أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - قتال الديكة وكشف السر الغامض














المزيد.....

قتال الديكة وكشف السر الغامض


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 09:20
المحور: كتابات ساخرة
    


رغم التطمينات التي بعثها علية القوم واصحاب الشأن الى اهالي مدينة النجف الا ان قلقهم ودهشتهم استمرت حتى كتابة هذه السطور. وفي الايام الاولى من حدوث الازمة ومحاولة السلطات طمأنة القوم هناك دب الخوف من هذا الاقتتال العنيف بين الديكة الا ان الامر تعرض الى النسيان الجزئي لولا ان نفس المعارك بين الديكة جرت وبنفس الخطط الحربية في سامراء ثم انتقلت الى ديكة ديالى وبعدها الى ديكة مدينة حدباء الموصل.
وانتشرت اثر ذلك تفسيرات عديدة روج لها العديد من الازلام فهذا يقول ان تلك من علامات الساعة وآخر يقسم باغلظ الايمان ان الديكة تلبستها ارواح الجن فيما عارض آخر بدعوى ان هذه الارواح لاتتلبس الا البشر والذي يجري هو من فعل شياطين خاصة ارسلت من السماء لغرض في نفس يعقوب.
على اية حال كثر القيل والقال في هذه المعارك وسبب الكثرة ان كثيرا من الناس تريد شيئا تتسلى بالحديث عنه او تلطم من اجله.
ومن المؤكد ان القصة كما نقلها احد الصحافيين الموثوق بسيرتهم ونهجهم المحايد تقول ان الناس استيقظوا قبل عشرة ايام ليجدوا مئات الديكة مقتولة ومرمية في الشوارع العامة، ونقل هذا لصحافي عن خبير بيطري قوله ان الديكة قد تقاتلت فيما بينها لسبب غامض مما ادى الى سقوط العديد من الضحايا. وشاهد القوم في هذه المحافظات وغيرها بالكلمة والصورة بعد اسبوع كيف سالت الدماء من الديكة التي استشهدت وبان منظرها وهي ترفع ارجلها الى الاعلى باعثا على الشفقة خصوصا وان القوم عجزوا عن تفسير الامر مما زادهم حيرة ومسكنة رغم ان حب الاطلاع طغى عليهم جميعا.
وفي تقارير متفرقة اشارت العديد من وسائل الاعلام الى ان القوم استنجدوا كل حسب طريقته باطباء البيطرة وعلماء النفس لتفسير ماحدث لاسيما وان الناس بدأت تتكلم بصوت عال متهمة فيه السلطات المعنية باهمالها هذه الحيوانات وتركها تتقاتل متناسية ماتعلموه في مدارس الروضة حول الرفق بالحيوان. ويبدو ان كل محاولات الخبراء المعنيين في تفسير هذه الظاهرة باءت بالفشل فهي المرة الاولى التي يتقاتل فيها الديكة دونما سبب ظاهر بينما كان قطيع الدجاج يتجول بحرية في الاماكن التي يريدها. وامتعض القوم في اليوم الثامن من الضغوط التي مارسها الاعلام مطالبا الاستعانة بالخبير البيطري جورج ابو حدبة المشهود له بالكفاءة في حل الالغاز البيطرية، وكان سبب الامتعاض هو اختيار خبير ليس من ملتّهم وبالتالي ليس من العدل في حال نجاحه ان يقال ان رجلا ليس من ملة القوم عثر على حل اللغزمما حدا ببعض المتشددين التصريح الى الصحف بان الاستعانة بمثل هؤلاء الناس محرّم شرعا اذ لايجوز الاستعانة بالكفار خصوصا من اهل الكتاب او الذمة.
ولكنهم وحسب تقارية متسربة رضخوا على مضض في قبول هذه الاستعانة وتم استدعاء هذا الخبيرالذي كشفت المصادر المقربة منه الى انه كان يراقب الموقف عن كثب. وحال وصوله الى اول موقع للمعارك بين الديكة اشترط ان تنشر كافة التقارير" الحربية" واسرارها في جميع وسائل الاعلام دون الاشارة الى من المتسبب في اندلاع هذه الحرب الاهلية بين الديكة.وللمرة الثانية رضخ القوم الى شرطه لاسيما وانهم احسوا بان هذا الرجل يتحدث بثقة عن هذه الظاهرة وكأنه يعرف سببها مسبقا.
ولم يمض يومان حتى نشرت كافة وسائل الاعلام تقرير هذا الخبير والذي اعقبه بعقد مؤتمر صحافي شرح فيه تفاصيل واسباب هذه المعارك.
وجاء في التقرير مايلي:
ان جميع الكائنات الحية تشترك في غريزء البقاء اذ يسعى كل كائن حي الى التشبت بكل قوته للبقاء حتى ولو دخل في معارك مع الكائنات الحية الاخرى. ومن هنا سعت الديكة الى اتباع غريزتها في البقاء اولا والمحافظة على النوع ثانيا ورؤية سلالتها وهي تنمو وتكبربكامل حريتها دون تعرضها للضغوط الخارجية.
وانتم تعرفون – هكذا اشار التقرير- الى ان الناس تقبل على الدجاج البيوض وهذا البيض لايصبح مفيدا اذا لم يكن ملقحا من قبل الديكة ولكن الامر انقلب وعاثت بعض الديكة في الزرائب فسادا مما ادى الى اندلاع هذه المعارك. ولعلكم تتساءلون كيف حدث ذلك؟ ان الامر لايحتاج الا لقليل من الجهد.
حين تم تقسيم الدجاج الى جماعات محددة صدرت الاوامر لعدد محدد ن الديكة بحراستها ومهاجمة كل ديك غريب يقترب منها ولم يدر الانسان انه بهذا الاجراء سوف يساعد على انقراض الديكة مما يسبب قدوم بيض بلا تلقيح او كما نسميه باللغة العلمية بيض" خدج" اي مولود بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
وبعيدا عن ذكر اسماء القوم المتسببين سوف نذكر لكم بعض الامثلة: هناك مثلا دجاج (الكفيل) وهو نوع لاقى الكثير من الشهرة بسبب الدعم الذي وصله من بعض اصحاب الشأن من القوم ولكن الديكة التي وجدت ان دجاجها يذبح امام عينيها فضلت – وهذه هي غريزة البقاء كما اشرت سابقا – الى الذهاب الى دجاج (الهدى) وهو من النوع الذي يتمتع بشعبية منقطعة النظير ولكن الديكة التي كانت تحرسها شنت عليها هجوما صاعقا مما تسبب في معارك طاحنة راح ضحيتها عشرات بل مئات الديكة. وتكر المسبحة فقد وجد ديكة دجاج الهدى ان دجاجهم بدأ يفقد وزنه ومعرّض للانقراض في اية لحظة فاتجهت هذه الديكة الى دجاج (المراد) الذي يتمتع بحماية رجل معروف له بالمصداقية ولكن الديكة هناك شنوا نفس الحرب، وسالت الدماء واصبحت الانظار تتجه الى دجاج (الفقيه) حيث اعتقدت ان هذا النوع مايزال في دور الانتشاء ومن البديهي ان يبقى معمرا، ولكن المسبحة كرت مرة اخرى واندلعت المعارك وسالت الدماء وغطت الزرائب روائح كرهة بفعل جثث الديكة الا من استطاع منها الهرب بجلده متجها الى دجاج ساديا عله يجد عنده الدفء العائلي والامان.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تستح ياوزير التربية فافعل ماشئت
- كلنا وياك نوري المالكي
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟
- هلهولة ..الحلو في لاهاي
- انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
- ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - قتال الديكة وكشف السر الغامض