ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!

سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 18:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
[email protected]
ان الانتفاضة المصر، هي كبيرة، لها مدلولاتها و ومغزاها السياسي الكبير، نظزا لدور المصر التاريخي في المنطقة الشرق الاوسط والعالم العربي. ان التحولات السياسية في مصر بموقعها الاستراتيجي والجيبو بولتيكي على الخريطة العالمية، تؤثر على المنطقة بأكملها سلبا اذا يفشل الانتفاضة وايجابا اذا انتضر. عليه ولتبوئها هذا الموقع الاستراتيجي، صرحت وعلقت كل القيادات السياسية في العالم و كل الدول البرجوازية ورؤساها في العالم على الانتافضة والتحولات الجارية في مصر، ومن منظور الاستراتيجية السياسية على صعيدين العالمي و المنطقة.

حيث امريكا ومن خلال رئيسها و وزارة ديفاعها و برلمانها حاولت تحقيق بناء الشرق الاوسط الجديد، وفق مبدا الحروب الاستباقية التي تبنتها بوش واداراته في افغانستان والعراق، فشلت هذه الإستراتيجية وفشل معها شرق اوسطهم الجديد حسب منظورهم. جاء اوباما بشعار الاصلاح حيث فشلت ايضا سوى كان في تونس او في مصر او في البلدان الاخرى... والان يحاول ان يدير وجهها من الناظم المصري مصر، على رغم انها دعامتها وشمعاتها الرئيسة في المنطقة

الجمهورية الإسلامية في إيران تحاول بدورها بناء شرق اوسط جديد حسب منظورها ومن خلال وزير خارجيتها اعلنت يوم امس 1.2 ان الشرق الاوسط الاسلامي الجدي بدا يتبلور... كل هذه الاطروحات بامكانها ان تكون شرقا اوسطا جديدا.. سوا كان إيران لها دور محوري او اسرائيل بواسطة امريكا.. ولكن الشرق الاوسط هذه هي شرق الاوسط الرأسمالية المدارة من قبل كبريات البلدان الامبريالية العالمية... هي شرق الاوسط لكبريات الشركات العالمية والرأسماليين المحللين والدوليين امثال وليد بن طلال، وهشام طلعت واحمدالعز... والملوك و الامراء الخليج... انها شرق اوسط لسحق العمال ودفن تطلعاتهم، انها شرق اوسط جديد لخنق حريات سياسية ومدنية و اجتماعية وفردية، انها شرق اوسط جديد لاسواق حرة التي تعيش فيها العمال كعبد بدون اسياد.

من جانب اخر وفي منظور وإطار معاكس هناك طبقة عاملة مؤثرة في حياة سياسة في المجتمع المصري. حيث تناضل هذه الطبقة مع وجود الرأسمالية و الدولة الحديثة في مصر، وخصوصا خلال اربعة سنوات المنصرمة وهي تواصل يوميا وبصورة مستمرة نضالاتها في سبيل اصلاح اوضاعها السياسية و الاقتصادية...وفعلا بدات الانتفاضة على هذه الخلفية الطبقية، وهكذا بدأت بشعاراتها الطبقة وبمطالبها برفع حد الادنى من الاجور و ضدالمجاعة وفي سبيل الحريات السياسية...

تحقق لحد الان مسائل كبيرة وكبيرة في الانتفاضة حيث تحقق" لا للتوريث" تحقق" عدم اعادة ترشيح مبارك في الانتخابات القادمة" تحقق " تحديد مدة لرؤساء مصر" تحقق مطالب اقتصادية وسياسية مهمة و منها الغاء حالة الطواري ولو لم يبوحوا بها ولكن تحققت لا محال... ولكن كل هذه النتائج هي بداية على رغم اهميتها.

