أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عاجل... عاجل..عاجل














المزيد.....

عاجل... عاجل..عاجل


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 08:56
المحور: كتابات ساخرة
    


أستدعي ابو الطيب على عجل للاشراف شخصيا على تفاصيل تنفيذ البرنامج المعد لاقامة مراسيم العزاء الذي تحضره جميع السيدات الاوائل زوجات السادة الروؤساء العرب باعتباره احد الخبراء في هذا المجال بالتعاون مع خبيرات من لجنة الاشراف التربوي العالمية.
لم يجد ابو الطيب بدا من الابتسام امام حشد النساء اللواتي جئن لاستقباله في المطار رغما انهن كّن نافشات الشعر اشعثه حتى كان من الصعب تصديق ان اللواتي يصطفن لاستقباله الان كن الى ما قبل يومين زوجات روؤساء القادة العرب.
بعد اقل من ساعة رأى السرادق منصوبة على مساحة واسعة جدا لاتضاهيها مساحة ملعب الشعب في بغداد ايام قبل الريجيم (التقريم).وبحماس كبير سارع ابو الطيب الى تفقد التفاصيل وبدأ اسئلته عن نوع الاغطية التي ستتلحف بها النساء اثناء تقديم العزاء وماركة المخدات الخاصة بالاستلقاء اثناء فترة الراحة وكمية الشموع المستعملة داخل السرادق كما تأكد من وجود الستائر المانعة لأعين ألفضوليين من التلصص على نساء القادة وهن في حزن كظيم، ولكنه لم يجد تفسيرا لعدم ذكر الملاية (ام حسن) التي تعتبر الركن الاساسي في احياء شعائر التوديع في هذا الوقت بالذات، وبالكاد استطاع اقناع بعض القيادات في دعوة هذه الملاية حسنة الصيت من بلاد الرافدين.
ونبه ابو الطيب الجميع بابعاد كافة المواد القابلة للاشتعال من ساحة السرادق وضمان عدم دخول هؤلاء النسوة في غيبوبة البكاء الكامل على مافات والذي قد يؤدي الى احراق ماتقع عليه ايديهن وتقديم النشادر او العطوس لهن في حالة الغياب الكامل عن الوعي.
غادر ابو الطيب السرادق بعد ان تأكد تماما من تفاصيل التنفيذ خصوصا وان الملاية ام حسن ابدت استعدادها للحضور.
فاصل وتعود اليكم أم حسن :
لم تحظ اي امرأة باستقبال حاشد كما حظيت به أم حسن حين وصلت الى السرادق، وسرعان ماكشفت عن شعرها وغمست يديها بالماء الساخن المالح ثم قامت بوضعهما في الماء القراح بعد ذلك وتمتمت بكلمات لايسمعها غيرها وفتحت كراسا صغيرا وقرأت بصوت باك بعد تأكدت من حضور جميع السيدات المعنيات.
صاحت الملاية بلغة عربية فصيحة وهي تجربة جديدة بالنسبة لها ولكن صوتها والحق يقال كان يثير البكاء والحسرة:
واحسرتاه على المدن الجميلة التي ستفقدون عطورها وازيائها واحذيتها البنفسجية والحمراء، واحسرتاه على قصوركم المطلة على بحر السين والمانش والبلطيق. واحسرتاه على جمعيات الطفولة والام تيريزا التي سفقد حنانكم ودعمكم المالي لها .. واحسرتاه على رجال الحماية وهم يقفلون الشوارع حين تذهبون الى (الكوافيره) او للتجول في محلات الصاغة.. من يطبخ لكم بعد اليوم المسخّن والمسكوف ولقمة القاضي والدجاج المفتول؟ من يقف لكم اصطفافا وانتم تمرون من الحمام الى غرف النوم او صالة استقبال الضيوف. ستفقدون ياحبة عيني مخدات ريش النعام وبساط الريح المفروش على ارائك الصالات حيث لايسمع فيها الا أنغام الموسيقى الحالمة التي تتراقص عليها جذوة الشموع.
