أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حجا والحمار وأنا















المزيد.....

حجا والحمار وأنا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 13:14
المحور: كتابات ساخرة
    


بيني وبين جحا صداقة عريقة امتدت الى اكثر من 40 سنة، ولم تزل طرائفها عالقة في الذهن ولعل امتعها حكاية اللص الذي لم يجد في بيت جحا مايسرقه فغادر مهموما بعد ان وضع رزمة من الدنانير على عتبة باب البيت لانه لم يجد مايسرقه. وتقول الحكاية ان جحا احس باللص وانتظره حتى يغادر البيت فتبعه حاملا معه كرسيه الوحيد وحين سأله اللص عن ذلك قال له:ظننت انك تحتاج الى هذا الكرسي فاردت ان اقدمه لك وانا حزين عليك لانك لم تجد في بيتي ما تسرقه.
وليس سرا القول ان جحا كان له الفضل الاكبر في اشعال عبوة حماسي في بداية سبعينات القرن الماضي لتأسيس جمعية للمفلسين في محافظة البصرة جنوب العراق، وقدر لهذه الجمعية بعد ان اعلنت نظامها الاساسي وشروط القبول تحت خيمتها ان تشهد اقبالا منقطع النظير للانضمام اليها، وسرت رعشة الجمعية المفلسة الى المحاظات المجاورة لنفتح فيها فروعا عديدة، ولكن بغداد ظلت عصية على الطاعة فلم يجرؤ من اهاليها على تقديم طلب الانضمام او حتى التفكير في اهداف هذه الجمعية وهي اهداف لايتسع المقام هنا لسردها فقد تحتاج الى مطولات تغني القارىء عن سماعها خصوصا وان سكان البصرة والناصرية والسماوة اضربوا عن القراءة توفيرا للطاقة الكهربائية كما نادى بها وزير الكهرباء المستقيل.
المهم ياسادة، كان اللقاء المرتقب امس بيني وبين جحا، لم احدثه عن بلده بغداد التي غادرها منذ سنوات طويلة كما لم اقص عليه كيف يذهب "دكاترة جامعة بغداد" الى الشط ليغرفوا المياه الطينية ويجعلوها صالحة للشرب ولم اجب عن اسئلته الملحاحة عن سبب سكوت مرجعيتنا السيستاني عن الخروقات الدينية والاخلاقية التي تحدث امام ناظريه كل يوم، ولم ابشره بقرب تولي اياد علاوي رئاسة الوزراء او اعادة نوري المالكي الى منصبه رغم انتهاء صلاحيته.
لم احدثه الا بامر واحد كنت فيه في منتهى الانانية فقد قصصت عليه حكاية سرقة ايميلي من احد المراهقين وكشفه عن اسماء الاصدقاء الذين مازالوا اعضاء مؤسسين في الجمعية المذكورة اعلاه وارساله رسائل مستعجلة لهم يطلب فيها مايعينه – اقصد ما يعينني - على دفع تكاليف علاجه – اقصد علاجي - في احدى مستشفيات لندن.
اروع مافي خصال جحا انه ذو خبرة بالاصغاء عجيبة حتى ليخيل لي ان الدم الذي يسري في عروقه ليس عراقيا فقد انصت لي حتى اكملت آخر فقرة من حكايتي ووضعت نقطة آخر السطر، وبدلا من ان يسعفني بتوجيهاته المتميزة في مجال الابتكارات التقنية صدمت وانا اراه يلطم خديه ويرقص مذبوحا من الالم.
سألته: بالله عليك ياجحا اهكذا ترد علي وانت خير العارفين بما اعانيه.
قبل ان يرد علي سارع الى جهاز التسجيل ليضع اسطوانة بحيرة البجع التي يحبها كثيرا. مرت ثلاث دقائق وانا اطرف بعيني يمينا وشمالا حسب حركاته الراقصية.
قال بعد توقف اسطوانة "البجع" لسبب فني:مسكين هذا اللص، لا ، انه ليس حمارا بمفهومكم فالحمار اذكى منه عشرات المرات، على الاقل لايحيد عن الطريق التي يسلكها ابدا ولكن هذا المستحمر فاق كل المستحمرين في اقدامه على هذه الفعلة الشنعاء.
ولكني اشفق عليه كما تعلم؟ قلت له.
لماذا تشفق عليه ياجاري العزيز؟ دعه يحلم بان اصدقاؤك سيسارعون بجمع التبرعات وارسالها اليك في لندن.
ليته يكتفي بالحلم وانما سيسمع كلاما يقلل من شأنه وكرامته اذا كان له بعضا منها.
ولماذا ذاك ياصاحبي؟؟
