أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قصص قصيرة جداً / الضفة الأخرى














المزيد.....

قصص قصيرة جداً / الضفة الأخرى


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


الضفة الأخرى
بلا اهتمام نظر إلى اللوحات المعلّقة على الجدران البيضاء، تخطيط مفّصل لدماغ بشري، وآخر لهيكل عظمي، وثالث للجهاز العصبي.. الملل جعل ذاكرته تسترجع انتظاراته الطويلة في محطات الحياة.. فعندما كان طفلاً انتظر رجوع والده المفقود بلا جدوى، ولمّا صار شاباً ترقب بشوق نتائج الامتحانات، والقبول في الجامعة.. كم طال انتظاره حتى حصلت موافقة أهل حبيبته على الخطوبة.. انتظر قرار تعيينه أعواما عديدة .. انتظر خروجه من السجن سنين طوال، وعودة شقيقه من الأسر إحدى عشرة سنة.. انتظر ولادة طفله البكر ثمان سنوات.. انتظر بمرارة إعادته إلى الوظيفة في حين كان زملاءه ينعمون بالتقاعد.. انتظر صدور كتابه الأول عشرين سنة.. انتظر كثيرا في محطات القطار، المطارات، الأرصفة، صالونات الحلاقة، مواقف الباصات وفي طوابير المعاملات الرسمية،و.....، و.....
عاد للنظر إلى اللوحات المعلقة يتطلع فيها بنظرات فارغة بلهاء..
فجأة قرر أن لا ينتظر بعد الآن شيئاً..!
هم بالخروج، لكن السكرتيرة ابتسمت له قائلة:
- انتظر قليلاً.. ستظهر نتيجة المختبر بعد دقائق.
وحين عادت ومعها ورقة الفحوصات.. كان قد غادر العيادة، واجتاز الشارع إلى الضفة الأخرى من الحياة!

رموز
في طقوس مهيبة، تخللها عزف على الطبول، وإحراق البخور، وزغاريد النساء، ونحر الذبائح.. أنزل شيخ القبيلة التمثال النحاسي المكسور من مكمنه، وسلّمه بوقار إلى شاب قوي قائلاً له:
- ستذهب إلى المدينة وتصلّح تمثالنا المقدس، فاحرص عليه لأنك الوحيد الذي يفهم لغة أهل المدينة!
لفّ الشاب التمثال في قطعة قماش من القطيفة الفاخرة، ووضعه أمامه على الحصان، وانطلق كالسهم صوب المدينة.
وصل سوق(الصفافير)، سأل عن امهر الصنّاع، اخرج تمثاله بتأني وأعطاه للحرفي:
- أريدك أن تصلحه في اقرب وقت.
اخذ الرجل التمثال بلا مبالاة.. رماه فوق كومة من الخردة، وقال ببرود:
- تعال بعد ثلاثة أيام!

بهلول
جميع العلماء اجتمعوا في قصر الحاكم يبحثون في كيفية تحويل التراب إلى ذهب كما أمرهم. فجأة هدر صوت المجنون:
- لماذا تريدون تحويل التراب إلى ذهب؟
الحاكم: يا لحماقتك.. سنحقق كل طموحاتنا..سنستولي على العالم!
المجنون: يهز رأسه بأسى، ويبتسم ساخراً.
الحاكم: وأنت بماذا تحلم؟
المجنون: أريد تحويل ذهبكم إلى تراب!!
الحاكم: ينظر إلى الحضور باندهاش! ويسأله باستهزاء: وما حاجتك للتراب أيها العبقري؟
المجنون: يرنو إلى الأفق البعيد بعيون جامدة:
- سأزرع فيه وردة، وحبة قمح!

السر
اقتفى أثر كلكامش في بحثه عن العشبة السحرية، اجتاز الجبال العالية، قطع الصحارى الشاسعة، اخترق الغابات الكثيفة، عبر البحار البعيدة.. فتّش في كل مكان علّه يكتشف ذلك السر، وحين يأس تماماً، وعاد من حيث بدأ.. تأكد له باليقين الراسخ إن السر يكمن هناك في أعمق أعماقنا!
عندئذ تنهد بحرقة وقال:
- آه لقد فات الأوان!!



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن، و هُم!
- قصص قصيرة جداً / عناق
- القصة القصيرة جداً في العراق
- محطات
- حوار مع القاص نواف خلف السنجاري
- طلال حسن رأى ظلاً يكتب قصة قصيرة جداً!!
- على مسطبة الاحتياط!!!
- قصائد فوق أوراق الزيتون
- رحيل الحُلم.. أم حُلم الرحيل؟!
- عين على القصة
- وطن اسمه آفيفان.. غربةٌ، أشواقٌ و أحزان
- عالم آخر وقصص أخرى
- مملكة صغيرة / قصة قصيرة
- ذكريات
- قيامة
- البيضة هي فوضى الطائر
- (البُعد العاشر)
- قراءة في المجموعة الشعرية (العربات) للشاعر د. جاسم الياس
- نقاط وحروف
- ضجيج الصمت


المزيد.....




- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - قصص قصيرة جداً / الضفة الأخرى