الطبقة العاملة ليس لديها طرق اخر سوى رص صفوفها وتنظيم قواها في سبيل تحولها الى قوة سياسة مقتدرة ترسم ملامح المرحلة القادمة. قادة هذه الطبقة و الشيوعيون العماليون على تقليد ماركس، والتحرريون والتقدميون الذين يعانون من ظلم واضطهاد الراسمالي يجب ان يتعاضدوا مع قادة الطبقة في سبيل تقوية دورهم النضالي، والسير قدما لتحقيق بناء دولة عمالية على انقاض دولة الراسمالية الحالية... اذا نجحوا عمال مصر في مسعاهم هذا سيتحقق شرقا اوسطا جديدا، و سيتحول مصر الى مركزا ثوريا عالميا وليس في عالم العربي فحسب ونتائجه ستكون جبارة وعظيمة لكل العمال في العالم لكل العاطلين عن العمل لكل الفقراء والجائعين، لكل الذين سحقوا وقمعوا في سبيل الحريات السياسية. انا انتظر هذا النجاح ومعكم في هذا المسعى و كل نضالكم السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كيف يتحقق هذا الامر وهذه الامنية العظيمة؟!

مقدمة:

الاطار السياسي العام في مصر حسب تصريحات الاحزاب والتشكيلات المختلفة للبرجوازية من الوفد والناصريين والتجمع و التغير و الاخوان المسلمين وحسب بيان المعتصمين او المتفضين في ساحة التحرير، يتمحور حول اربعة نقاط رئيسة" تنحي مبارك عن السلطة فورا، بدأ بالمفاوضات، حل مجلس الشعب المزور، تحديد موعد للانتخابات النيباية اقصاها 6 اشهر او مابين 60 يوما الى 6 اشهر.... هذا برنامج المعارضة البرجوازية والتي تنادي بتحول سلمي للسطة. هذا اطار العام السياسي تقريبا للأنتفاضة... تتلخص هذه المطالب "بتغير النظام".

مبارك بين السقوط والرحيل

بإمكان مبارك ان يرحل وحتى ان يضمن حياته و اولاده وعائلته إذا لا يتاخر في إستجابة مطالب المتظاهرين في ساحة التحرير في القاهرة، وهو أعلن بنفسه يوم امس اي 1.2 بانه لم يرشح في الانتخابات القادمة في سبتمبر و انه يتغير المواد الدستورية المعنية بهذا الامر. بالنتيجة هو يرحل كشخص. لكن نفرض فرضية ما، اذا هو يتنحى قبل ذلك الموعد اي قبل سبتمبر القادم، كما يطلب به بعض اطراف المعارضة و ساحة التحرير، اي المنتفضين جميعا. إذا يتم هذا الامر سيكون نهاية الانتفاضة ولكن هل يتحقق مطالب المنتفضين الذي بدأ برفع الاجور الى 1200 جنيه و منع التوريث و الغاء الحالة الطوارئ، ولو ان مطلب الحد الادنى من الاجور ب 1200 جنيه اي 200دولارا في الشهر قليلة جدا جدا لا يكفي لمعيشة مناسبة لعائلة ذو اربعة اشخاص...لكن هل رحيل مبارك وتغيره بوجه اخرى حتى من خارج دائرة مبارك والحزب الحاكم في مصر يعني تحقيق هذه المطالب... ان مطلب التوريث تحققت حتى قبل رحيل مبارك حيث عين عمر سليمان نائباً للرئيس، اما المطلبين الاخرين اي الغاء الطوارئ، فان محتواه الواقعي يعني الحريات السياسية، يعن حربة التعبير عن الراي، يعني حرية التظاهر و الاضراب، يعني حرية النقد. هل يتحقق هذه المطالب؟! وليس فقط رفع حالة الطوارئ الذي (براي تحقق ايضا، اي تحقق رفع حالة الطوارئ ولكن ليس محتواها)...اما بخصوص رفع الاجور الى 1200 جنيه فهو مطلب اقتصادي وسياسي مهم ( ولو ان المبلغ دون مستوى المطلوب حيث كيلو غرام لحم ب70 جنيهاً و متوسط سعر شقة سكنية 3000-6000جنيها لمتر مربع واحد ) في ظل الدول والحكومات الموجودة في العالم العربي . ان هذا المطلب له محتوى طبقي عمالي واضح، هل الحكومة التي تتنصب بعد مبارك بامكانه ان يحقق هذا المطلب بدون رفع الاسعار وفرض الضرائب الاضافية على المواد الاولية و على الشغل( لان بامكان البرجوازية و وفي سبيل اخماد الانتفاضة بصورة مؤقتة ان يستجيب على هذا المطلب ولكن يسرقه من العمال بمراوغات اخرى)؟! هل حكومة التي تنصب من وجوه جديدة من البرادعي و عمر موسى و البديع... بامكانهم ان يتحقق هذه المطلب؟! وهل بامكانهم اقرار على قانون الحربات السياسية غير مشروطة وغير مقيدة؟! براي اية حكومة برجوازية من توليفة البرجوازية في مصر ليس بامكانها ان تتحقق المطلبين الاخرين مطلقا، لا الائتلاف الوطني للتغير بقيادة البرادعي و لا اية حزب او حركة برجوازية اخرى... على مدى الطويل ولا اقول على مدى القصير. لان على مدى القصير اية حكومة تتشكل عليها ان تستجيب لعدد من مطالب الانتفاضة وهذا لا محالة و تشمل حكومة مبارك الحالية.. حيث يتراجع يوما بعد يوم امام قوة الانتفاضة... ولكن الجماهير والعمال لم يتنفضوا هكذا خلال تاريخ مصر الحديث.. اي انهم ينتفضون مرة واحدة خلال اكثر من خمسة عقود.. فا نهم يرديون تامين حياتهم الى الابد وليس بصورة مؤقتة...

