أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!















المزيد.....

-النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي يوم 14 من شباط الجاري “النظام السياسي في العراق لا يخشى عليه لأنه ديمقراطي تعددي انتخابي جاء الشعب فيه بالحكومة الحالية ويمكنه أن لا يأتي بها مرة أخرى في الانتخابات المقبلة” أعلن هذا كتوجيهات اصدرها للوزراء والمحافظين المختصين بالدخول الى التظاهرات واستطرد قائلاً " أن العراق دولة غير دكتاتورية لا تصادر فيها الحريات ولا تكبت الأنفاس مثلما لا توجد فيها سجون ومعتقلات لأصحاب الرأي أو السياسيين”. هذا كلام رئيس الوزراء في العراق الذي يرأس الحكومة بالدورة الثانية في اطار العملية السياسية الراهنة.

يبدو لي ان تصريح السيد المالكي صحيح تماماً حيث ان العراق بلد ديمقراطي، تعددي، وإنتخابي. هذا هو واقع الحال ولكن هذا النظام بهذه المميزات التي شرحها المالكي هو النظام الذي ينتج القمع والاستبداد وكبح الحريات وكتم الاصوات، وهذا هو الواقع ولكن ليس كله بل جزء وجانب صغير من الواقع. حيث ان الجانب الثاني ان النظام الحالي وبهذه المميزات الموجودة هو الذي انتج المجاعة بصورة مرعبة، انتج الفقر الى مديات غير مسبوقة في العراق، انتج البطالة الى مستويات غير مالوفة عالميا. إذن القضية الرئيسية والمشكلة الرئيسية تكمن في صلب النظام الموجود، تكمن في هذا النظام التعددي، الديمقراطي، الانتخابي ليس في العراق وحده بل في تونس ومصر وبلدان العالم العربي كلها والشرق الاوسط...على رغم الاختلاف الشكلي فيما بينهم. الجماهير انتفضت بوجه هذا النظام يا سيادة الرئيس.

ان هذا النظام الديمقراطي التعددي، هو الذي اطق النار على المتظاهرين المطالبين بقوتهم، في الكوت وقتل منهم عدداً وجرح العشرات، هذا النظام هو الذي قتل وجرح المتظاهرين في الديوانية وفي السليمانية وفي اربيل.. هذا النظام يطوق المتظاهرين والمضربين عن العمل بقوات الشرطة والجيش ويصادر الكاميرات ويداهم البيوت في الكوت والمدن الاخرى في سبيل اعتقال الناشطين، هذا النظام الذي يقمع حرية الاضراب والتظاهر وخصوصا في المعامل والمؤسسات العمالية وخصوصا حرية تشكيل المنظمات العمالية، هذا النظام هو الذي وقف بوجه تطلعات الشباب والطلاب ويمنعهم من تشكيل منظماتهم، هذا النظام هو عائق جدي امام تحرر المراة في العراق وتحقيق حقهن في المساواة، هذا النظام هو الذي يقوم بصورة منظمة بالتعذيب في السجون وانزال حكم الاعدام... هذا النظام هو نظام ديكتاتوري فعلي ولكن بفارق واحد مع النظام السابق وهو ان الديكتاتور الحالي يمثل دكتاتورية للطبقة البرجوازية والراسمالية في العراق( وهذا مشترك بين النظامين)، تتداول الاحزاب البرجوازية فيها السلطة بصورة دورية( حتى هذا غير محقق)، ولكن عراق صدام حسين كان نظاما ديكتاتوريا سواء كان على صعيد حزب البعث كحزب قومي عربي ، او على الصعيد الفردي اي انه دكتاتور فردي يمثل البرجوازية ايضا.. ان المحتوى وليس الشكل متساويان في الحالتين... اي الحالتين ينتجان الفقر والمقع المجاعة وكتم الاصوات وباساليب مختلفة طبعا، تلك التطورات والتغيرات الهائلة على الصعيد الفكري والسياسي العالمي والمحلي والتطورات على صعيد التكنولوجيا المعلوماتية والإتصالاتية، ووجود خلافات بين مختلف الاطراف البرجوازية الحاكمة التي ادت الى انعدام التجانس والاتحاد في صفوف البرجوازية في العراق. هذا ناهيك عن وجود الديكتاتوريات المحلية في المرحلة الراهنة على صعيد المدن والمناطق، حيث التيار الصدري دكتاتورا في منطقة نفوذه، ودولة القانون ديكتاتورا في منطقة نفوذه وهكذا البارزاني في اريبل ودهوك...

