أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتفاضة دهوك 1991














المزيد.....

إنتفاضة دهوك 1991


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجر هذا اليوم 14/3، قبلَ عشرين سنة ... كانتْ الساعة تشيرُ الى الثانية تماماً ، حين إنطلقتْ أول قذيفة من أمام دار " إبراهيم حجي مَلو " بإتجاه مديرية أمن دهوك ، إشارةً الى بدء إنتفاضة مدينة دهوك . ثم إشتَدَ الرمي في كافة أنحاء المدينة ... كانتْ القِلاع الأمنية شأنها في كُل مُدن العراق ، حصينة ومُجّهَزة بكافة أنواع الأسلحة والذخيرة ، ومُكتظة بأزلام النظام ... حيث ان دوائر الأمن والاستخبارات والمنظمات الحزبية ومقرات الجيش الشعبي ، مّثَلتْ دوماً " هيبة الحكومة " ، والعصا الغليظة التي تُرهبُ بها الشعب ، وأماكن للتعذيب والتنكيل بأشجع وأحسن المواطنين ، سواء كانوا مُعارضين للنظام ، أو حتى يُشَك في ولائِهم .
هذهِ بعض الذكريات التي عايَشتُها منذ الساعات الاولى لذلك اليوم الفريد :
- كانتْ السليمانية سّباقة الى الإنتفاض " كعادتها دائماً " حيث نهضتْ في 5/3 ، وأربيل تبعتها في 11/3 ، وحتى العمادية في 13/3 .
- لم نَنُم تلك الليلة .. ومن منزلي الكائن في جنوب شرق المدينة ، سمعتُ في الرابعة والنصف من خلال صوت الرصاص المتقطع ، سيارات مارّة في الشارع المُقابل ، وصوت " شفان بروه ر " يصدح بأغاني ثورية . خرجتُ الى الباحة ، ورغم الظلمة ، عرفتُ ان السيارات هي شُبه عسكرية من تلك العائدة الى أفواج الدفاع الوطني ، او كما هو مُتداوَل " الجحوش " ... الذين إنقلبوا على نظام صدام ، وأطلقوا الإنتفاضة ... حيث كانوا هُم الوحيدين من أهل المنطقة الذين يمتلكون السلاح .
- في الخامسة والنصف ، جاء ابن اُختي من بيتهم القريب .. وحيث ان الكهرباء والتلفونات كانتْ مقطوعة منذ أشهر .. عزمنا على الذهاب الى الجانب الآخر من المدينة ، حيث يسكن أخي الأكبر .. كان الجو بارداً ومطرٌ ربيعي خفيف يُداعب الهواء .. حين وصولنا الى مركز المدينة ، وبالضبط عند مديرية الكهرباء " سابقاً " ، في تقاطع محلة " شيلى " والكلي ... كانتْ مسيرة كبيرة قادمة ، من المنطقة الشعبية " بروشكي " بإتجاه مديرية الشرطة والمحافظة ثم ... الى بيت القصيد : مديرية الأمن . كانتْ هذه الجموع خليطاً من النساء والرجال والشباب .. معظمهم يحمل العِصي او قطعة حديد ، والقِلة التي معهم أسلحة ، كانوا من منتسبي افواج الدفاع الوطني ، بالتأكيد . إستدرتُ بصعوبة وإتجهتُ قبلهم الى المركز ، ولأن نوافذ سيارتي البيك آب كانتْ مُغلَقة بسبب البرودة ... ومُقابل " مطعم دُنيا " إقترب أحدهم من السيارة وأشار بعصبية الى التوقف .. فوقفتُ فوراً ، فقال : هل تريد الإنتحار ؟ ألا تسمع صوت الرصاص المنهمر على الشارع من دائرة الامن ؟ لاتستطيع المرور . فرجعتُ قليلاً الى الوراء ، ونزلنا من السيارة . فعلاً كان الرمي متواصلاً .. وكانتْ العديد من الإصابات متناثرة هنا وهناك على جانبي الشارع ... صاح رجل : لمن هذه السيارة ؟ خُذ بعض الجرحى الى المستشفى . سمعتُ آخر قال ، ان هنالك قتيلٌ عند باب مصرف الرافدين بالضبط . على كُل حال حّمَلنا أنا وابن اُختي ، ستة جرحى وذهبنا بعكس الإتجاه الى مستشفى صدام . ولأنني أمتلك بعض الخبرة في التضميد ولان المستشفى كانتْ مُكتظة بالكثير من الجرحى والكادر الطبي والصحي قليل في ذلك الوقت .. بقيت في المستشفى للمساعدة .. وأخذ قريبي السيارة لجلب المزيد من الجرحى .