ان الشبان روح هذه الانتفاضة التي بدات، لديهم مطالب و اهداف محقة ولكن اية حكومة برجوازية في العالم العربي سوى كان مبارك او برادعي او عمر موس او عمر سليمان او حزب الوفد او الناصري او الغد او الكفاية ...ليس بامكانهم تحقيق مطالب الشبان الانسانية.. مطالبهم في الحريات السياسية و المدنية والفردية والاجتماعية، المسااوة التامة بين الرجل والمراة، الغاء الدين الاسلامي في قانون الاحوال الشخصية والغاء قانون احوال الشخصية الموجودة وتغيره بقانون المساواة التامة بين الرجل والمراة... الغاء الحجاب في المدراس والجامعات، فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، الحريات السياسية من حرية التنظيم الى حرية التظاهر والتعبير عن الراي باشكال مختلفة.. هذه هي روح وجوهر مطالب الشباب في مصر والعالم العربي باسره..

الاسس الطبقية للإنتافضة الجماهير في مصر

من الصحيح القول بدات الانتفاضة في اليوم 25 يناير 2011 اي قبل ثمانية ايام، ولكن من الصحيح القول ايضا ان العمال في المصر بداوا باحتجاجتهم وتظاهراتهم و أضراباتهم قبل ذلك بكثير بدوا بها على الاقل و بصورة مستمرة منذ اكثر من أربعة سنوات في كافة قطاعات العمالية من المحلة الى المونفية و الاسكندرية و السويس و القاهرة والاسكندرية وفي قطاعات مختلفة، في السكك والحديد، وشركات الصلب ، والادوية و البناء والانشاءات، والغزل والنسيج والسمنت والكهرباء و في قطاع الخدمات الصحية... وليس عجيبا ان يبدا الانتفاضة ايضا بمطلب رفع حد الادنى من الاجور الى1200 جنيه مصرى( كما ذكرت ان هذا المبلغ قليل جدا اي 200 دولار في الشهر)... خلال الاعوام الاربعة الماضية نحن نرى سياسة القمع المباشر ضد العمال و قادتهم وعدم الإستجابة لمطالبهم المحقة والانسانية .. انه صراع بين الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع المصري الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية بقيادة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يمثل الحركة القومية العربية وممثل للطبقة البرجوازية بكافة قطاعاتها انها فعلا دولة وحكومة ودستورا لهشام طلعت محتكر الانشاءات و احمد العز صاحب اكبر شركات الصلب والحديد في العالم العربي، نجيب ساويرس محتكر الاتصالات والتكنولوجيا والفن...انها دولة وحكومة للراسمالية بكل معنى من الكلمة... وهكذا بدات الانتفاضة... بدات ضد الفقر والمجاعة والبطالة، بدأت كضرب التبن بعود الثقاب، و كنار بالهشيم في كافة المحافظات... انها يوم 25 يناير، ولكن على هذه الخلفية الطبقية...




