أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - يامحلى الفول بعون الله















المزيد.....

يامحلى الفول بعون الله


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 11:12
المحور: كتابات ساخرة
    


اكتشفت مؤخرا،وياليتني لم اكتشف، ان صديقي اللدود ابو الطيب هو صديق طفولة لأحد الباشوات الذي تقلد ذات يوم حقيبة وزارة الداخلية في بلاده ن وحين عاتبته على كتم هذا السر عني طيلة هذه السنوات لم يزد على القول: انها ذكريات طفولة وانتهت.
ولأن حاستي الشمية ماتزال ذات طابع كلبي فقد استطعت ان افرد لساني حوله واشمه من اسفل الى فوق خصوصا وان هذا الوزير سيعلن استقالته خلال هذه الايام اثر تفجير بدويين نفسيهما في شرم الشيخ احتجاجا على مباحثات السلام بين اسرائيل وفلسطين.
قلت له متسائلا: كيف تنط بهذه القفزة الطبقية الى صداقة وزير يتقلد مهام امنية عالية المستوى وفي بلد عربي هو الاكثر كثافة سكانية بين العربان؟
اجاب غير مكترث: اسمع ياصديقي،كما قلت لك انها صداقة طفولة وانتهت في وقتها ولا داعي لقلب المواجع.
شممته جيدا وانا اقول: اذن هو حديث المواجع يا كاتم الاسرار.
قال: لست كاتما للاسرار ياهذا بل هي قصة حدثتكما تحدث في عالم السينما المصرية وابطالها خياليون لاوجود الا للسجناء فيهم.
شممت:افصح عن ذلك بأبي انت وأمي.
قال: اعرف هذا الوزير مذ كان طالبا معي في الثانوية، كان مهذبا،رقيقا، المعيا في مادة الرياضيات حتى انه اوقع مدرسيه في مواقف حرجة ذات طابع حسابي، كنا نعرف ان عقله يميل الى الارقام في كل شيء فهو مثلا يجمع القروش الزائدة من مصروفه اليومي في حصالة كبيرة بنية اللون ومع انتهاء السنة الدراسية يكون صاحبي هذا قد خطط لرحلة للفيوم او الاسكندرية بعد ان جمع تكاليفها في حصالته، ليس هذا فقط فالمقربون اليه يعرفون انه يتقيد بنظام غذائي صارم يثير به غضب والديه، فوجبة الفول التي يتناولها ظهرا يجب الا تزيد على 200 غرام من الكربوهيدرات وهو بذلك يستغني عن الرز المليء بهذه المادة تماما كما يستغني عن الخضروات التي تحتوي مادة الحديد واليودين بتناول قطعة سمك لايتجاوز وزنها 300 غراممرتين بالاسبوع.
ظللت اشمم فيه وهو يقول: كان اول مافعله حين تسلم هذه الوزارة السيادية معرفة عدد السجناء في سجون مصر الحبيبة وحين وصله الرقم المضبوط عكف كما قيل لي في داره بشارع الهرم ليحسب بالارقام تكاليف معيشة هؤلاء السجناء. وكان ان وصلني قبل ايام خبر صغير مرفق معه احصائية غريبة جدا... الخبر يقول ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا تأريخيا بناء على تعليمات رئاسية باطلاق سراح كافة السجناء بغض النظر عن جرائمهم السياسية او الدينية او البهلوانية. وكانت الصحف الرسمية وغير الرسمية قد ردحت كثيرا لهذا الانجاز التاريخي الذي يحدث لاول مرة في تاريخ مصر بل في تاريخ العالم قاطبة بحيث يفكر المسوؤلون في تحويل هذه السجون الفارغة الى نواد ليلية او منتجعات صيفية او مراكز لمحو الامية اذا لم تتطور هذه المقترحات الى فتح ابوابها الى كافة المحتاجين للياقة البدنية بعد ان يتم تجهيزها بما يلائم وانجاح هذا المشروع او ذاك.
