أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشه بين حانة ومانه














المزيد.....

ميوشه بين حانة ومانه


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 13:18
المحور: كتابات ساخرة
    


استعيذ بالله كلما اجد في بريدي الخاص رسالة من ميوشه، لانها لاتكتب الي الا حين يكون الغضب قد أخذ مأخذه منها، فهي نادرا ما تغضب ولكنها حين تحس بذلك تصب نار غضبها على العبد الفقير الذي هو انا رغم اني اعرف انها انتقلت مؤخرا من حي التنك في مدينة الثورة ببغداد الى قرية صغيرة من قرى هور الجبايش بالناصرية.
تعوذت بالله وفتحت الرسالة وجاءتني اللفحة الاولى من الغضب:
اسمعوا انتم ايها الكتاب اصحاب القلم الشريف كما تدعون، سأقول لكم مالايقله ربما احد اليكم. انت تعرفني لست قسيسة في كنيسة ولا خطيبة في جامع ولا مبشرة بالجنة كما مريدي بن لادن ولكني امرأة عرفت طريقها وصممت على السير فيه الى النهاية.
اقول لكم عليكم ببيوتكم اولا قبل التحدث عن العلمانية:
* حين يحس الاب او الام فيكم بخطأه تجاه ولده او ابنته ويعتذر بصدق اليهما سيكون علمانيا.
* حين يتعلم الوالدان فن الاصغاء الى الاولاد ثم تربية النفس على الاستماع الى الآخر دون خشية الهزيمة في النقاش سيكونان علمانيان.
* حين يصر الزوج على ترديد همسة ،احبك، لزوجته حتى بعد ثلاثين سنة من الزواج وهي تبادله نفس الترديد سيكون علمانيا.
* حين يتخلص الاب من مرض الديكتاتورية متخذا دور رب الاسرة الذي لاشريك له سيكون علمانيا.
* حين يشيد الزوج بزوجته متفاخرا وهي تفند اراءه في جلسة عامة متغلبة عليه بالمنطق والحجج الواضحة سيكون علمانيا.
* حين يتخلص المثقف العربي من انانيته ونرجسيته واعتقاده بانه هو الواحد القهار الذي لاتأخذه سنة ولا نوم سيكون علمانيا.
* حين يدرك السني ان الشيعي مسلم مثله وليس كافرا ولا من الرافضة والعكس صحيح سيكون علمانيا.
* حين يجد المسيحي ان الصابئي والدرزي والنصراني والبوذي والهندوسي هم ابناء الله مثله سيكون علمانيا.
* حين ينزل رب الاسرة من برجه العاجي ويسمح للتصويت على اي قرار خطير يتعلق بالاسرة كلها عملا بمبدأ الديمقراطية التي تتشدقون بها ويقبل بنتيجة التصويت ليس كما فعل منصب رئاسة الوزارة بالعراق سيكون علمانيا.
* حين يسرع الابن او البنت الى الاب وليس الام طلبا للمساعدة في حل مشاكلهم الجنسية سيكون الثلاثة من العلمانيين.
* حين تقف قوى اليسار ضد كل اشكال الطائفية وتعد برنامجا يمتد لسنين طويلة لهدم كل الافكار والخرافات الدينية ستكون علمانية.
* حين نعرف ان الله ابو الجميع وهو في غنى عن ابتهالاتنا اليه طلبا للمغفرة ومسح الذنوب والا نضع وسيطا من كل ائمة الارض للتقرب اليه سنكون علمانيين.
* حين نعرف ان سرقة تأريخ الوطن هي جريمة لاتغتفر ابدا سنكون علمانيين.
* حين نعرف ضخامة وخطورة مسوؤليتنا نحو اطفال العراق اولا ثم اطفال العالم ونحن نقرأ تقرير رعاية الطفولة UNICEF عن تأثر 15 مليون طفل عراقي بشكل مباشر بأعمال العنف أو يعتبرون محرومين من أبسط الحقوق الأساسية للطفل، وإن ثلاثة ملايين طفل عراقي يعيشون على نحو دولارين في اليوم الواحد، ومليون ونصف المليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، ونحو نصف مليون من الفتيات ومعظمهن من المناطق الريفية غير مسجلات في المدارس الابتدائية، سنكون علمانيين.
فاصل اممي:
- 27 ألف طفل ما زالوا يموتون ب”هدوء” يومياً في العالم بسبب الجوع (بمعدّل 18 طفلاً في كل دقيقة)، معظهم في القرى النائية في إفريقيا شبه الصحراوية وجنوب آسيا .

- 27-35 في المئة من الأطفال في الدول النامية يعانون من سوء التغذية، وفقر الدم، وتدهور الأوضاع الصحية ومعها القدرات العقلية .

- 72 مليون طفل في سن الدراسة لم يتلقوا أي تعليم في العام 2005 .

- مليار إنسان دخلوا القرن الحادي والعشرين وهم لايعرفون القراءة والكتابة، ولاحتى كيفية كتابة إمضائهم .

- 80 في المئة من البشر يعيشون بأقل من 5 دولارات في اليوم، لاتكفي لا للغذاء والكساء ولا لتوفير الماء النظيف، ولا بالطبع للوقاية الصحية من الأمراض .

- أفقر 40 في المئة من البشر لا يملكون سوى 5 في المئة من الدخل العالمي، فيما 20 في المئة يسيطرون على ثلاثة أرباع الثروات في العالم . ويقبع على رأس هؤلاء الأخيرين 400 شخص يملكون جل ثروات العالم .
اكملت ميوشه صرختها باكية:
* اخاف عليكم حين نعيتم الماركسية فطويتم صفحتها وانتظرتم الوجودية وطويتم صفحتها وها اني اراكم تنظّرون للعلمانمية لتطوون صفحتها وكأن شيئا لم يكن.
رفقا بنا ايها الاحبة فهاهو الميدان امامنا ولسنا بحاجة لتعلم فنون الحرب فقد دخلنا معارك كثيرة وتعلمنا كيف نشحذ اسلحتنا.. رفقا بالقواوير – واقصد بها العقول – فقد تعبنا من التنظير واستعراض العضلات ودعونا نخصص ساعتين في الاسبوع نقفل باب مكتبنا ونحاسب انفسنا ونسألها بدلا من ان يسألها الله: ماذا جنت وماذا عليها ان تجني؟؟.. رفقا بالعراق الذي دخل موسوعة جينز قبل يومين فكان الاول في غياب الدولة – اي الحكومة - 209 ايام بعد هولندا الذي غابت عنها الحكومة 207 أيام.. رفقا بنا ايها الرجال المثقفون الذين طبقت شهرتهم الآفاق وهم في دواخلهم مازالوا يعتبرون غشاء البكارة هو الحد الفاصل بين الشرف والرذيلة.
لست اصرخ من برجي العاجي فانا واحدة منكم وربما لي اخطائي التي لاتحصى او ربما انا اسوأ منكم جميعا ولكن العزاء الوحيد هو وجود ورشات غسل النفوس على طول طريق الحياة السريع وهي مفتوحة للجميع وخدماتها مجانا.
ربما اثقلت عليكم وحملتكم ما لاطاقة لكم به ولكن الله المستعان على ماأصفه وما تصفون.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشه بين حانة ومانه