أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟














المزيد.....

مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك حِكاية تقول ، ان رِجُلاً كان مهموماً لأن زوجته اُصيبتْ بِما يشبه الصَمَم ، فهي لاتسمع إلا إذا كانتْ قريبة منهُ ويخاطبها بصوتٍ مُرتفع . فلجأَ الى أحد أصدقاءهِ ، الذي كان طبيباً حاذقاً ، وشرحَ له الأمر بالتفصيل . فنصحهُ الطبيب ، بأن يجري تجربة ثم يعود بعدها ليخبره بالنتيجة ، حتى يستطيع ان يُشّخِص الحالة بِدِقة . والتجربة هي أن يقف على بُعد حوالي الاربعين متراً من زوجتهِ ، ويُخاطبها .. فإذا لم تسمع ، يتقدم عشرة أمتار ثم يُعيد الكّرة ، وهكذا . وفعلاً قام صاحبنا بتنفيذ ما أمرهُ به الطبيب ... وكما كان مُتوقعاً ، فأن حرمهُ المَصون ، لم تَرُد عليهِ ، على بُعد اربعين متراً ولا ثلاثين ولا حتى عشرة أمتار !.. فإضطَرَ للدخول الى المطبخ حيث كانت هنالك ووقف خلفها تماما .. وسألها نفس السؤال : ماذا طبختِ اليوم ؟ فَرّدتْ عليهِ : ياعزيزي .. للمرة الرابعة أقول لك ، وضعتُ الدجاج في الفرن !! . لم يستوعب الرجل أول الأمر ... لكن " المَرّة الرابعة " إسترعتْ إنتباهه .. هل يعني هذا ، إنها كانتْ تسمعني من المرة الاولى ؟ وأجابتْ وكنتُ أنا الذي لا يسمعْ ؟ !.
حال حكومة أقليم كردستان ، تشبه حال الرَجل أعلاه .. فالحكومة لاتُريد ان تُصّدِق انها هي نفسها مُصابة بالصَمم .. وليس الذين يُطالبون بإصلاحات جذرية . إدارة الاقليم بصورةٍ عامة ، منهمكة بِكُل جِدية ، في البحث عن " أمراض " المعارضة ، والنواقص والسلبيات التي يُمكن إلصاقها ، بجميع مَنْ يُطالب بِوَضع حدٍ للفساد والنهب . ان الحكومة بأحزابها ، تخوض معركة ، أعتقد إنها خاسرة .. تُريد أن تُصّوِر نفسها ، بأنها الراعية الوحيدة لتجربة الأقليم .. وان المآسي والنكبات سوف تعود لِتَصبَ جام غضبها على الشعب .. بِمُجرد ان يكف الحِزبان عن ممارسة السلطة !..
الكُل يعرفون حق المعرفة ، الصعوبات والمخاطر التي تُحيط بالأقليم .. من تركيا وايران والحكومة الاتحادية في بغداد ، وحساسية الاوضاع في المناطق المتنازع عليها ... ولكن هل في الاُفق ما يُشير الى الفترة او الزمن المُحَدَد ، لِحَل هذه المُعضلات ؟ لكي يستطيع الناس " الإنتظار " لغاية ذلك الحين ، ثم المُطالبة بالإصلاحات ؟ وبدءاً ماهو الرابط بين الأمرين في الأساس ؟ وهل ان وقف السُراق والناهبين والمتجاوزين على القانون ، فوراً ، يُعيق جهود حل المشاكل مع محيط الاقليم ؟
أستطيع الإدعاء ، ان المُطالبين بإصلاحات جذرية حقيقية ... ليسوا كُلهم منضوين تحت مظلة حركة كوران او الاحزاب الاسلامية ... بل ان غالبيتهم العظمى : مُستقلون ، وحتى العديد من قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، يطمحون الى ذلك التغيير . أعتقد ان الوقت قد حانَ تماماً .. لكي تحُس وتَشعر الحكومة بأحزابها الحاكمة ... إنها هي بالذات ، مَنْ تُعاني من الصَمَم .. وإنها بحاجةٍ ماسة الى العلاج .. وحتى الى تداخلٍ جراحي إذا لزَمَ الأمر !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستجواب برهم صالح وخطاب البارزاني
- أسعار النفط .. لعبة الكِبار
- المحكمة الإتحادية العليا في العراق
- بين السُلطة .. والمُعارَضة
- يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي
- ثلاث نكات
- الوسام الفِضي للقذافي
- بعضَ ما يجري في اقليم كردستان
- التطورات الأخيرة في أقليم كردستان
- وكيل وزير يَشتُم المُدّرِسين !
- إنتفاضة 1991 ألمَنْسِية
- إصلاحات جَذرية مطلوبة في الأقليم
- تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة
- القِطة لم تأكل الدجاجة
- على هامش حرق فضائية ن ت ف
- القذافي .. وصدام
- حذاري من بلطجية البعث
- تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف
- ملاحظات حول يوم الغضب العراقي
- ليبيا ..إكتمال مُثلث الثورة


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