أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟














المزيد.....

أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ ما حصل من مداهمات أخيرة على مقرّات الحزب الشيوعي العراقي وجريدته الرسمية ( طريق الشعب ) لم يكن وليد الصدفة ، إنما هو نتيجة تراكمات كانت واضحة للعيان منذ تشكيل مجلس الحكم الإنتقالي قبل ثماني سنوات ، عندما حاولت قوى الاسلام السياسي الشيعية ( حينذاك كانوا السنّة مقاطعين للعملية السياسية ) إبعاد القوى الديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي عن المشاركة في ذلك المجلس ، لكن جماهيرية الشيوعيين وتجذّر مفاهيم الأفكار الديمقراطية لدى اوساط واسعة من المجتمع العراقي ، وظهور الطائفية السياسية ( المرفوضة جماهيرياً ) بصورة طارئة ، كلها جعلت مشاركة الديمقراطيين من شيوعيين ويساريين وليبراليين أمرٌ لا مناص عنه ، الذي تقبّله الطائفيون على مضض .
لنرى كيف كان ولا يزال الحقد الدفين على الحزب الشيوعي وكل من يؤمن بالفكر الديمقراطي :
اولاً- عندما كان مجلس النواب السابق ، اعلنت لجنة النزاهة في حينه عن تورط عشرة نواب بالفساد ، بمن فيهم العضو الشيوعي السيد ( مفيد الجزائري ) ، وهو الوحيد مِن بين الباقين صرَّح باستعداده للمثول امام القضاء العراقي ، لكن التحقيقات السرية أثبتت أن النزيه الوحيد بين النواب العشرة كان هو النائب الشيوعي – مفيد الجزائري - ،أما الباقون فكلّهم متورطون بالفساد ، لذا تمَّت عملية طمطّمة الموضوع خوفاً من الفضيحة ، ولو كانوا الشيوعيون متورطين بالفساد ( وهذا مستحيل ) لقامَ تجار الدين بشَن حملة شعواء ضدّهم ورفض التستر عليهم . إنَّ نزاهة أداء الشيوعيين في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، جعلت العدو قبل الصديق يعترف بأن الشيوعيين أصحاب الأيادي البيضاء ، وهذا ما نطقَ وصرح به رئيس الوزراء .
ثانياً – الهجمة الشرسة من قبل محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق ( الدعوي ) ورئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي ( البعثي – الصدري ) ضد إتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين لم تكن عفوية ، إنّما سببها هو أنّ غالبية اعضاء الإتحاد من الشيوعيين واليساريين ، أصحاب التارخ النضالي المشّرِف ، وهذان القزمان أرادا أن يحتويا الإتحاد ويجعلانه ذيلاً لهما و واجهة إعلامية لإسلامهم الطائفي ، كما كان يفعل البعث الصدامي المقبور .
ثالثاً – إنّ قرار إغلاق مقرّات الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية ، أثلَجَ صدور بقايا البعث وقوى الإسلام الطائفي سنية وشيعية ، والدليل على ذلك هو عدم إصدارها بيان يستنكر ذلك الإجراء التعسفي ، إنما جاء متناغماً مع نواياها الشريرة الدفينة .
رابعاً – عندما رفضَ الشاعر الكبير مظفر النواب المساعدة المالية التي ارسلها له رئيس الوزراء ، طالباً بدلاً من تلك المساعدة راتباً تقاعدياً ، وهذا حقه المكتسَب، فكان رد المالكي ( ليدفع الحزب الشيوعي له راتباً تقاعدياً ! ) ، هل ان المالكي عاجز عن تخصيص راتب تقاعدي لأحد هامات العراق الوطنية ، والجاثمون على السلطة ، الفاسدون الطارؤون الإرهابيون الأميّون يتمتعون برواتب خيالية !!؟؟
