أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - وطن اسمه آفيفان.. غربةٌ، أشواقٌ و أحزان














المزيد.....

وطن اسمه آفيفان.. غربةٌ، أشواقٌ و أحزان


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


عن دار سندباد للنشر والإعلام في القاهرة صدر ديوان جديد للشاعر والمترجم الكوردي بدل رفو المزوري بعنوان (وطن اسمه آفيفان)/ قصائد كوردية مترجمة، ويقع في مائة صفحة من القطع المتوسط ، يضم بين دفتيه خمسا وثلاثين قصيدة.
وفي المسافة الممتدة بين قريته (شيخ حسن) التابع لمدينة دهوك و مدينة غراتس في النمسا ينثر المزوري عواطفه و روحه الشفافة وغربته وحنينه إلى الوطن فيبدأ بالقول:

آفيفان وطن
ليس ككل الأوطان
حضارة
ليست كباقي الحضارات،
سيمفونية خالدة
ليست كباقي السيمفونيات...
آفيفان الصغيرة – الكبيرة
يا أبهى من قمم كوردستان
وأحلى من تمر البصرة

ثم يصرخ متألماً من وجع الإرهاب الذي يذبح وطنه من الوريد إلى الوريد فيقول:

فللإرهاب يا أحلى الأوطان
معان تقتلع الروح
وتوصد دروب الرب

انه يتذكر مدينته الحبيبة بشوارعها وناسها الطيبين بل حتى مجانينها وتماثيلها وأنبيائها ويتساءل في قصيدة (الموصل أحلى مدن التاريخ):

أما زال أنبياؤك
يونس وجرجيس وشيت ودانيال
يغطون في نوم عميق والكلاب المسعورة
تنهش أوصال عشاقك التعساء؟!
أما زالت قلعة باشطابيا
شامخة شموخ الحدباء؟

هناك ثنائية وتناص بين ثغور الأطفال الكورد وضحكات طفلته آفيفان ومدينته القديمة.. إن الشاعر يلهث وراء (العسل)، ونحل نينوى يلسعه حد الجرح في مدن لا عسل فيها:

لكن أين العسل؟
ويمضي العمر بلا جدوى
وأنا ابحث عن العسل سدى

عجائب الدنيا السبع وخمور العالم المعتقة وجمال الحسناوات كلها تجعل الشاعر يحلم بمدينته (الموصل) وهي تستعد لاستقبال مهرجان الربيع.ولكن كوابيس الزعماء الفاسدين والوزراء المرتشين والفنانين المزوّرين كلها تجعله يحلم بفقراء يحملون مشاعل الثورة..
في بعض القصائد مثل قصيدة( النار) يتحول بدل رفو من شاعر إلى سارد وتقترب قصيدته من (القصة القصيرة جداً) أو الحكمة العميقة فيقول:

شبت النار في بيت فقير معدم
لم تجد سبيلا
لدخول بيت سياسي فاسد
لتجمع حراسه الشخصيين
(البوديكارت) على باب المنزل

وفي قصائد (رئيس التحرير) و(الحقيقة) و (البكاء) وهي مقاطع أو قصائد قصيرة يتجلى بوضوح ميله إلى التكثيف الشعري والاقتصاد اللغوي لإبراز الفكرة وتجسيمها فيقول في قصيدة البكاء:

السماء تبكي،
وأنا ابحث
عن منديل
يجفف دموعها.

وفي قصيدة الحقيقة:
الحقيقة
هي أن تقول لنا
كل ما في قلبك
وليبتلع الجحيم رأينا

صفحة بعد صفحة وكلمة بعد كلمة تتجمع ليكبر الحزن كما قطرات المطر حين تتحول إلى انهار وشلالات في أودية كوردستان. فتفيض دموع الشاعر لتبلل وجوه الأطفال وتخدش ملامح العيد وتقطع أوصال مرجوحة طفل وتشوه جسد لعبة. لحظات العشق في الغربة تصبح سراباً يركض وراءه الشاعر ويجري: لا وطن .. لا حضن دافئ .. لاشيء يستحق دمعة تذرف.
في قسم آخر من الديوان يهدي الشاعر قصائده إلى أصدقاء روحه ( جلال زنكبادي، إبراهيم اليوسف، بولس آدم، صلاح برواري، شريف ئاميدي وصديق شرو) بمحبة صادقة وشفافية، ويشيد بذكرياته مع هؤلاء المبدعين ، ويثمن عاليا مواقفهم وإبداعاتهم.

كما يتغنى المزوري بجبال كوردستان الشاهقة ونوروز وكاوة الحداد فيقول في قصيدة متين:

متين.. يا متين
يا عرين الأسود
بالأمس،
أقيم عرس كبير
في وطن النرجس

إلا انه لا يتوانى عن فضح الانتهازيين و(أزلام الفرعون) كما في قصيدة (الانتهازي).. ويصل إلى قمة رفضه للمنافقين في قصيدة (حين تتسمم القصائد) فيصف بأسلوبه الرشيق وكلماته البسيطة كيف تقع إحدى القصائد من شاعر يمر فوق الجسر فيجهش بالبكاء! لكن الأسماك التي تلتهم القصيدة تطفو فوق الماء وتموت فيقول:

حينها
علم الناس
بأنها..
كانت قصيدة فاسدة
من شاعر فاسد
كتبت في مدح
سياسي فاسد
في زمن فاسد

حين ننتهي من قراءة ديوان المزوري نشعر كم هو صعب أن يحمل الشاعر وطنه في حقيبة السفر ويطوف به عبر محطات الغربة القاسية.



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم آخر وقصص أخرى
- مملكة صغيرة / قصة قصيرة
- ذكريات
- قيامة
- البيضة هي فوضى الطائر
- (البُعد العاشر)
- قراءة في المجموعة الشعرية (العربات) للشاعر د. جاسم الياس
- نقاط وحروف
- ضجيج الصمت
- حوار مع القاص والروائي هيثم بهنام بردى
- جمعة كنجي الطائر المسافر إلى الشمس
- ورقة يانصيب
- قصتان قصيرتان جداً
- أسئلة البدايات
- طقوس
- (التحدّي)
- المزارع الثقافية التعاونية..!!
- إلى جواد كاظم إسماعيل مع التحية..
- ظلال الكلمات
- التصاق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - وطن اسمه آفيفان.. غربةٌ، أشواقٌ و أحزان