اي ان الجزء الاول من تصريح السيد المالكي صحيح ولكن مع الاسف الجزء الثاني خطاً بالمرة وهذا ليس كلامي بل واقع الكوت والديوانية و بغداد والفلوجة والسليمانية والجامعات والسجون في العراق ومدن اخرى وثقتها الوقائع بالصورة والصوت. لكن السيد المالكي يعرف حقيقة اخرى ولكن لا يبوح بها وهو ان النظام الحالي هو نظام ينتج البؤس والفقر والمجاعة ايضا. بمعنى اخر ان هذا النظام الذي ينتج البؤس والمجاعة والفقر عليه ان يكون ديكتاتورياَ ويقمع ويكتم الافواه ايضا، هذا هو الواقع.

لست انا بصدد التحليل بل اشير الى الواقع الحالي. ان الجزء الاكبر من مطالب الجماهير في العراق وحتى في تونس ومصر هي مطالب ترتبط ارتباطا مباشرا بالفقر والمجاعة.. . لماذا ينتحر " عبدالمنير" في العراق و "بو عزيزى" في تونس، ولماذا يحرق " بوطرفيف" نفسه في الجزائر...السبب نفسه الفقر والمجاعة( ولو اني اؤكد ان هذه الطريقة للتخلص من الفقر والمجاعة ليست طريقة مناسبة ولا طريق نضالي في سبيل تحسين الامور المعاشية، بل طريقة سلبية تمثل الياس والقنوط بدل النضال والاتحاد) لندقق في المطالبات الحالية التي رفعها الجماهير في كافة المدن العراقية. حيث ضمان البطالة، زيادة المفردات التموينية، الغاء قانون التمويل الذاتي، زيادة الاجور، عدم قطع الخصومات، التوظيف الدائمي، وتخفيض رواتب هيئات الرئاسة الثلاثة واعضاء مجلس النواب، وغضبهم ضد الفساد.. هذه اكثرية المطالب لجماهير العمال والشباب وهي مطالب اقتصادية، احتجاجاً على الفقر والمجاعة والبطالة وقلة الأجور، احتجاجا على مائدتهم الفارغة و بكاء اطفالهم الجائعة.. والشق الثاني هو الخدمات وخصوصا الكهرباء هو ايضا مرتبط ارتباطا وثيقا بالانسان المعاصر، وطموحاته وسطح معيشة راقية عليه يجب ان تتوفر لديه كهرباء بصورة مستمرة وليست كجرعات لتخفيف الالام...

