزاب الاسلامية " ، تحاولُ جاهدةً تجيير هذهِ الحركة الشبابية ، لحسابها ، وجَعْلِها دَرَجاً للصعود من خلالهِ الى السُلطة ... فأن شعارات الشباب في مظاهراتهم المُتصاعدة ، تُشير الى مَيْلِهم الى الإستقلالية ، وتركيزهم على محاربة الفساد ، يشمل في الحقيقة ، أحزاب السلطة وأحزاب المعارضة معاً . وأعتقد ان ذلك تعبيرٌ عن الإحباط وعدم الثقة ، بالطبقة السياسية المتواجدة على الساحة الكردستانية . ان هذهِ النواة ، لكي تنمو وتزدهر .. بحاجة الى شَحذ الهمم ، والصبر ، والمُثابرة ، والتواصل والدعم ، والمؤازرة ، وتوسيع الحركة لتشمل اربيل ودهوك ايضاً . - يحاول الإتحاد الوطني الكردستاني ، التخلص من تبعات الرأي السائد ، الذي يقول : ان الإتحاد بزعيمه التأريخي ، جلال الطالباني ، إكتفى بتعزيز دَورِهِ في " بغداد " ، وتركَ الساحة الكردستانية ، لشريكهِ " اللدود " الحزب الديمقراطي الكردستاني . ومن خلال مُعادلةٍ مُعّقدة ... نجحَ الإتحاد في وأدِ المحاولات التي كانتْ تهدف الى التقريب بين الحزب الديمقراطي وحركة كوران ... ولقد تّوَجَ ذلك خلال الايام القليلة الماضية ، حين أدتْ أحداث السليمانية المؤسفة ، الى دّقِ أسفينٍ بين الحزب الديمقراطي وحركة كوران . في نفس الوقت ، يجني الإتحاد فوائد مُهمة من الإتفاق الاستراتيجي بينه وبين الحزب الديمقراطي ... ولا يريدُ ايضاً قطع شعرة معاوية مع حركة كوران . يجب ان لاننسى الحِزبَين الإسلاميين ، اللذّيْن يعملان بهدوء ، من أجل قطف ثِمار الصراع الدائر بين الاحزاب الثلاثة الاخرى !. - لا زال الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يُدير العلاقات السياسية مع الأطراف الاخرى ، بذهنيةٍ تقليدية ، لاتنفع كثيراً كما يبدو ، مع المُستجدات الحاصلة في المنطقة ... فان الأحداث في الدول العربية عموماً ، والتي سوف تمتد إن عاجلاً أم آجلاً الى ايران وسوريا والسعودية وبقية العراق ، لابُد ان يكون لها تأثير مُباشر على اقليم كردستان القابع وسط هذهِ المعمعة . لايجوز ان نختصر الأمور ونجعلها " شخصية " أو نربطها ب " الكرامة الفردية او الحزبية " ... بالعكس تماماً ، فأن تَفّهُم صيرورة نهضة الشعوب في المحيط الذي نعيش فيهِ ، والمُبادرة الى إصلاحات جذرية حقيقية ، وإفساح المَجال واسعاً أمامَ الحِراك الجماهيري ولا سيما الشبابي ، لكي يُعّبِر عن نفسهِ ... كُل ذلك " سريعاً " وبدون مُماطلة وتسويف .. سيجعل موقف الحزب الديمقراطي أقوى ، وربما سيُكّرِس رئاسة اقليمٍ اكثر رسوخاً . - دعونا نُفّكِر منذ الآن ، بأسلوبٍ أكثر واقعية وأكثر جدوى ... ونرتقي سياسياً ، بحيث نتقَبَل " الإختلافات " بيننا . ربما ستسيطر المعارضة الحالية ، على مجلس محافظة السليمانية والعديد من الاقضية والنواحي . ومن الطبيعي حينها ان يكون المُحافُظ ايضاً منهم ... واذا أدارتْ حكومة تكنوقراط مُستقلة عملية الانتخابات القادمة " كما هو مُؤمَل " ، فمن المُمكن ان تحصل المعارضة الحالية وحتى عدداً من المُستقلين ، على أصوات كثيرة ، في اربيل ايضاً وحتى في دهوك . ودرءاً للمشاكل المُتوقعة بين حكومة "اربيل" ، ( التي ستستمر سيطرة الديمقراطي والاتحاد عليهِ بدرجةٍ او بأُخرى ) ، والحكومة المحلية في السليمانية " الخارجة عن الطَوع " ، فما المانع ، ان نلجأ الى شكلٍ جديد للاقليم ، وهو فيدرالية المحافظات ؟ وإذا نجحتْ هذه التجربة ، وأعتقد انها تحمل بين طياتها الكثير من عوامل النجاح ... فمن المناسب تطبيقها في كركوك والموصل ايضاَ . ان فيدرالية المحافظات ، أفضل كثيراً من الوضع الحالي الذي يؤدي " لامَحالة " الى الفُرقة العملية ، بين السليمانية ودهوك . ان تكريس الخلافات وجعل الصراعات بين الاحزاب ، سبباً في توسيع الهوّة بين مكونات المجتمع الكردستاني ... لايَخدم أحداً في الحقيقة ولا حتى هذه الاحزاب المتنافسة فيما بينها .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطورات الأخيرة في أقليم كردستان
-
وكيل وزير يَشتُم المُدّرِسين !
-
إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية
-
إصلاحات جَذرية مطلوبة في الأقليم
-
تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة
-
القِطة لم تأكل الدجاجة
-
على هامش حرق فضائية ن ت ف
-
القذافي .. وصدام
-
حذاري من بلطجية البعث
-
تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف
-
ملاحظات حول يوم الغضب العراقي
-
ليبيا ..إكتمال مُثلث الثورة
-
ألقذافي .. والزَعتَر
-
حِوار يمني بحريني
-
ملاحظات على مظاهرة السليمانية
-
القذافي يتظاهر .. ضِدّ نفسهِ !
-
قتلى وجرحى في مظاهرة الكوت
-
مُزايدات
-
زُعماء .. وزُعماء
-
الكهرباء .. والفقراء
المزيد.....
-
البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا
...
-
اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر
...
-
-النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل
...
-
الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
-
شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة
...
-
بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
-
الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران
...
-
إيطاليا تقدم تمويلات لتونس بقيمة إجمالية تبلغ 105 ملايين يور
...
-
السويد.. البرلمان يصوت لصالح تسهيل عملية تغيير النوع الاجتما
...
-
روسيا تتهم.. أياد أمريكية وغربية خفية وراء الاحتجاجات في جور
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|