خامساً – إنَّ ذريعة تعميم قرار إسترداد أملاك الدولة على الجميع لا أساس له من الصحة ، والدليل على ذلك هو ان احزاب السلطة لاتزال تحتل ابنية الدولة بوضع اليد دون حسيب او رقيب ، إضافةً الى ما ذكره رئيس حزب الأمة العراقية السيد ( مثال الآلوسي ) بأنّ العقار الذي يشغله حزبه هو ملكية خاصة ويدفع لمالكه بدل ايجار ولا يعود للدولة ، فلماذا يتم إغلاقه ! ؟ . لقد أصبح الدافع الحقيقي لهذه الممارسات الهمجية معلوم للجميع ، إنه موقف سياسي معادي من قِبل المالكي ضد الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية ، لكونهما كانا مع بقية القوى الوطنية الديمقراطية في قلب التظاهرات السلمية الإحتجاجية ، مدافعون جميعاً عن حقوق الشعب العراقي ورافضون التكوين الفاسد والمُخزي للحكومة والبرلمان .
يبقى على رئيس الوزراء أن يعيد الحقوق الى أصحابها ، من خلال صلاحياته الدستورية ، فهو ليس بعاجز عن ذلك ، وأعني هنا ، قبل أن يطلب من الحزب الشيوعي إخلاء مكاتبه ، واجب عليه ان يسترد ممتلكات الحزب الشيوعي المصادرة إبّان حكم البعث الفاشي ويسلّمها الى مالكيها الشرعيين قبل فوات الأوان ، والإبتعاد عن سياسة المماطلة والتسويف ، التي من شأنها وهدفها تقويض نشاط القوى الديمقراطية العراقية والوقوف بوجهها .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة خلط الأوراق لا تنجح دائماً وخنق التظاهرات هو مؤشر على ب ...
- هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجد ...
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- إنطلاقة شارع المتنبي والأخطار المحدقة بها
- الحرية قبل الخبز
- الحرية قبل الخبز
- الرد الهستيري النزق
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...
- حينَ تعرَض الشهادات والرسائل العلمية كسلعة في أسواق البيع ال ...
- حينَ تُعرَض الشهادات والرسائل العلمية في أسواق البيع الرسمية ...
- منهجية الثيوقراطية العراقية الحاكمة
- الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... ح ...
- مجلس النواب والإجراءات الإنضباطية الجديدة
- الإتفاقيات التجارية والعملة النقدية وتأثيرها على الإقتصاد ال ...
- أنتم مَن فتح الأبواب لهم ... فلماذا تحتجّون على عودتهم !
- مؤشرات إنذا وإستفسار
- هل تجاوزَتْ منظمات المجتمع المدني الخطوط الحمراء !
- الحوار المتمدن - مِنبر لاغنى عنه
- مَنْ الضحية القادمة ما بعد البصرة وبابل !؟


المزيد.....




- -وحوش- تُلقّن زوّار عقار ريفي أمريكي دروسًا بيئية.. كيف ذلك؟ ...
- في الحرم المكي ومحيطه.. فيديو قد يصدمك يظهر كيف تتعامل السعو ...
- مأساة على المباشرة.. عابر جنسي تركي ينهي حياته بالقفزة من ال ...
- حريق في كنيس الحاخام يتسحاق يوسف بالقدس والسلطات تشتبه بأنه ...
- غضب في بوغوتا.. إطلاق النار على مرشح رئاسي كولومبي خلال تجمع ...
- ترامب يُرسل 2000 الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس وسط تصاعد الاحت ...
- وزارة الصحة في غزة تفيد بمقتل 95 فلسطينياً خلال اليومين الما ...
- حشيش في حلوى الأطفال.. شركة -هاريبو- تسحب منتج من الأسواق
- عباس وهيثم بن طارق يتبادلان تهاني العيد ويبحثان الوضع في فلس ...
- مصر.. اعتداء وحشي على مسؤول حكومي خلال مهمة في ثاني أيام الع ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