المعارضة البرجوازية لملمة القوى لأنقاذ الراسمالية

لحد اللحطة ان الصراع او الشعار الرئيس هو تغيرالنظام او حتى تنحي مبارك وهو شعار اقل لمعاناً، لان التغير الانظمة او هكذا النوع من التغير في كثير من االحالات ادت الى نائج عكسية ليس تغير الوجوه فحسب( اي تنحي مبارك) بل حتى تغير النظام بكامله اذا لم يقوده برنامج سياسي طبقي واضح من القادة العماليين، سوف يكون نتيجتها غير ضامنة، مثل ما شاهدنا في إيران حيث دخل الخمنيى على الخط بمساعدة امريكا وفرنسا لضرب الثورة باسم الثورة، تلك الثورة التي كان العمال واليسار فيها سائدة، شعاراتهم ممارساتهم، منظماتهم وبرنامج الثورة... إذن ليس بالضرورة تؤدي كل الانتفاضات او حتى الثورات بنتائج التي تهدف اليها المنتفضين او الثوار . ان تنظيماً سياسا بقيادة الطبقة العاملة وذو رؤية سياسية مستقبلية واضحة تؤمن لنا ضمان نجاح الثورة.

ان البرجوازية المعارضة كان فاقدة لاية قوة في بداية الانتفاضة وهي تريد وتهدف الان ركوب امواج الانتفاضة، و تسخيره وتموضعه في اطار سياساته وبرنامجه البرجوازية بمساعدة واضحة وقوية من امريكا والغرب عموما و عدد من البلدان العربية. حيث امريكا يهئ لكل سيناريوهات الممكنة. ان تشكيل الإئتلاف الوطني في بطن الانتفاضة من الاحزاب البرجوازية الوفد، الناصري، التجمع الاخوان وحركة التغير... دليل واضح على ان الطبقة البرجوازية في مصر تريد ان تحتفط بنظام مبارك ولكن فقط بتغير وجوه لصالحه، حيث تم انشقاق ما داخل هذه الائتلاف، وذلك بقبول الوفد والتجمع والناصري بمشروع مبارك ببدا المفوضة مع عمر سليمان. هذا هو جوهر كل برنامجهم السياسي. بدليل انهم لا يوجهون حتى نقدا بسيطا على اسس الدولة او حتى تغير مؤسساته، او لم يوجهوا نقدا الى الحركة القومية العربية التي تمثلها الحزب الحاكم. الدولة التي تشكلت وصعدت الطبقة البرجوازية كطبقة موحدة في الحكم منذ 1952، التي قمعت وسحق كافة المطالب والحركات العمالية والجماهيرية العادلة، التي شردت ملايين من أبناء العمال والكادحين في هذا البلد الكبير بغية منهم ايجاد فرصة عمل ما في العراق والخليج و البلدان الاوربية... ان مطلب الاحزاب البرجوازية المؤتلفة في الائتلاف الوطني ليس اكثر من ذلك، اي ليس اكثر من تغير مبارك فقط وحتى ليس عمر سليمان ناهيك عن دستور وقوانين البلد الذي رجعية حتى النخاع وطبقية لصالح البرجوازية من راس حتى القدمين. ياترى كيف نحقق من صحة هذا القول. نستعرض مشتركات بين المعارضة البرجوازية و نظام مبارك الحالي حول مسائل السياسية في الانتفاضة الراهنة.