السيد المالكي لم يتحدث مطلقا ان اساس اكثرية هذه الجزء من المطالبات الجماهيرية والعمالية مرتبط بالاجور وبرفع الحد الادنى من الاجور... براي ان الحد الادنى من الاجور وفي ظل غلاء فاحش يجب ان لا يكون اقل من مليون دينار عراقي... ويجب ان يكون لدى كل العاطلين عن العمل... راتب شهري مناسب وليس صدقات " الرعاية الاجتماعية" التي سلبها المسؤولين ايضا. بل ضمان بطالة مناسب كحق قانوني ودستوري يضمن معيشة مناسبة للعائلة. المالكي ليس بإمكانه ان يجاوب على هذا المطلب، لان العملية السياسية برمتها، برلمانها ودستورها وقوانينها بنيت على هذا الاساس اي على الفقر والمجاعة. حيث ان الطبقة البرجوازية الحاكمة والمتفقة في الحكومة الحالية بكل اطيافها من كتلة القانون الى التحالف الوطني الى القائمة العراقية وتياراتها المختلفة والتحالف الكردستاني والتغيير وتيار الوسط كلها متفقة على افقار الجماهير وقلة الاجور .. كلها متفقة بدون ادنى شك. حيث لم نسمع إن احدهم رفع الاجور مثلا الى مستوى افضل ولم نسمع من طرف منهم ضمان بطالة مناسب لجميع العاطلين ولم نسمع من احد منهم زيادة مفردات البطاقة التموينية كما ونوعاً...
عليه ان النظام الحالي بكل تفاصيله ليس نظام الجماهير وليس نظام الاكثرية في العراق بل نظام حفنة من الاحزاب البرجوازية الحاكمة التي وزعت الفساد في العراق واستولت على كل ثرواتها فيما بينها على اساس مبدأ المحاصصة والتوافق، وقسموا الانسان في العراق ايضا على أساس الهويات القومية والطائفية والديينة.. ليتسنى لهم التفرقة بينهم على اساس هذ الهويات، ليتسنى لهم ان يسلبوا ثروات الجماهير بحجة الهويات القومية والدينية والطائفية.. لكن هيهات هيهات، نزل الجماهير والعمال والشباب الى الساحة مطالبين بالمطالب نفسها حيث ان الكهرباء وزيادة مفردات البطاقة التمونيية، ومنع التعذيب، حلت محلت هذه الهويات في المرحلة الراهنة. حيث يطلب الجماهير في الكوت والبصرة والموصل و السليمانية وبغداد بالمطالب نفسها. الفقر والمجاعة والمعاناة المتراكمة ومن ثم النضال ضد هذه الاواضع وحدتهم. انهم رافعين راية الانتفاضة والمقاومة بوجه 8 سنوات من الاضطهاد وتراكم المعاناة الفقر والمجاعة وكتم الاصوات وقمع الحريات. 17شباط 2011



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !
- يوم التغيير بدأ في العراق، تنظيمه عمل لكل الشيوعيين والتحرري ...
- ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
- الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البال ...
- إنتفاضة مصر، المهمة الأولى فصل الصف الطبقي العمالي عن الحركا ...
- الصراع السياسي داخل الحكومة الناقصة، حلقة من حلقات الصراع لأ ...
- الانتفاضة تجاوزت برنامج الاحزاب البرجوازية، الاشتراكية هي ال ...
- دكتاتورية بن علي دكتاتورية الطبقة البرجوازية يجب ان تواجه بث ...
- الحركة العمالية في اوروبا اهم حدث تاريخي لسنة 2010
- بعد أنتهاء الربع الاول من عمر الحكومة، تشكلت الحكومة، بشلل ن ...
- ستبقى الموسيقى والمسرح والتماثيل و شارع أبي نؤاس رغم أنف الق ...
- الصراع بين الاسلام السياسي الشيعي والحركة القومية العربية، ف ...
- الحركة القومية العربية، بحكوماتها، وأحزابها ، حركة رجعية جبا ...
- المعركة لم تنتهي والصراع السياسي سيكون اشد بين الاسلام السيا ...
- نهاية الحلف الاطلسي بعد تحول روسيا من الخصم الى الشريك!
- الحكومة التي ستتشكل هي ليست لتوفير الامن والخدمات، بل حكومة ...
- بناء تنظيم شيوعي في -الخارج-
- يجب تقديم المتهمين الى المحكمة وليس تكليفهم بتشكيل الحكومة!
- ان تشكيل الحكومة هو بداية لازمات سياسية اكبر بكثير لان الصرا ...
- البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجما ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!