كافي بوك حكومة، راح نبلغ الشرطة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 06:49
المحور: كتابات ساخرة
    

هل لهذا العنوان علاقة بالذي سيورد بعد ذلك؟
اعتقد ذلك.
اولا العنوان ليس من عندي فهو كان من ضمن الشعارات التي اطلقت في تظاهرة جمعة الغضب في العراق قبل يومين.
ثانيا، بدأ ردح الفقه السعودي عاليا هذه الايام حول مدى شرعية التظاهرات ضد الحكام وليس نكتة فجة ماقاله امس الشيخ صالح اللحيدان وهو احد ابرز علماء الدين في السعودية وعضو المؤسسة الدينية.
اقرأوا معي ماقاله مع مراعاة التحذير الذي رافقه بمنع المصابين بضغط الدم العالي وامراض القلب والغثيان والفوبيواسلاميك والسعداء بتظاهرات الشارع العربي في كل مكان من قراءته:
يقول اللحيدان "كررت التأكيد على أن المظاهرات غير شرعية لما يترتب عليها من المفاسد من إتلاف الأموال، أو سفك الدماء، أو الترويع، إلى غيره، وإذا لم يحصل من هذا شيء أبدًا، فإنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم، وفتح متاجرهم، وكل ذلك لا يجوز".

لا أدري من اي كهف خرج هذا اللحيدان فالذي يقرأ هذا التصريح سيجد انه وضع اتلاف الاموال قبل سفك الدماء ومايزال يستعمل مصطلح المتاجر وكأنه ولد توا في عصر الجواري او الغلمان.
يكمل اللحيدان بالقول: وبشأن الرئيس المخلوع حسني مبارك إذا رأى أن يتخلى عن الحكم دفعًا لما يخشى من فتنة، وما قد يحدث من سفك دماء وإتلاف أموال ونهب وغير ذلك، إذا رأى ذلك فأرجو أن يكون في ذلك الخير".
عجيب امر هذا الرجل الذي غادر توا الكهف المسمى،الكهف الاسطورة مابين الكلمة والصورة، هل يريد اقناعنا بان الحاكم العربي يستيقظ في صباح احد الايام ليذهب مباشرة الى التلفزيون ليعلن الى شعبه متوسلا اعفاءه من الحكم فقد تعب ويريد ان يرتاح في احد منتجعات باريس كما يفعل الان شلتاغ عبود.
حافظوا على معدل ارتفاع ضغط الدم وانتم تكملوا ماكان اعظم:
يكمل اللحيدان (اكرر عدم مشروعية المظاهرة في ليبيا، وعدم الخروج على الحاكم،اذ لم يعرف عن أحد من أئمة الإسلام - من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة- أن أحدًا منهم يحث الناس عند الاستنكار أن يقوموا بمظاهرة ومغالبة"، مذكراً "بالسمع والطاعة حتى إذا كان الوالي غير مرضي عنه من الناس ما دام لم يكفر".
اذن توصلنا الى حقيقة ان الحاكم له الحق في سرقة الناس وقطع رقابهم والعبث باعراضهم وجلدهم لاتفه الاشياء..و..و له الحق في ذلك مادام لم يكفر.
عجيب اذن:
- مبارك حاكم عادل لانه مسلم.
- القذافي ملك ملوك افريقيا ولي امر الليبيين ويجب اطاعته لانه مسلم (مع ان اصله يهودي).
- العاهل السعودي وزمرته يجب اطاعتهم لانهم حكّام البلد رغم خلاعتهم التي زكمت الانوف.
- محمود احمد نجادي مع ولي الفقيه نرفع لهما ايادينا اجلالا لانهم حكّام مسلمين.
- علينا الا ننسى اننا يجب ان ننحني اجلالا واكبارا لحاكم العراق السابق عبد الله المؤمن فهو حسب شجرة العائلة من آل البيت ولا يجوز شرعا التمرد او التظاهر عليه ولهذا سوف نقيم له عزاءا سنويا نلطم له بمناسبة شنقه ظلما وعدوانا.
- وفي القائمة ايضا علي عبد الله صالح امير اليمن، بن لادن المرشح لجمهورية العراق الاسلامية، امير الكويت المفدى،العزيز بو تفليقه، الزعيم الشاب بشار الاسد،الملك المغوار عبد الله الحسين ملك الاردن، السلطان قابوس المدمن على العبوس،المسلم حاكم الصومال والرئيس التنفيذي لمجلس ادارة القرصنة ذات المسوؤلية غير المحدودة، هناك آخرين بالتأكيد ولكن سجلاتهم الوظيفية لم تزل دون مستوى سجل ملك ملوك افريقيا،فهم بالنسبة طيور الجنة في الارض.
اذن يريد بنا اللحيدان ان نصل الى الحقائق التالية:
- دع الحاكم يسرق فهو لم يعبر خط الكفر.
- دع الحاكم يلوط باعراض الناس فله الحق بذلك لانه لم يكفر بعد.
- دع الحاكم يشنق من يشاء ويسجن من يشاء لانه الحاكم المسلم ولنا في الحجاج بن يوسف الثقفي اسوة.
- دع الحاكم يجلس على العرش ماشاء له الجلوس دون ان تحاسبه لانه الحاكم بامر الله ولايجوز التظاهر عليه.
- دع ولي الفقيه يكون خليفة الله في الارض لايمكن تغييره تماما مثل بابا الفاتيكان الذي لايمكن ازاحته من كرسي الحكم الا بالوفاة.
- لايمكن الاستعانة بالقاموس الديبلوماسي لاختيار الكلمات المناسبة لشتم مثل هؤلاء لان ذلك مضيعة للوقت بل ويقع في محظور التظاهرات الممنوعة شرعا.
- لم يستطع اللحيدان ان يخبرنا عن ضرورة اطاعة الحاكم الذي يأتي عبر بيان رقم واحد وهل يمكن اطاعته ام ماذا؟ وكيف يمكن اطاعة ضابط مخابرات سرق السلطة بقوة السلاح.
مسكين اللحيدان فهو مايزال بحاجة الى امه لترضعه حليبها عله يصحو من غفوته.
اللهم لاشماته ولكن دع اللحيدان يستلم الحكم في اي بلد عربي حتى يرى آخرته قبل دنياه.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل