أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حفيدتي رومانسية.. ياللمصيبة














المزيد.....

حفيدتي رومانسية.. ياللمصيبة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


جاءني ابوالطيب امس وملامحه تكاد تقول انقذوني فانا في ورطة ما بعدها ورطة.
سألته عن الحكاية. جر نفسا عميقا ورفع الي عيناي باكيتان وقال:
- حفيدتي رومانسية
وماالضير في ذلك ياأبا الطيب.
انه الضير كل الضير ياصديقي.
قلت متوسلا: افتني يرحمك الله فانا اعيش هذه الايام حيرة مابعدها حيرة ولاتكثر احزاني بعد احزان ابو نواس وحفلة الف ليلة وليلة التي اقامها وزير الكهرباء السابق في امريكا احتفالا بزواج ابنه الميمون.
قال: في مثل هذه الايام من العام الماضي كنت اتمشى مع حفيدتي في احد الشوارع العامة وفجأة سمعتها تصرخ: جدو.. جدو في اعلى هذه الشجرة قطة محبوسة بين الاغصان يجب علينا انقاذها.
وحين رفعت رأسي نحوالمكان الذي اشارت اليه رأيت بالفعل قطة تبدو حديثة الولادة انحشرت بين غصنين ولم يسعفها مواءها في التخلص مما هي فيه، وكانت حفيدتي تبكي بحرارة وألم وتطلب مني بالحاح ان انقذ القطة وما كان علي الا ان اتصل برجال الدفاع المدني الذين سارعوا للمجىء وانقاذ القطة الحبيسة.
قلت: كان ذلك في العام الماضي واصبحت ذكرى فما الداعي لتذكرها الان.
قال: ياليت الامر توقف عند هذا الحد، يوم امس رافقتني الى حيث موعدي مع فني ورشة السيارات لاجراء الفحص الدوري على سيارتي ،فهي تحب مرافقتي حيثما تتاح لها الفرصة. وهناك حدثت الكارثة الاخرى فحين رُفعت السيارة الى الاعلى وجد الفني داخل المحرك عصفورا ميتا وبكل براءة اراني اياه وهو يضحك.
وما ان رأت حفيدتي هذا العصفور وقد تيبس تماما حتى صرخت واحتضنت يديها الصغيرتين الناعمتين وجهها وظلت تبكي. حاولت ان اهدئها ولكن لامحالة. وبكل براءة ثانية جاء الفني ليقدم لها قطعة حلوى فاعرضت بوجهها عنه وقد احمرت عيناها ولم تعرف ماذا تفعل.
قلت مقاطعا: بالتأكيد حاولت افهامها ان الامر ليس بيدك فالعصفور وجد مكانا دافئا يلتجىء اليه ولم يكن يدري انه سيموت حال ادارة المحرك.
قال: حاولت ذلك ولكن لافائدة فقد ظلت تبكي حتى وصولنا الى البيت واقسمت انها لن تركب معي في هذه السيارة اللعينة مرة اخرى.
سالت: وماذا فعلت بعد ذلك؟؟
اجاب: لم افعل شيئا، ولكن الكوابيس اللعينة والافكار المزعجة ظلت تلاحقني حتى هذه اللحظة .
قلت: لم افهم شيئا.
قال: ولا انا ،فقد قطعت هذه الحفيدة الطريق نحو املي في ان تزور ذات يوم وطن جدها وترى هناك نخيل ابو الخصيب وشلالات علي بيك ومدينة الالعاب على شارع القناة في بغداد وشارع ابو نواس بقواربه الصغيرة وتمثال السعدون ونصب جواد سليم، وكنت قد اعددت جوابا لكل سؤال يخطر على بالها اثناء الزيارة المرتقبة، ولكن الان ضاع كل شيء.
دهشت: لماذا؟
اجاب بحسرة: كيف لي ان اجرؤ واصحبها الى هناك وهي تحمل كل هذه الرومانسية، ماذا سترى هناك؟.
