أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - محطات














المزيد.....

محطات


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 18:53
المحور: الادب والفن
    


أربعون عاما مضت، بفصولها، شهورها، أسابيعها، أيامها، ساعاتها، دقائقها وثوانيها، أربعون دورة دارت الأرض حول الشمس، آلاف الدورات دارت الأرض حول نفسها، ودار حولها القمر... وها نحن ندور معها وتدور معنا ظلالنا البائسة، وصلنا إلى منتصف صحراء أعمارنا القاحلة، ولا زلنا تائهين نبحث عن واحة مفقودة نستريح فيها.
تشققت شفاهنا من العطش، احترقت جلودنا من سياط الشمس اللاهبة، أسمال ممزقة تغطي أجسادنا الهزيلة، وعيوننا كاد أن يعميها الرمد... ولا زلنا ندور...
ذاكرتنا نخرها الدود، أرواحنا تسوّست.. أحلامنا أكلها الصدأ، وها نحن ندور... وندور...
طفولتنا تبكي علينا... فهل هناك شقاء اكبر من رثاء الطفولة؟ آه أيتها الطفولة... أيتها المحطة البعيدة... أيتها المخلوقة الشفافة النقية، كيف تمرغت في مستنقع الفقر؟ وداست فوقك أحذية القدر القذرة! كيف تركناك تستنجدين وتصرخين ورميناك من فوق ظهورنا، لننهب الطريق بأقدامنا، ولم نمن عليك حتى بنظرة وداع قصيرة.
لقد انتزعنا منك القطار المتوحش، وهو يوعدنا بمحطات جميلة، ومدن مدهشة، وسواحل لم تطئها أقدام البشر!! صبانا يلعننا... فهل هناك أقسى من أن يلعننا الصبا؟ آه أيها الصبا.. أيها الفتى الجميل... أيها الحمل الأبيض الوديع، لماذا نهشتك أنياب الضباع الوحشية؟ ولطخت بدمائك الطاهرة ساحات اللعب العذراء! لقد اقتلعتنا الضباع، وحملتنا بين فكيها تسير بنا إلى عالم الدم والصديد! شبابنا يهرب منا... كما تهرب الطريدة من صيادها... فهل هناك حزن يستوعب فرار الشباب؟!
آه أيها الشباب... أيها الفارس الوسيم المدجج بالأحلام... أيها الحقل البكر الذي انتظر المطر طويلا... ولم ينعم بانهمار المطر!!
أيتها المساحات الشاسعة من الفكر كم تمنيت أن تحرثك أياد ماهرة؟ وتحولك إلى حدائق غناء... ولكنك تحجرت ولم تصل إليك يد احد..أيتها الشمعة العملاقة كم اشتقت إلى شعلة صغيرة من نار، لتحترقي وتضيئي الدروب المظلمة، لكن النار أبت أن تقترب منك، فتحولت يوما بعد يوم إلى شمع ذائب، وخيط ذاو لا ينفع إلا لترقيع أثواب المتسولين المهترئة! أو لصنع (مسبحة) تتأرجح بين أصابع العجائز!
نضوجنا يخجل منا... فهل هناك جمرة تحرق أكثر من خجل النضوج؟ آه يا اكتمال نضوجنا... أيتها الأزهار الجميلة التي تشتاق التحول إلى ثمار يانعة... لكن دون جدوى...
أيتها الشجرة الكبيرة... أين جذورك الضاربة والممتدة إلى أعماق الأرض؟؟ ما نفع سيقانك، وأوراقك الطرية وأنت تقبعين وحدك، تتلذذين بأحلام اللقاء مع مجرى النهر.. ذلك النهر الذي جف قبل يصل إلى تخوم بلدتك النائية! لماذا تستمتعين بكسلك، وتتلمظين بخوائك وعقمك؟؟؟ آه يا محطات أعمارنا الحزينة...
أنرثيك نحن؟!
أم أنت ترثينا؟!



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القاص نواف خلف السنجاري
- طلال حسن رأى ظلاً يكتب قصة قصيرة جداً!!
- على مسطبة الاحتياط!!!
- قصائد فوق أوراق الزيتون
- رحيل الحُلم.. أم حُلم الرحيل؟!
- عين على القصة
- وطن اسمه آفيفان.. غربةٌ، أشواقٌ و أحزان
- عالم آخر وقصص أخرى
- مملكة صغيرة / قصة قصيرة
- ذكريات
- قيامة
- البيضة هي فوضى الطائر
- (البُعد العاشر)
- قراءة في المجموعة الشعرية (العربات) للشاعر د. جاسم الياس
- نقاط وحروف
- ضجيج الصمت
- حوار مع القاص والروائي هيثم بهنام بردى
- جمعة كنجي الطائر المسافر إلى الشمس
- ورقة يانصيب
- قصتان قصيرتان جداً


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - محطات