أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجماهير بأي وجه من الوجوه!














المزيد.....

البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجماهير بأي وجه من الوجوه!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد اكثر من ستة اشهر فاز 325 عضوا كأعضاء للبرلمان، بعد المساومات والتنازلات بين الاحزاب الاسلامية والقومية الحاكمة في بغداد. بعد كل هذه المدة وجماهير العراق تعاني الأمرين، انعدام الامن والخدمات، وأعضاء البرلمان العراقي الجديد مسجلة اسماءهم لدى إتحاد العاطلين عن العمل...

الاحزاب الحاكمة، حزب الدعوة بقيادة المالكي وكتلته كتلة القانون والمجلس الاعلى بقيادة الحكيم والصدريين بقيادة الصدر والقائمة العراقية بقيادة العلاوي والتحالف الكردستاني بقيادة البارزاني، تتقاتل وتساوم وتتنازل بالنهاية الواحدة لصالح الأخرى، والصحافة المأجورة والإعلام المأجور من الفضائيات والإذاعات السمعية تسمي هؤلاء الاعضاء بممثلي "الشعب" ان هذه التسمية هي اكذوبة تاريخية كبرى. انهم حتى ليسوا الممثلين الشكليين "للشعب" مثل الدول الاخرى، انهم بصراحة موظفي تلك الاحزاب الحاكمة ويعملون حسب اهوائها، حتى إنهم يحضرون قاعة البرلمان حسب اوامرها انهم يستلمون رواتب شهرية عالية مثل مديري الشركات التنفيذية واكثر، ويتمتعون بحصانة عالية ايضا، ليست لديهم صلة ما بمصالح المواطنين، انهم متناقضون مع هذه المصالح. انهم مثل باقي موظفي شركات القطاع الخاص يعملون حسب اوامر مديرهم التنفيذي بفارق واحد وهو ان موظفي القطاع الخاص لديهم اختصاصات معينة وفي مجال انتاجي او صناعي او تجاري معين ورزقهم على عملهم هذا، وهذا أمر طبيعي جداً. لكن هؤلاء الاعضاء في البرلمان العراقي لديهم إختصاص اخر تماما وهو تضليل الجماهير وخداعهم بإسم "ممثل" او حتى "مندوب" وعملهم هو إبعاد الجماهير عن حقائق الامور وإبعادهم عن السياسية والنضال، وإخفاء الفساد وكل الامور التي تنتجها تلك الاحزاب الميليشاتية التي ينتمون اليها مقابل عشرات الالاف من الدولارات شهريا!! ولكن هذا ليس كل الإمتيازات التي يتمتعون بها، انهم ايضا يستحوذون على اكثرية العقود التجارية والمقاولات في مدنهم ومن جانب اخر لديهم علاوات "لرفع الايادي" حيث اصبح رفع الايدي لتمرير مشروع ما، مقترح لدى كتلة معينة، يتقايض بالنقود، وهذا ليس كله ايضا، انهم كمجمع تابع لتلك الاحزاب يتقاسمون الفساد ونهب ثروات العراق فيما بينهم حسب مبدا التوافق، وفي هذه الحالة اي في حالة توزيع الثروات ليس هناك اي خلاف بينهم وليس هناك كردي او عربي او شيعي او سني بل انهم متفقون على تقسيم الفسادأ إتفاقا تاما ومطلقا.. والبرلمان العراقي هو الساحة الشرعية لذلك التقسيم، ومجمع لتشريع هذا الفساد ليس المالي والادراي فحسب بل السياسي والفكري ايضا.

خلال هذه الفترة الطويلة اي اكثر من ستة اشهر والحكومة لم تتشكل، ان ممثلي "الشعب" هؤلاء لم يتفوهوا بكلمة انتقاد لقادتهم لم ينبسوا ببنت شفة حول مطالب المواطنين من الكهرباء والماء الصالح للشرب وتوفير الامن، الا من خلال المؤتمرات الصحفية التي اصبحت كلاما ما إن يغادر الفم حتى يغوص بالوحل..انهم فعلا مثل موظفي الكمارك الحدودية الذين يستلمون الرشوة، لتمرير بضاعة ما دون ان يعرفوا ماهي البضاعة؟! المهم يستلمون رشوتهم. لم نرى خلال هذه المدة إستقالة او حتى تهديد بالاستقالة من أحد أعضاء البرلمان أو بمجمعهم، لم نرى احدا منهم يصرح علناً وبشكل عملي بانه سيكشف الحقائق امام الجماهير، انهم فعلا موظفين مطيعين لميليشياتهم.

