أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - السهو والخطأ مرجوع للطرفين














المزيد.....

السهو والخطأ مرجوع للطرفين


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    


كان عدد التجار العراقيون قبل عشرا السنين لايتجاوزعدد اصابع القدم اليسرى.. ورغم قلتهم وبساطة وسذاجة الكثرة من الناس في ذلك الزمن الا انهم يخافون فعلا من المجاهرة بسرقتهم ولكنهم للحقيقة والتاريخ لايفكرون بالضحك على المستهلك، فهم يرفعون شعار،من غشنا ليس من، ومؤتمنون انطلاقا من شعار، ردوا الامانات الى اهلها،وصادقون تيمنا بمقولة، الصدق منجاة.
ربما اختلفوا في كيفية تطبيق هذه الشعائر ولكنهم اتفقوا جميعا على تنفيذ شعار،السهو والخطأ مرجوع للطرفين، والذي يقابله في الغرب هذه الايام ( البضاعة مضمونة واذا لم تعجبك استلم نقودك حالا).
ليس التجار العراقيين وحدهم الذين اتفقوا على هذا الالتزام بل هناك عدد كبير من العراقيين ومن بينهم ،ابو الطيب، يعيشون في بقاع الله الواسعة التزموا به ولكنهم لم يحسنوا استغلاله.
ابو الطيب مثلا يشتري جهازا كهربائيا او الكترونيا ويستعمله لمدة 7 الى 11 شهرا وقبل ان تكمل السنة وهي فترة الضمان، يحمل ابو الطيب الجهاز الى الوكيل ويطلب جهازا جديدا او يشتري بثمنه جهازا آخر بناء على طلب السيدة الزوجة.
ولكني فوجئت قبل ايام – حين زرته في بيته – بانه علق يافطة عريضة كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية ، الخطأ والسهو مرجوع للطرفين. ليس هذا فحسب بل وجدته على غير عادته،جاحظ العينين، اشعث الراس، متهدل المنكبين،وبالكاد يعي ما حوله.
لم ارد ايقاظه من حلمه خصوصا وانه بدا كمن تعاطى شيئا محرما فاستاذنته بالانصراف على ان اعود في وقت لاحق.
سمعته يقول برجاء: ارجوك ابق قليلا فاني والله شربت شرابا يقال ان قليله ينعش القلب وانا انتظر هذا الانعاش، فارجوك انتظر حتى يصل الملعون الانعاش الى مخي لاقول لك ماذا حل بي.
جلست متأففا ولولا بعض الحياء لما اعرت كلامه اهتماما ولكن كما يقال، بيننا زاد وملح ،وحرام اكسر بخاطره.
جلست منتظرا ان يكمل حديثه ولكنه استاذنني لحظات ليدخل غرفته ويخرج بعدها وهو يمسح شفتيه متلذذا.
قال: اسمع يا أخي،ارجز الا تعتقد اني ابحث عن حجة لاعود الى جنوني السابق ، لا والله فانا مازلت ذاك ابو الطيب المردانه.
ضحكت: بدينا نتكلم فارسي شنو القضية؟
قال: هذا زمن الفوارس يا أخي ، في السابق كنت عربيا اشما لايشق لي غبار، ولكني عدلت عن هذا الاحساس الاغبر فقد اقنعت صديقي في البنك ليوافق على اعطائي قرضا، واخذت القرض عازما الذهاب الى اديلايد، وهي مدينة معروفة في استراليا، حيث بعثتنا العراقية التي بادرت بفتح حيث مركز للانتخابات – وليس الترشيح طبعا –
قاطعته : هذا الكلام مضى عليه فترة طويلة ياصاحبي
قال: اعرف ذلك واعرف اني تحملت مالاطاقة لي به ولكني ذهبت لسبب اعزب – يعني واحد – كنت اريد ان اعيش لحظة التصويت والانتخاب قبل ما اموت ، وانت تعرف جيلنا لم يمر بهذه التجربة الفريدة في حياته ابدا.
صحت: يالله كمل ، افتهمنا.
