أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - من حكايات جدتي المريضة بالسلفية














المزيد.....

من حكايات جدتي المريضة بالسلفية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 05:18
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك صداقات جميلة في ايام الشباب، نعقدها بحكم الجيرة او كوننا اولاد المحلة او الحي او المنطقة.
كان الذي يربطنا كما يربط غيرنا هو الامعان في الحلم، بعضنا يبالغ فيه والبعض يعرف قدر نفسه ولكنه طموح زيادة ثلاث حبات، بينما البعض الاخير ناخ انطلاقا من شعار القناعة كنز لايفنى.
الشاب خالد (عفوا ليس المطرب الجزائري المعروف):
ولدهذا الشاب وفي قلبه عيب خلقي ( ثقب صغير الحجم في البطينولاندري هل هو الايسر ام الايمن) وحين ترعرع واصبح وسيما اراد ان يكون شرطيا (نعم شرطي وليس شيئا آخر) وظل لسنوات طويلة يقدم طلبا تلو الطلب لقبوله في سلك الشرطة وفي كل مرة كان طلبه يرفض بسبب عيب قلبه الخلقي. واخيرا رضخ للامر الواقع وسلّم امره الى الله ولكن ليس بالكامل فقد واتته فكرة ملعونة تساعده في تقمص شخصية الشرطي ولو الى حين، فقد بدأ يتجول في الاماكن واضعا دفترا مدرسيا مطويا على شكل انبوب تحت قميصه من جهة اليمين ليبان على شكل مسدس. وكان يقضي معظم نهاره في التسكع في الاماكن المزدحمة وغالبا ما يستقل باصات المصلحة مظهرا مؤخرته للسائق حتى لا يدفع ثمن التذكرة، ويصر على الوقوف جنب كراسي الركاب الاولى رغم وجود مقاعد شاغرة، وكان ينظر الى الخلف بين الحين والآخر ليرى تأثير دفتره المطوي علىوجوه الركّاب، ولكن حظه لم يسعفه في غالب الاحيان اذ يحدث ان يكون معظم الركاب من النساء اللواتي لا يعرن هذا الامر اهتماما فهن كالعادة مشغولات بالحديث عن غلاء باقة الكرفس اوكيلو الطماطم وشحة الخيار التعروزي.
حاول مرات عديدة ان يجد خيط سير لباص يزدحم بالركاب من الرجال ولكنه لم يفلح .. صحيح انه وجد ضآلته في بعض الاحيان ولكن هؤلاء الرجال ،كما قال لنا بعد ذلك، انهم كانوا ينظرون اليه بعدم اهتمام اوباحتقار. وطيلة سنوات حاولنا اقناعه بالعدول عن هذه الممارسة ولكن يرفض ذلك بشدة وجاءت الاخبار بعد ذلك حين توفاه الله وهونائم في فراشه محتضنا دفتره المطوي وكانت ترتسم على وجهه ملامح هدوء غريبة حسب اخيه الاكبر.
- الشاب نعمان: حين كنا نجلس عند قدمي تمثال بدر شاكر السياب على حافة شط العرب يصرهذا الشاب( الشاعرنعمان) على اعادة ترديد امنيته مع تفاصيلها الصغيرة وكيفية تنفيذها،انه يريد ان يصبح رئيس جمهورية معتقدا ان هناك العديد من المشاريع الاخلاقية والسياسية والاجتماعية يجب ان يقوم بها. وحين نسأله عن هذه المشاريع يقول محتدا: سأبدا اولا بوزارة القافة والاعلام واشرّع قانونا لتفرغ الادباء والفنانين حتى نستطيع ان نجعل من بلدنا منارة تضىء للاخرين وحين انتهي من ذلك اتفرغ الى المؤسسة العسكرية لابدأ بالغاء الجيش واعلان بلدنا بلدا محايدا على غرار سويسرا والحق جميع رتب الجيش بمؤسسات الامن الداخلي. لاانكر ان هذه الاصلاحات ستكون صعبة جدا ولكن الذي يسهّل ذلك هو وجود حليفين رئيسين اثق باخلاصهما هما الشعب بكل اطيافه والاحزاب اليسارية المتنورة. (هنا