كتبت الصحف كثيرا عن هذا الانجاز وبعض الصحافيين ظل يكتب حتى بعد ان نسى الناس هذا القرار ولكن ذلك لم يكن مهما بل المهم هو ما ورد في قصاصة الارقام التي تسربت بطريق الخطأ الى محللين رقميين ومنهم كما تعرف داعيك ابوالطيب.
يبدو ان الارقام اخذت وقتا غير قصير من صاحبنا الذي اعتكف لانجاز مهمته فقد احتوت القصاصة على خانتين، في الاولى الارقام وفي الثانية تكلفة الارقام:
نجد في الخانة الاولى 288 ألف مصري ينامون في السجون.
في الخان الثانية.. وجبة فول من خمس حبات تعني تقديم 144000 حبة فول يوميا. وهذا يحتاج الى اكثر من 100 هكتار من الارض الصالحة للزراعة مع قوة عاملة لاتقل عن 100 ألف فلاح، هذا عدا تعيين اكثر من 1000 مشرف زراعي والذين سيكونون بحاجة ماسة الى مدراء عامين لايقل عددهم عن 100 شخص يترأسهم نائب للوزير لشوؤن الفول وهذا ايضا ينسحب على امتيازات هؤلاء الموظفين ابتداءا من مصروف الجيب ومخصصات الدروس الخصوصية للاولاد وكوبونات البترول لسيارات العائلة.
في الخانة الاولى:1 غرام من الشاي يوميا يعني تقديم 288 ألف غرام من الشاي، أي اكثر من ربع مليون طن يوميا مما يستوجب حسب الدستور بحث العلاقات الاقنصادية مع سيريلانكا لتوريد الشاي وبالعملة الصعبة ولابأس من الايعاز الى مدير العلاقات العامة لاضافة فقرة (بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك).
في الخانة الاولى: 288 ألف فرد يذهبون الى الحمام مرة واحدة في اليوم وهذا يعني استهلاك 288 ألف لتر من المياه وهو رقم صعب في الساحة السياسية الان خصوصا وان الاحاديث المتداولة في الصالونات السياسية هذه الايام تشير الى الخوف من نقص حاد في مياه النيل والفرات ودجلة ومن الممكن ،حسب نظرية المؤامرة، ان تقوم اسرائيل عدوتنا اللدود باشعال فتيل حرب المياه في المنطقة التي شهدت نزول كافة الانبياء والرسل.
في الخانة الاولي: 288 ألف سجين يقابلهم 80 ألف ضابط برتب مختلفة وربع مليون شرطي وعريف ورئيس عرفاء وآمر قطاع ومسوؤل حركة السير اضافة الى السعاة الشخصيين وغير الشخصيين وهذا يعني مص حوالي 3.5 مليار جنيه شهريا من خزينة الدولة كرواتب لهؤلاء الشغيلة وهو رقم يمكن استغلاله لبناء العديد من دور الحضانة القريبة من بيوت الموظفات والمدارس الحديثة المجهزة بانواع الكمبيوترات التعليمية والرياضية وغيرها مع الايعاز ايضا الى مدير العلاقات العامة لنشر تحقيقات موسعة تبشر بدخول بلدنا الى موسوعة جينز للارقام القياسية في التعليم المجاني.
ورغم ان 288 ألف سجين في الخانة الاولى يحتاجون الى بطانية واحدة مع مخدة صوفية كل عام الا ان مخاطر هذه التجهيزات تكمن في تشغيل معامل النسيج والحياكة في امور ترفيهية بدلا من تشغيلها لسد حاجة البلاد من هذين المنتجين خصوصا في عز الشتاء.
ولم يستطع ابو الطيب اكمال ماورد في هذه القصاصة لتلف بعض ارقامها جراء سقوط حبات من الماء المقطر عليها والذي كان يستعمله صاحبنا حين يعطش. ولكنه أكد بالقول ان مجلس الوزراء رفع هذه التوصية الى ديوان رئاسة الجمهورية حيث استلمها موظف كبير في العلاقات العامة ووضعها في صينية مذهبة معدة لهذا الغرض من اجل تقديمها الى فخامة الرئيس الذي وافق على ماجاء فيها على الفورمع هامش صغير كتب عليه بالخط الاحمر: يعاد الوزير الى وظيفته مع عدم قبول استقالته مستقبلا.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - يامحلى الفول بعون الله