سلمية الإنتافضة !!
ان الأحزاب البرجوازية و ائتلافها الجديد متفقة مع الحكومة الحالية، و الدولة الحالية حول مسائل عدة ومنها يجب ان تمر التحولات في بطن الانتفاضة الحالية بصورة سلمية ومحافظة الاستقرار، وهكذا يدعوا ايضا طيفا واسعاً من الشبان. لكن ماهي الانتفاضة السلمية والمحافظة على الاستقرار؟! السؤال نفسه هو متناقض، مادام هناك انتفاضة ليس هناك سلم وليس هناك إستقرار، لان الناس عادة ما ينتفضون، بل يحتجون ويتطاهرون و يضربون عن العمل في سبيل تحقيق مطالبهم.. ولكن تحول هذه المظاهر الى الانتفاضة يعني تحول من السلم الى العنف. والعنف سببها الدولة الراسمالية ومؤسساتها الطبقية من جيشها وامنها وشرطتها و إداراتها الطبقية وقوانيها، وفرضها البطالة والمجاعة... تراكم المعاناة خلال اكثر من 30 سنة في مصر ادت الى الانتفاضة اي ان مطالب الجماهير والعمال والشبان لم يتحقق بصورة سلمية و لم يتحقق باشكال نضالية مالوفة مثل التظاهرات و الاضرابات، حينذاك تحولت الى الانتفاضة. إذن الانتفاضة هي نقيض للسلم والاستقرار بصورة مؤقتة لان الانتفاضة هي اساسا مرحلة مؤقتة، ينتصر الانتفاضة او يتراجع او تفشل نهائيا.

المعارضة البرجوازية في الائتلاف الوطني للتغير متفقة مع الدولة البرجوازية بقيادة مبارك وجيشها و وحكومتها الجديدة حول تحولات سلمية أو بانتفاضة "سلمية" في ساحة التحرير والساحات الاخرى في اسكندرية و وسويس و اسماعيلية و المينا... لماذا؟ وماهو قصدهم وتاكيداتهم المستمرة من تصريحات الجيش الى الحكومة و حتى االمعارضة على السلمية والاستقرار؟! انها ببساطة ومن منظور طبقي يعني عدم المساس باسس بالنظام الراسمالي ومؤسساته اي مؤسسات الدولة الراسمالية الموجودة... لانهم في تحليل الاخير ان المعارضة البرجوازية بكافة اطيافها وانواعها القومية و الليبرالية والاسلامية، اذا حلت محل نظام مبارك سيعمل على تطوير وتقوية هذه المؤسسات بتغير وبرتوشات بسيطة تحت اسم الاصلاح و إستجابة لمطالب الإنتفاضة. ومن جانب اخر، ان الدعوة االى السلمية و الاستقرار في مرحلة الانتفاضة، تعني افراغ الانتفاضة من محتواها وهذا ستفيد منها مبارك قبل المعارضة، وفعلا استفاد النظام من هذا الشعار و هذه الممارسة لحد اللحظة بصورة كبيرة.