يصفن قليلا ) ابدأ بعد ذلك في تشكيل لجان من المهندسين والفنيين الذين سيجرون لقاءات متعددة من الجهات المسوؤلة في بلدان مثل اليابان والصين والمانيا للبدء في تنفيذ مشاريع استراتيجية قد تمتد الى سنوات ومنها حسب الاولوية تبليط كافة الطرق المؤدية الى الارياف والاهوار وبناء مدرسة لكل 100 عائلة فيها واعيد ،بالاقناع طبعا، الفلاح الى ارضه حيث سيكون ليس المالك فقط وانما سأحقق الصورة التي في ذهني ( الفلاح الانيق الذي يستعمل التكنولوجيا في الزراعة ويحس بالفخر والاعتزاز لكونه فلاحا يزرع البقدونس والخيار والطماطم والنومي حامض والرمان باحدث الطرق العصرية متابعا اخبار ذلك بالانترنت وفي ساعات فراغه يحدثك عن آخركتاب في التلقيح الصناعي للبرتقال والكوسة الذي قرأه قبل يومين.
- لن اكون مثل هارون الرشيد الذي كان يلف على البيوت ليلا ليعرف من اصحابها ما يحتاجونه، لاني لست اهبلا مثله اذ لوكان حريصا على اراحة الناس لفعل ذلك دون ان يزورهم ليلا مثل رجال المخابرات بل سأسعى الى اجتثاث جذور الفقر والتسول مستفيدا من تجارب تلك الدول التي لاتجد فيها رجلا او امرأة او طفلا يتوسدون الشوارع مادين اياديهم الى المارة.
- الشاب محمود: فتى مدمن على القراءة لاتمل من الحديث معه وهويتجول بك بين كتب العقاد ومصطفى سلامة ونجيب محفوظ وتولستوي وغاندي وشكسبير ولكنه يريد ان يصبح وزيرا للداخلية وهو يعبّر عن امنيته بحماس شديد حين يقول: لنسأل انفسنا اولا لماذا يقترف الانسان الجريمة وماهي دوافعه المنطقية لذلك ، اقصد بالجريمة كل انواعها؟ ثم بعد طرح السؤال نعّد انفسنا للاجابة عليه وهو بالتأكيد يحتاج الى سنوات وحين نصل الى الاجابة الواقعية اصدر امرا بغلق جميع السجون،لست من جماعة المدينة الفاضلة لافلاطون، ولكن الامر يستحق التفكير فكل دولة ظرفها الخاص وفي ظرفنا لا نجد جرائم كبرى وهي بالتالي لاتتعدى سرقة البيوت المتشابهة في اثاثها والثأر والتسول وفي احيان قليلة الاغتصاب او اللواط.
- لم تستطع جدتي مواصلة الحكاية فقد سكتت عن الكلام المباح حيث انقطعت كهرباء الوطنية وبات النوم امرا الزاميا من حكومة المحاصصة ذات المسوؤلية غير المحدودة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطنان من الوزارات معروضة للبيع في ساحة الميدان
- ترشيح هيفاء وهبي لوزارة العشائر العراقية
- اتصال هاتفي مرعب من اوباما الى أبي الطيب
- معجزة الهية في النيبال من اصل هندي
- مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)
- ممنوع الكحلة.. ممنوع الديرم.. ممنوع الباروكة*
- قرود بشرية منتهية الصلاحية
- فقه الكرادلة والشيطان مرة اخرى
- الاثول ابن الاثول يفوز بجائزة -جينيس للارقام القياسية-
- مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
- الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
- اشتروا عقولا تربحوا
- السبعة تاكل عيني
- غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
- اسئلة حائرة من متسول في كربلاء
- مشكلة حزام الامان في بلاد العربان
- كل عام والغامكم بخير
- دعوني اقول لكم


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - من حكايات جدتي المريضة بالسلفية