|
إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 11:09
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تَمُرُ في هذهِ الأيام ، الذكرى العشرين لبدأ أكبر إنتفاضة ، ليسَ في العراق فحسب ، بل في عموم المنطقة . تلك الإنتفاضة الجبارة ، التي جرى عليها التعتيم والتشويه المُتعَمد من العالم الذي يُسمى " متمدناً " ، بغربِهِ وشرقِهِ ... نعم ، فلقد جرى وأد هذه الثورة الشعبية العارمة ، بتآمُرٍ مُخزي من الغرب بزعامة الولايات المتحدة والشرق بزعامة الاتحاد السوفييتي في آخر أيامهِ .. حيث سمحوا لصدام المُنهَزم في الكويت ، أن يذبح الشعب العراقي المُنتَفِض . أدناه بعض المُلاحظات من الذاكرة حول الإنتفاضة في ذكراها العشرين : - كُل أحزاب " المُعارَضة " حينذاك ، والتي كانتْ قياداتها في إيران وسوريا واوروبا ، كُلها بدون إستثناء ، تفاجأت بالإنتفاضة ، ولم يكن لها أي دورٍ يُذكَر . لا في الجنوب والوسط ولا في كردستان . إلا أنها ركبتْ الموجة وإمتطتْ الإنتفاضة وجّيَرتْها لحسابها ، فَجَنتْ الأحزاب الكردية ، ثمارها سريعاً في أقليم كردستان لظروفٍ إستثنائية خاصة ... والأحزاب الشيعية فعلتْ ذلك بعد 9/4/2003 . - كانتْ الإنتفاضة .. إنفجاراً شعبياً عارماً ، بوجه صدام ونظامهِ الفاشي ، وناتجاً عرضياً للهزيمة المُنكرة للجيش العراقي في الكويت ، ورَد فعلٍ طبيعي لِتراكُم الظلم والإضطهاد والمعاناة لسنين طويلة ... بدأتْ من أقصى الجنوب في الأول من آذار ، من البصرة وفّجَرها الجنود والضُباط الذين نَجوا من الحرب ، وآزرهم الشعب في الحال وأسقطوا كُل رموز السلطة في البصرة ... وفي اليوم التالي كانتْ السليمانية بأقضيتها ، هي الثانية .. وسرعان ما إمتدتْ الثورة في كُل الجنوب والوسط وكردستان .. رغم ان هنالك مَنْ يعتقد ان عدم إشتراك المحافظات ( نينوى ، صلاح الدين ، الأنبار ، بغداد ) في الإنتفاضة ، كان بسبب التمركز الكثيف للقوات الامنية والجيش فيها وإحكام سيطرتهم عليها ... فأنه لا يُمكن بالمُقابل ، إنكار وجود نوعٍ من التأييد والولاء في هذه المحافظات لصدام ونظامهِ ، أكثر من المحافظات الاخرى ، وان هذهِ " القوات الامنية والجيش ، خصوصاً من الرُتب العالية ، كان معظمهم من أهالي هذه المحافظات بالذات !" . وهذا يُفّسِر ان الغالبية العظمى من ضحايا الإنتفاضة ، لم يكونوا من اهالي هذه المحافظات الاربعة . - بكُل وضوح .. كانتْ الانتفاضة ، عفوية ، غير مُخَطط لها ، ليس لها قيادات ... بل ان بعض اعضاء احزاب الاسلام السياسي الشيعي ، الذين دخلوا من ايران ، ورفعوا شعارات طائفية واسلامية ، أساءوا في الحقيقة الى الانتفاضة ولم يُقووها .. بل كانوا أحد الاسباب المُهمة في إنتكاستها . - مع كُل التقدير والإجلال ، للإنتفاضات والثورات القائمة اليوم ، في ليبيا واليمن والبحرين ... حيث اننا نحن العراقيين نغبطهم على الإهتمام المنقطع النظير مِنْ قِبَل الإعلام العالمي ، والنقل الفوري والمباشر ، للجرائم التي يرتكبها الحُكام الطُغاة بحق هذه الشعوب . فأن مقتل بضع مئات من الليبيين ، هّزَ الضمير العالمي ، وفرضَ عقوبات صارمة على القذافي " وليس على الشعب الليبي " وحوصِر النظام بحيث سيكون سقوطه سريعاً . وإحتلت أحداث تونس ومصر واليمن ، نشرات الاخبار العالمية كافة ، منذ اكثر من شهرين وينشغل العالم بمؤازرة هذه الانتفاضات بكل طريقة " وهذا ما يُفرِحنا نحن العراقيين "... بينما لايمكننا ان ننسى ، ان نظام صدام الفاشي [ وبمرأى من المجتمع الدولي كلهِ وبموافقة ضمنية منه ] ، قتل من 15/3/1991 لغاية 4/4/1991 ، أكثر من مئتي ألف عراقي في الجنوب والوسط !.. نعم خلال عشرين يوماً من عملية ذبح إنتفاضة الشعب العراقي ، قتل بدمٍ بارد 200000 شخص ، الغالبية العظمى منهم من أهالي الجنوب والوسط ، عدا عن عشرات آلاف الكرد ، فيصبح ضحايا الانتفاضة العراقية الباسلة قرابة الثلاثمئة الف قتيل ، ناهيك عن الجرحى والقتلى والمُشرَدين . إستخدم صدام كافة الاسلحة الثقيلة والمُحرمة التي تحت يدهِ ، على نطاقٍ واسع ... ولم ترمش عين الامم المتحدة ولا كافة الدول العظمى ، بل ان الدول العربية كانتْ تُبّرِر ماقام به النظام الصدامي ، وتعتبره شأناً داخلياً !... ان التواطؤ الدولي مع النظام الفاشي الصدامي ، الذي أدى الى مذبحةٍ كُبرى بحق الشعب العراقي ، وصمةُ عار في جبين الانسانية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إصلاحات جَذرية مطلوبة في الأقليم
-
تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة
-
القِطة لم تأكل الدجاجة
-
على هامش حرق فضائية ن ت ف
-
القذافي .. وصدام
-
حذاري من بلطجية البعث
-
تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف
-
ملاحظات حول يوم الغضب العراقي
-
ليبيا ..إكتمال مُثلث الثورة
-
ألقذافي .. والزَعتَر
-
حِوار يمني بحريني
-
ملاحظات على مظاهرة السليمانية
-
القذافي يتظاهر .. ضِدّ نفسهِ !
-
قتلى وجرحى في مظاهرة الكوت
-
مُزايدات
-
زُعماء .. وزُعماء
-
الكهرباء .. والفقراء
-
الثقافة والدين في اقليم كردستان
-
مُلاحقة أموال الرؤساء وأبناءهم
-
ثورة حتى النصر .. في كل شوارع مصر
المزيد.....
-
قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس
...
-
جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن
...
-
فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري
...
-
حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
-
التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب
...
-
إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل
...
-
انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير
...
-
بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب
...
-
بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|