- كشاهدِ عيان ... بعض أفواج الدفاع الوطني ، والناس العاديين البُسطاء ، هُم مَنْ قاموا بإنتفاضة دهوك بالكامل . لم تكن هنالك أحزاب وحتى " التنظيمات الداخلية " لم يكن لها تأثيرٌ يُذكَر . بعد إنهيار السُلطة في المدينة ، وإستقرار الأوضاع ... اي بعد أيامٍ من بدء الإنتفاضة ، جاءتْ طلائع بيشمركة الاحزاب وقياداتها .. اي ان الحركة الجماهيرية سبقَتْ الاحزاب وليس العكس .
- لم تستطع الاحزاب الكردستانية ، تنظيم مابعد الإنتفاضة ، ولم تكن لها رؤيا واضحة ، في كيفية التصرف ، إذا حصل هجومٌ من السلطة . والأدهى من ذلك ، لم تُبادر الى المساعدة في " تحرير " الموصل من براثن الدكتاتورية ، حيث ان أهالي الموصل كانوا ينتظرون على أحر من الجمر ، هذه المساندة من دهوك ، لاسيما وان معنويات فلول الجيش العراقي والاجهزة القمعية كانت في الحضيض .
- عموماً ... كانتْ انتفاضة دهوك ، تجربة رائعة ، تخللتها الكثير من المواقف الانسانية الراقية والتكاتف الاجتماعي ، وأبرزتْ شجاعة وشهامة الناس البسطاء الفقراء ، وإستعدادهم الفطري للتضحية .. كما أظهرتْ بعض الجوانب السيئة المتواجدة في مجتمعنا ، مثل النهب وقُصر النظر السياسي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟
- إستجواب برهم صالح وخطاب البارزاني
- أسعار النفط .. لعبة الكِبار
- المحكمة الإتحادية العليا في العراق
- بين السُلطة .. والمُعارَضة
- يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي
- ثلاث نكات
- الوسام الفِضي للقذافي
- بعضَ ما يجري في اقليم كردستان
- التطورات الأخيرة في أقليم كردستان
- وكيل وزير يَشتُم المُدّرِسين !
- إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية
- إصلاحات جَذرية مطلوبة في الأقليم
- تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة
- القِطة لم تأكل الدجاجة
- على هامش حرق فضائية ن ت ف
- القذافي .. وصدام
- حذاري من بلطجية البعث
- تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف
- ملاحظات حول يوم الغضب العراقي


المزيد.....




- ترامب يعاقب الهند برسوم جمركية جديدة بنسبة 25% بسبب النفط ال ...
- -قد أضطر لتغييره-.. شاهد رد فعل محلل CNN هاري إنتن بعد خطأ ت ...
- مصر.. الحكومة تطلق مبادرة لخفض أسعار 15 سلعة بنسب تصل إلى 18 ...
- حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بارتكاب -خطيئة كبرى- بقرار ت ...
- وجدته يستمني داخل غرفة نومها.. عميلة لـ-أمازون- تزعم أن أحد ...
- ماذا حدث في هيروشيما قبل 80 عاماً؟
- خلافات -غير مسبوقة- في قيادة الجيش الإسرائيلي بشأن تكثيف الغ ...
- سوريا تعلن عن 12 مشروعاً بقيمة 14 مليار دولار
- مبعوث ترامب يلتقي بوتين في موسكو والكرملين يصف المحادثات بال ...
- الهند: قتلى إثر فيضانات الهيمالايا والبحث متواصل عن عشرات ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتفاضة دهوك 1991