قلت ضاحكا ربما لاخفف عنه: حين تكبر قليلا ستتغير الامور.
قال وهو يكاد يبكي: هل تستطيع ان تذكر لي عهدا جميلا مرّ به العراق منذ اكثر من الفي سنة؟ هل تستطيع ان تذكر قائدا واحدا وواحدا فقط حكم العراق بالحب والتسامح والعقل النير؟هل يمكنك ان تدلني على حاكم استلم الحكم دون ان يفكر اول مايفكر بتصفية معارضيه وفتح السجون بدل المستشفيات؟ هل يمكنك ان تقول لي ان مايجري الان في العراق هو الصواب بعينه ام ان للامر وجه آخر؟.
همست: لاتحمل الامر ما لايطاق،فشعبنا لايسكت على الضيم وبالتاكيد هناك رجال شرفاء سيحققوا لهذا الشعب مايريد.
صاح: ولك اي شرفاء.. الشرفاء هم الفقراء الان الذين لايستطيعون فعل شيء.. الشرفاء ركنوا منذ زمن بعيد وتم ابعاد من يريدون الى حيث القفار البعيدة.. الشرفاء تركوا الساحة عن سابق اصرار فقد ملوا حياة النضال التي لاجدوى منها ولم يعد همهم سوى اجترار الماضي والبحث عن بائع عرق مغشوش.. الشرفاء...
قلت مقاطعا: على مهلك ياابا الطيب فالشعوب لاتموت كما تعرف.
صاح رافعا سبابته: الا شعبنا..
سألت: لم افهم؟
صاح هذه المرة بصوت اعلى: ماذا سيحدث لو ان هذه الملايين الاربعة التي ركضت قبل يومين تستنجد بالامام الحسين وتقدم له الطاعة، اقول ماذا سيحدث لو ان هذه الملايين زحفت على حكام بغداد الطغاة سابقا ولاحقا الا يكون ذلك درسا لكل حاكم قادم.
حاولت ان اكون هادئا: ان الامر ليس بهذه السهولة.
نهض وهو يصيح: اسمع ياصديقي، يظل الحسين رمزا من رموز ثورة الشعب التي لاتنسى وحين ركضنا اليه فاننا نستلهم منه شيئا من هذا الرمز، وهذا يعني اننا نملك القدرة على الاحتجاج والثورة وتوصيل مانريد الى الحكام الطغاة.
قلت بنفاذ صبر: اكرر،الامر ليس بهذه السهولة.
وعند باب البيت هامّا بالخروج سمعته يقول: اقرأ التاريخ وستجد ان الشعوب لم تغير الحكام فقط وانما غيرت جزءا كبيرا من خارطة العالم.. ليس هناك افقر من الشعب الفليبيني ولكنه اسقط الديكتاتور كارلوس في ليلة لم يطلع فيها القمر وقبله اسقط موسوليني وفرانكو وابوكاسا، لقد وعت الشعوب مهمتها وبات متيقظة لكل طاغية ولم يعد الديكتاتور يعيش الا في بلداننا.... سلام ...



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الازواج ضعوا العصي في فراش الزوجية
- من ورا التنور
- فضائية الحوار المتمدن مغامرة رائعة ولكن
- الحمار الايراني
- 7 مليون عراقي يقيمون دعوى ضد موسى فرج
- طبخة جديدة في البصرة
- الزعاطيط ؟؟ ايهم فهم كثر
- آخ واويلاخ على بيت المال
- كيف تموت الملائكة... فيلم هندي اصلي
- أي هراء تقولون وتفعلون ايها السادة
- خمس بطات وخروف العيد
- كمال سانجا يؤكد: شاي الوزة حلال
- الله ليس ضابط مخابرات عراقي
- آه ديكي..مكياج حلال
- قتال الديكة وكشف السر الغامض
- لم تستح ياوزير التربية فافعل ماشئت
- كلنا وياك نوري المالكي
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حفيدتي رومانسية.. ياللمصيبة