وهم حيادية الجيش في الصراع

الجيش مؤسسة قمعية بيد الراسمالية ودولتها وعمله هو حماية مصالح الراسمالية من العدوان على الراسمالية البلد المعني سوا كان عدواناً خارجيا او داخليا على الراسمالية. ان صرف مليارات الدولارات على تسليحها و تدريبها و امرار معاش افرادها من قبل الدولة ليس للتزين ولا للعبة ولا لاحتفاليات يوم الجيش، بل لانه فعلا حامي الوطن الراسمالية. إنها ليس مؤسسة خارج الصراعات الداخلية وللدفاع عن " ارض الوطن فقط!!" كما يدعون. بل مؤسسة عملها الاساسي هو الاحفاظ على النظام الراسمالي القائم حتى اذا نفرض لم يتدخل في الصراع الحالي لحد الان، وهو وهم طبعا.
المشكلة تكمن هنا، حيث تمكن دولة الراسمالية لمبارك و بمساعدة المعارضة البرجوازية ، ان تقنع المنتفضين بهذا الوهم. وهم حيادية الجيش. ان الجيش تدخل بقوة ولكن بتكتيك ومراوغة ذكية من قبل النظام الحالي. تدخل ولكن بدون قمع المتظاهرين والمتنفضين بصورة مباشرة، تدخل لحفاظ على اسس النظام الراسمالي، تدخل للحفاظ على رموز هذه الدولة العتيقة، تدخل بصورة تكتيكية ذكية لي يكون ورقة رابحة في لحظات اخيرة لصالح الطبقة الراسمالية، اذا لم يتمكن نظام مبارك ان يتحاوز هذه المرحلة بنوع من الانواع. لكن تدخل فعلا ولكن من هذه الزاوية التي نقصدها والتي ليس واضحا بل ان وهم حيادية الجيش اصبحا سائدة بالفعل. ليس هذا وحسب بل ستنجد المنتفضين والمعارضين والحكومة الموجودة كلها بالجيش، لامر عجيب!! واكثر من ذلك ان هذه المؤسسة "تحظئ باحترام المنتفضين". ان امر هذه المؤسسة هو حيادية حسب منظور المنتفضين حين تبقى المنتفضين في ساحة التحرير ولكن حين يتعدى هذه الساحة حينذاك سينقشع هذا السحاب فورا. ولكن حين اختار مبارك هذا الدور للجيش في هذه المرحلة لانه لديها إستراتجية عبور السلمية للانتفاضة. إذن هذه الاستراتيجية لم يتحقق سوف يتغير دور الجيش لا محال.

إذا كان هذه المراوغة مدروسة بدقة من قبل النظام الراسمالى بقيادة مبارك، ومدروسة ايضا من المعارضة لان فعلا من مؤسساتها ايضا في حال وصولها او حتى عدم وصولها الى السلطة. مع الاسف ان هذا المراوغة من قبل الدولة اصبح وهما بالنسبة لمنتفضين. بامكانهم ان يراوغوا ايضا وان يقولوا ان الجيش حيادياً لفترة ما، ولكن يجب ان نلمس منهم انها فعلا مراوغة وليس وهم. كيف بامكاننا ان نحقق من هذا الامر؟!. براي اذا نرى خطوات عملية وسياسية ملموسة من قبل المنتفضين في اماكن اخرى غير ساحة التحرير.. مثلا مصادرة المعامل والمؤسسات الحكومي والراسماليين الكبار والصغار، سيطرة على المحلات السكنية من خلال المجالس المحلات او مجالس العمال في المعامل.. اذا نرى ذلك في اماكن المعيشة والعمل حينذاك بامكاننا ان نقول ان هذا الوصف للجيش من قبل المنتفضين هو مراوغة سياسية لكسب الوقت ليس إلا...لان من المعلوم ان النظام النظام القائم لا يسقط فقط بساحة التحرير، بل شاهدنا يوم 2.1 بمراوغة سياسية اخرى من قبل النظام حيث طلع بمظاهرات مضادة، و كسر صفوف المنتفضين في ساحة التحرير. المراوغة التي ادت الى الضحايا و مئات من الجرحى.