وهنا هبت الواقفات عن بكرة ابيهن ولطمن على صدورهن فيما احضرت الشغالات المقصات المعطرة لقص شعورهن من الوريد الى الوريد وعلا النواح اعقبه البكاء ثم الصراخ ودق الدفوف بمعاونة نساء الحماية اللواتي استلمن رسائل الاستغناء عن خدماتهن قبل يومين.
وطلبت الملاية ام حسن فترة راحة ريثما تحضّر رسالة الوداع الاخيرة.
فاصل للراحة:
فتحت أم حسن دفتر رسائلها الفضي وقلبت صفحاته بعناية ثم استقرت على صفحة ما وأخذت تئن كما يئن حادي العيس في البوادي الشاسعة:
اللهم باسم كل محبيك الا تشمّت فينا اعدائنا من النسوة العربيات في اقصى الشرق وادناه (آمين) ولاتكتب علينا مصيرا كمصير اكيونو نوينوي زوجة الرئيس الفيلبيني كارلوس التي ماتزال تبكي بدموع من دم على الثروة التي لم تستطع نقلها معها اثناء هربها (آمين) ،اللهم لاتجعلنا نتحسر على احذيتنا كما فعلت نوني حين تركت 15 ألف حذاء و30 ماكنة لازالة الشحوم و30 ألف قلم حمرة مختلف الالوان و20 ألف تنورة لم تلبسها حتى هذه اللحظة و70 ألف بنطلون جينز استطاع خادمها المطيع تهريبها الى السودان (آمين) .. اللهم اننا لانملك حيلة من بعد عطفك علينا فنحن حريم خان بنا الدهر وجعلنا زوجات لحكام لايعرفون سوى قمع زوجاتهم وعدم الابتسام في وجوههن حتى. (آمين)، اللهم لانسألك رد القضاء ولكن اللطف به وبنا (آمين) اللهم اننا نعدك منذ هذه اللحظة ان نطّلق ازواجنا ونسجل اولادنا في المدارس الحكومية ونستغني عن خادماتنا (آمين) ، اللهم لن نعصي امرك بعد الان ولن نتزوج رجلا لاهمّ له سوى اعداد بيان رقم واحد ولن نضع الحمرة والديرم بعد الان بل سلنبس السواد انطلاقا من شعار (من لبس السواد سبى العباد). اللهم سنعتكف في بيوتنا ونستغني عن حفلات الباربيكيو ولعب الورق آخر الليل:ونقسم باننا لن نذوق النبيذ بعد الان ولا الدجاج المشوي على خشب الصنوبر بل سنكتفي بالفول الاسمر والعيش البني ولبنة احبائنا في الصعيد.
هنا بكت الملاية أم حسن قائلة: ستفقدون كل هذا؟ واحسرتاه على الماضي التليد. وقبل ان تنهي الملاية رسالة الوداع صرخت احدى السيدات الاوائل وكانت في آخر الصف: ياست، تقبريني ممكن تشرحي لي شو يعني كلمة الماضي التليد.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربنا يستجيب دعائنا دائما وهذا هو الدليل
- اعلان الطوارىء في شركات صناعة الحقائب اليابانية
- من حكايات جدتي المريضة بالسلفية
- اطنان من الوزارات معروضة للبيع في ساحة الميدان
- ترشيح هيفاء وهبي لوزارة العشائر العراقية
- اتصال هاتفي مرعب من اوباما الى أبي الطيب
- معجزة الهية في النيبال من اصل هندي
- مجانين لكن حثالات تلبس بدلات (سموكن)
- ممنوع الكحلة.. ممنوع الديرم.. ممنوع الباروكة*
- قرود بشرية منتهية الصلاحية
- فقه الكرادلة والشيطان مرة اخرى
- الاثول ابن الاثول يفوز بجائزة -جينيس للارقام القياسية-
- مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
- الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
- اشتروا عقولا تربحوا
- السبعة تاكل عيني
- غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
- اسئلة حائرة من متسول في كربلاء


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عاجل... عاجل..عاجل