اولا كل الاصدقاء الذين سيبعث لهم هذه الرسالة هم اعضاء في جمعية المفلسين الدائميين واول شرط في النظام الاساسي يمنع اي من الاعضاء خصوصا من المؤسسين استلاف المال او اقراضه للغير لانه بذلك يخالف النظام ويكشف عن ازدواجية فرع منها مفلس والثانية يجمع بعض الدنانير وهي وايم الله سبة ما بعدها سبة والموت اهون من سماع قرار الفصل والاستغناء عن خدمات عضو ادمن على التفاني في تحقيق اهداف هذه الجمعية والتي تلوح ثمارها الان في مكاتب الوزارات والشوارع العامة ومسطبات انتظار العمال والخروج الى المتنزهات ظهرا من اجل البحث عن الاوكسجين المفقود.
قال جحا: كل ماقلته صحيح وليس كما يقال هذه الايام هذا الكلام عار عن الصحة فكلامك موزون مثل (......) ولكن الامر لايخلو من الغرابة فلعل هذا السارق بلغ به الجوع عتيا فحاول ان يسرق ايميلك من صفحات الانترنت لعله يجد في اصحابك مايسد به رمقه.
ولكن هذه الطريق محفوفة بالطرائف والنوادر ياجحا فكلهم يعرفون اني احد المؤسسين لهذه الجمعية ولا يمكنني ان احيد عن جادة الصواب كما حاد عنها صولاغ والبردعي وبولاق والهاشمي وغيرهم لأني صدقا اؤمن بان القرش الابيض لاينفع ابدا في اليوم الاسود وها انت ترى الدينار العراقي يسقط في ترعة آسنة بعد ان كان ينقذ من يريد ان يقدم على الانتحار.
كيف؟؟؟
لا كيف ولاهم يحزنون. شنو تريد بعد اكثر؟ الدينار و"طاح حظه" بعد ان كان يعادل 3 دولارات مع الخردة.
لاتنسى الحصار ياجاري العزيز.
ولك ياحصارياجحا ، اي مو خلصت روحنا وخلص وياها الحصار، شنو التبرير الان والدينار بعده ماكل تبن. النفط يصدروه على احسن مايكون والطائرات تنقل اعضاء البرلمان القدامى والجدد الى الحج بالسنة خمس مرات، وعمان راح تغير اسمها الى مسقط رأس اعضاء الطوائف المعارضة والصدر يهدد باللجوء الى لبنان اذا ترأس المالكي الوزارة مرة ثانية ومستر بان كي مون يقول من على منبره في الامم المتحدة انه سيرفع استرحاما لاعضاء الامن برفع العراق من خيمة البند السابع. وسوق الخضار فيه مالذ وطاب من الفستق الايراني والعنبة الهندية والكاري الباكستاني، بشرفك اكو واحد كان يجرأ يخلي كيبل فضائي في بيته قبل 10 سنوات واكو واحد من عامة الشعب عنده موبايل او سيارة من نوع كيا الحديثة او ميسكوفج الروسية؟؟.
طبعا لا بس كل الناس بذاك الوقت سواسية ، يعني مثل ميكولون اصحاب اللحى حشر مع الناس عيد.
ولك اي عيد وكل الموظفين والدكاترة والمحاضرين في مؤسسات بغداد التعليمية سرقوا رواتبهم لهذا الشهر وكاعدين يلطمون ويصيحون" ياأولاد، يابنات ترى ماكو عيدية هذا العيد دبروا حالكم".
ياصاحبي لماذا تشتتني معك، كنت تتحدث عن سارق الايميل وكيف سيتلقى الصدمات الكهربائية من اصحابك والان تتحدث في السياسة.
عفوا ياجحا نسيت، ارجو المعذرة فانا من اتباع المذهب الذي يحرم على رجل الدين الحديث بالسياسة ولكن تترك له الحرية بالحديث عن شؤون الناس الدينية ومراعاة الحذر في اكل المال حتى ولوكان من شفك بترول نفط الجنوب او تهريبه من كردستان الى الحبيبة الغالية.
ولك دتطير.. خليني احمل هذا الكرسي الى سارق ايميلك فهو الوحيد الموجود في اسرة الاثاث المشتتة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
- اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
- الله يلعنكم ايها العلمانيين
- الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
- لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
- منو أنت؟؟
- والله انا سلفي غصبا عنكم
- ايها المسلمون اسمعوا وعوا
- كروش ملهوفة تنتظر التنبلة الرمضانية
- شدوا راسكم ياقرعان..رمضان بعد ايام
- اريد اعرف هذا المحافظ شنو يشتغل؟
- بيان من هيئة الاستنكار الى محمد الحلو
- ماقاله الراوي في حكايات الواوي
- احمد نجادي.. اني مباه بكم الامم يوم لقيامة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حجا والحمار وأنا