مصر مقدسة

شعار الدولة مقدسة والوطنية مقدسة، " مصر العظيم" هذه كلها شعارات برجوازية، تراد منها باسم الوطنية والدولة ان تسيطروا على اذهان ملايين من البشر و إزاحتهم عن طريق النضال الطبقي. لان مصر مقدسة لهشام طلعت وأحمد العز وساويرس، لانهم فعلا دولتهم وينعمون بلذات الدنيا فيها. بالنسبة لهم وطنهم ودولتهم يجب ان تكون مقدسة ولكن بالنسبة الذين يحرقون انفسهم لانهم عاطلين عن العمل، لانهم جائعين لانهم ليس لديهم ان يصرفوا لاولادهم للعمال، الذين لا يكفي اجورهم لمعيشة اسبوع وليس شهر، للشبان الذين سحقت كل امالهم وتطلعاهم؟ لماذا تكون هذه الدولة الطبقية مقدسة؟! لان الدولة هي أساسا اداة لقمع طبقة لاخرى وهي اداة بيد الراسمالية في مصر لقمع العمال والكادحين وهذا ما يبرهنه تاريخ الدولة المصرية الحديثة بدون ادنى شك...
ان مصر "عظيمة" ومصر يجب ان تكون" مستقرة" و مصر يجمعنا و انفة الذكر يتردد يوميا الاف مرات من المثقفين والفنانيين و الصحفيين و المفكرين والفضائيات و الدولة الحالية والمعارضة، و طيف واسع من المنتفضين... يدل على ان سيادة الاطار السياسي البرجوازي على الانتفاضة لحد اللحظة بدون ادنى شك.
ان مصر يجب ان تكون دولة عظيمة بعظمة نضال عمالها في المحلة وفي القاهرة وفي المونوفية... يجب ان تكون عظيمة بعظمة تحويلها الانتفاضة الى الثورة الاجتماعية التي تجتث النظام الراسمالي من جذورها، وتبنى على انقاضها نظام سياسي اجتماعي طبقي بديل، الاشتراكية. هذه هي سيناريو عظمة المصر. ان عظمتها بثورتها العظيمة، و بتغيرها ليس فقط العالم العربي بل الشرق الاوسط باجمعه بل العالم كلها. بهذا تكون عمال المصر في قدوة وطليعة العالم المتحضر، في طليعة، الثورة العمالية على صعيد العالمي في العقد الثاني من قرن 21، وهذا العقد هو عقد الذي وقعت فيها الثورات الروسية والالمانية في القرن الماضي.