من المعروف ان البرلمان هو مؤسسة تشريعية برجوازية، وظيفته الرئيسية هي إبعاد الجماهير عن السياسية وشؤون الدولة تحت يافطة : "ممثلي الشعب" او " مندوبي الشعب" ولكن في ارقى البلدان الديمقراطية في العالم انهم وكلاء او محاميي الشعب، اي يستلم القضية ولا يرجع لصاحب الشكوى لان في عمل المحاماة المحامي يعرف الامور القانونية والثغرات الموجودة فيه، ولكن محاموا البرلمان يقولوا "للشعب" نحن نمثلكم كل اربع سنوات لديكم الحق مرة واحدة للتصويت، وبعده اذهبوا الى عملكم وبيوتكم لا تتدخلوا بالسياسة... في الاساس هي إبعاد العمال وجمهرة الشعب عن السياسية والامور السياسية. ولكن في تلك الديمقراطيات هناك مقاييس قانونية هناك قضايا اجتماعية تبحث وهناك في بعض المرات الدفاع عن بعض الاصلاحات، وهناك من يستقيل من عضويته في البرلمان وهناك برلمانات كثيرة أسقطت حكوماتها نتيجة "فساد صغير، لا اقصد الفساد في العراق" ... على اية حال هذا هو البرلمان. ولكن البرلمان العراقي نموذج اخر، في زمن جديد، نموذج بني ليس على اساس اصوات الأفراد بل شكلت على اساس اصوات الطائفة والقوم والدين،... عليه انهم يمثلون طوائفهم واقوامهم، وبما ان طوائفهم واقوامهم في العراق تمثلها الاحزاب الميليشاتية، حينئذ يدار البرلمان من قبلهم، وهناك في هذا المجمع يصبح كل شي الند بالند، وحتى رفع الايادي بالموافقة أو الرفض مدفوع الثمن، فعلا انه مجمع لجمع الأموال.. إذن إلام كان وجع الراس ولم الصراخ والعويل على مصالح الجماهير ومطالبهم!!

الستة أشهر المنصرمة هي درس وتجربة كبيرة للجماهير في العراق، درس لابد علم جماهيرنا التي تقاسي المعاناة والويلات الكثيرة تحت حكم تلك الاحزاب وبرلمانهم، والتجربة هي عدم الإكتراث بتلك الاحزاب وعدم الانصياع لهم، وعدم ختم الأصابع باللون البنفسجي لصالحهم مرة اخرى، وفصل نضالهم عن تلك الاحزاب، والمضي قدماً باحتجاجاتهم لتوفير الكهرباء والماء والمحروقات وتوفيرالامن والحريات السياسية من خلال حركتهم الخاصة بهم والمستقلة عن تلك الاحزاب وسياستهم وبرنامجهم وتشكيل حكومتهم بعيدا عن المصالح القومية والدينية والطائفية. حكومة حسب مبدأ المواطنة، حكومة غير قومية وغير دينية، حكومة توفر الامن والاستقرار والحريات السياسية للجميع... ان تجرية الستة أشهر المنصرمة تدل مرة أخرى على ان مصالح مؤسسة البرلمان في العراق واعضاءها متناقضة مع مصلحة الجماهير.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتجاجات العمالية لنصف الاول من الشهر ايلول
- لجنة تحقيق البارزاني حول إغتيال سردشت عثمان، لجنة لإخفاء الح ...
- الأزمة السياسية مستمرة، والقوى البرجوازية الميليشاتية متحدة ...
- العراق ما بعد إنسحاب القوات القتالية الأمريكية ! عراق بلا دو ...
- دولة بلا دولة، حكومة بلا تشكيل!
- كلمات مهداة الى العزيزين اسعد ولينا طالب
- انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خ ...
- من السجل الاسود للإتحاد الوطني الكردستاني و قيادته جميعاً
- نَظموا انفسكم حولَ إعادة النور الى العراق!
- الحكومة الاسلامية في إيران تهاجم العراق في ظل حكومة عراقية م ...
- الاحتجاجات العمالية
- إلى سكرتير اتحاد المعادن والانشاءات والغابات والطاقة (CFME)
- من قاتم، سياسة فاشلة، حكومة فاشلة ! توفير الأمن والأمان من ص ...
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نت ...
- ما بعد الإنتخابات! لا للعنف
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي و يوم المراة العالمي
- بمناسبة يوم المرأة العالمي على النساء في العراق ان تقاطع الا ...
- الأوضاع السياسية في العراق في خضم الصراعات السياسية العميقة ...
- حزب الطالباني في السليمانية، يقمع حرية التعبير عن الرأي
- حكم الاعدام، قتل قانوني، ودفن للحقيقة!


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجماهير بأي وجه من الوجوه!