قال: صبرك علي ابو جاسم، انجزت كل واجباتي حين وصلت الى هناك – اقصد مدينة الانتخابات - ولاداعي لذكر التفاصيل فقد استقبلوني بابتسامة رائعة – بصراحة لاول مرة اشوف عراقي يبتسم لواحد ما يعرفه – وكتبت اسمي واسم المرشح الذي اميل اليه بكل مشاعري على ورقة ووضعتها في صندوق الانتخابات.
اي وبعدين
قال : هاي شبيك اليوم؟ متعشي باميا ولا فاصوليا. صبرك علي المهم رجعت وانتظرت النتيجة وفاز اسم مرشحي وكنت سعيدا جدا فلاول مرة اجد ان صوتي بضاعة صادقة وموثوق بها وحتى مضمونة لعدة سنوات.
قلت : اول مرة اسمع هذه العبارات.. بضاعة صادقة ومضمونة و..
قاطعني :اذا تريدني اكمل الافضل الا تقاطعني والا سادخل غرفتي وما اطلع الا وجه الصبح.
سكت قليلا وعاد بحسرة: وشفت شنو صار في بلدنا بعد الانتخابات والفرهود اللي صار مثل مرض الطاعون منتشر في كل جيب مسوؤل حتى بديت اراجع نفسي واتساءل هل فعلا صوتي بضاعة صادقة ومضمونة. ومرت ايام وشهور وانا افكر الى ان جاءت الصاعقة قبل اسبوع حين اتصلت بأخي في بغداد لاطمئن على احواله بعد محاولة عدد من الفلاحين زرع عبوات نافسة – الكلمة الاخيرة من مسميات اخي – في عدد من الشوارع المغطاة بالتراب وسمعته يصرخ في وجهي رغم اني اكبر منه ب 15 سنة: الحق مو عليهم، الحق عليك انت وامثالك، شوفوا هاي نتيجة تصويتكم، سرقة، نهب، ظلام دامس، عطش مستديم،حتى الله غاضب علينا ، الرطوبة وصلت الى 200 بالمية والحر الى 57 درجة شنو تريد اكثر من هذا.
حاولت ان اهدأه ولكنه صاح بي مرة اخرى: شوف هاي آخر مرة تتصل بي لاانت اخي ولا انا اخوك مع السلامة.
شفت يا ابو جاسم كيف صارت الدنيا حتى الاخ ماعاد يحترم اخوه.
همست: انت ذنبك، ليش انتخبت هجي ناس.
عيني والله غلطان واعتذر وترجمت هذا الاعتذار الى فعل بس هم ماكو فايدة.
كيف؟؟
اتصلت بالبعثة العراقية في اديلايد وقلت لهم : شوفوا اخوان احنا عايشين في بلاد تحترم الزبون واذا اشترى حاجة من اي سوبرماركت او بقالة يمكن يرجعها اذا ماتعحبه وانا الان بعد اعترافكم بان صوتي بضاعة صادقة ومضمونة اريد ارجع صوتي.
واحد بيهم صوته خشن رد علي: اخي انت شارب شي؟؟
حلفت له باني في كامل قواي العقلية ولا اريد الا ارجاع بضاعتي فقد اكتشفت انها غير صالحة للاستعمال في هذا المجال.
رد علي نفس الصوت: ولك دتطير.
وها أنت تراني الان احاول ان اطير في بيتي بقليل مما ينعش القلب ولكن حتى هذه صارت حسرة علي.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
- اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
- الله يلعنكم ايها العلمانيين
- الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
- لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
- منو أنت؟؟
- والله انا سلفي غصبا عنكم
- ايها المسلمون اسمعوا وعوا
- كروش ملهوفة تنتظر التنبلة الرمضانية
- شدوا راسكم ياقرعان..رمضان بعد ايام
- اريد اعرف هذا المحافظ شنو يشتغل؟
- بيان من هيئة الاستنكار الى محمد الحلو
- ماقاله الراوي في حكايات الواوي
- احمد نجادي.. اني مباه بكم الامم يوم لقيامة
- جانت عايزه
- ياعراق .. انت ناشز
- معونة شتاء مستعجلة لاعضاء البرلمان الجديد
- كاتب عمود -خرنكعي-
- آه يابلد العتمة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - السهو والخطأ مرجوع للطرفين