الطبقة العاملة صاحبة القضية

ان الطبقة العاملة في مصر هي فغلا صاحبة المصر وبانى مجتمعها وتطورها من كافة الاتجاهات. ان الجزء الطليعي من طبقتنا الشيوعيون العماليون الذين يناضلون في سبيل بناء مجتمع خالٍ من الطبقات يناضلون في سبيل بناء نظام جديد يلغى فيه العمل الماجور،، الطليعيون الذين قادوا الاحتجاجات العمالية في سنوات المنصرمة، بما فيهم "الهيئة التأسيسية" لاتحاد المصري للنقابات المستقلة، ان يرصوا صفوفهم و ينظموها وفصل صف العمال عن باقي الحركات البرجوازية، عن الحركة القومية العربية، واحزابها من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الى الناصريين و ... والاسلام السياسي واحزابها و تياراتها المختلفة في مصر... و ان يعلنوا في بيان او منشور ما انهم أصحاب الانتفاضة وانهم قوة التي بامكانهم ان تقود المجتمع نحو بر امان أبدي، قوة بامكانها ان تقلب موازين القوى لصالحها ليس في المصر فقط بل على صعيد الشرق الاوسط والعالم العربي كله.
براي يجب ان يبدا العمال فورا بمصاردة المعامل والمؤسسات الحكومية و القطاع الخاص فورا و اعلان ادارتها من قبل العمال وفق مبدا والية المجالس العمالية، وهي تعبر عن قرار وإرادة مباشرة للعمال.، و ويوجهوا ندائهم للجماهير الكادحة والشبان ان يبدوا بسيطرة على المحلات السكنية من خلال مجالس المحلات.. وأختيار وانتخاب الممثلين عنهم في كل محلة او معمل او مؤسسة ما.. ان لجان الشعبية هي مادة اولية من الممكن ان تستفيد العمال منها وتحويلها الى هيئات انتقالية لحين تثبيت المجالس في المعامل والمحلات... ان التظاهر في الساحات والشوارع غير كافية، لا بل انها مناورة ذكية من قبل النظام لجعل الجماهير ان تبقى في هذه الميادين وهي محاصرة... على الطليعي الطبقة العاملة ان تبدا فورا وان تطرح برنامجها السياسي تحت راية بناء الاشتراكية ودولتها وحكومتها العمالية..... وان يقود حركات واحتجاجات ومطالب الكادحين والشبان والمرأة.. بورقة واضحة او بيان واضح...
لحين الوضول الى هذا الهدف، اي بناء الدولة الاشتراكية، هناك طرق واليات وتكتيكات مختلفة في هذه المرحلة.. على العمال ان يكونوا يقظين تجاه سيناريوهات المختلفة، من النظام الحالي و المعارضة البرجوازية ايضا التي تريد اجهاض الانتفاضة و الحفاظ على الراسمالية بدون مبارك... يجب ان يكونوا متيقظين تجاه امريكا وسياساتها الرجعية والغرب بأجمعها... يجب ان تكونوا متيقظين تجاه الاسلام السياسي والاخوان المسلمين الذين يبتغون جعل البرادعى والائتلاف الوطنية للتغير قطارا للوصول بهم الى السلطة... ان الانتفاضة قضى عليها عشرة ايام ولكن ثورة العمال لم تبدا بعد، اليوم وليس غدا، هي بداية لتحول هذه الانتفاضة الى الثورة العمالية... أذا تحرك الجزء الطليعي من الطبقة العاملة في مصر، واذا فعلا تبرز وتظهر كصاحبة للإنتفاضة لقضيتها، حينذاك تطرح على الساحة سيناريوهات مختلفة ومنها ربما ازدواجية للسلطة... ربما الحكومة لثورية الانتقالية وربما وربما... كل هذه فرضيات ممكنة ولكن تبقى فرضيات لحين بناء البداية كما تحثنا عنه اعلاه.
ولكن قبل الولوج الى هذه القضايا، يجب تنظيم ورص الصفوف و اعلان هذا الجزء عن برنامجها. يبدولي ان الجزء الطليعي للطبقة العاملة في مصر هي جزء كبير وقوي ومقتدر أذا تظهر وتبرز نفسها كقائد لتحولات جذرية وثورية حينذاك يبدا المرحلة الجديدة. الثورة لم تبدا على العمال ان يشعلوا فتيلها، لان العمال فعلا هيئت الارضية لهذه الانتفاضة. والانتفاضة نضجت على اثر نضالات هذه الطبفقة كما اكد عليه بيان الهيئة المستقلة " لقد مهدت هذه النضالات العمالية الأرض المصرية التى تقف عليها ثورة الشعب المصرى الآن.." وهذا واقعي و اجتماعي جدا لكن على هذه الطبقة ان ترسم ملامح المرحلة القادمة بثورتها.
عيون العالم و عيون الطبقة العاملة في العالم عليكم، واذا قدر لنا ان نقود الثورة في مصر، حينذاك ان بشرى بناء الشرق الاوسط الجديد كرد فعل طبقي للانظمة الرجعية في أمريكا واسرائيل وإيران سوف تبنى على سواعدكم الثورية الجبارة. دمتم للنضال ونحن لا نتوانا من اي عمل تضامني وطبقي وسياسي من اجلكم. 4/2/2011

#سامان_كريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات