أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - كلنا وياك نوري المالكي














المزيد.....

كلنا وياك نوري المالكي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 10:06
المحور: كتابات ساخرة
    


ما ان تم انتخاب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق وتكليف نوري المالكي بتشكيل الحكومة حتى قطعت قناتي العراقية والكوردستانية برامجها العادية لتذيع تغطية كاملة لهذا الخبر الذي قيل ان الشعب العراقي ينتظره منذ 8 أشهر.
وياليت الامر توقف عند هذا الحد فقد ظلت القناتين تبثان اغاني وطنية اعادت الى الاذهان اغاني حرب اكتوبر. فيما ظلتا تغطيان المظاهرات (الحاشدة) التي انطلقت في السليمانية وبغداد واربيل.
وطيلة يومين كانت "العراقية" تعيد نفس صور الشباب الذين خرجوا الى الشوارع يصفقون ويرقصون فرحا بهذا الخبر.
قبل ان استرسل لابد لي من القول ان من حق هذا الشعب الذي طحنته الديكتاتورية طيلة الستين سنة الماضية واصبحت الوجوه فيها "عبوسا قمطريرا" ان يسرق لحظة فرح ويعبر عن سعادته انطلاقا من امل يداعب خياله في مستقبل تقوده حكومة رصينة تنتمي للعراق قبل العشيرة والطائفة والدين والمذهب. ولكن الامر لم يكن كذلك ابدا فالذي تظاهر في الشوارع مجموعة من الشباب لاتتجاوز اعمارهم العشرين سنة وظلت القناتين تعيدان وتصقلان بتصوير هذه المجموعة ومن زوايا مختلفة لتوحي للمشاهد بان الشعب قد خرج كله عن بكرة ابيه.
ماالذي اوحى لهؤلاء الشباب بالخروج الى الشوارع؟ وهل تغير الامر كثيرا قبل سنة واحدة من الان؟ فاذا كان مئة شاب مراهق خرجوا يهتفون ويصفقون فهذا لايعني ان الشعب قد خرج كله عن بكرة ابيه. ان الانكى والالعن ان بعض الشباب وهم من جيل عاش الديكتاتورية البغيضة قبل سنوات اخذوا يهتفون "كلنا وياك يانوري المالكي"وكأنهم بذلك قد غيروا شعار بالروح بالدم نفديك.. الى الشعار السابق. لست مناكدا الى السيد رئيس الوزراء ولكني اتجرأ بالسؤال عما سيحدث بعد تشكيل الحكومة.
سيكون نفس الطاس ياعباس وسيخرج علينا السيد رئيس الوزراء من على شاشة العراقية ليقول ان اليد الواحدة لاتصفق فالكتل السياسية التي رشحت جماعتها لاستلام الحقائب الوزارية لم تكن بمستوى المسوؤلية وسنقرأ اخبارا عن زيادة رقعة الفساد الاداري والمالي كما ستصدر هيئة النزاهة قوائم باسماء الفاسدين من مختلف الفرقاء. هل سيحدث ان ينقلب بين ليلة وضحاها هؤلاء الذين امتصوا خبز هذا الشعب الى اناس شرفاء يسارعون الى تقديم مسودة ذممهم المالية الى اللجنة المختصة في البرلمان؟ لا أظن ذلك لان اعضاء البرلمان الجديد بدأوا بداية غير موفقة حين اعلن بعضهم ان رواتبهم ومخصصاتهم لاتكفي للعيش في هذه الوظيفة، والكل يعلم ان هذا البرلمان الذي لم يجتمع الا يوم امس الاول قد كلف الدولة خلال الخمس شهور الماضية 280 مليار دينار وربع المليون كرواتب ومخصصات وقروض اقل ما يقال عنها انها منحت الى اناس عاطلين عن العمل. ولم يطرق سمعي ان احدهم اعترض او رفض هذا الراتب لانه لم يقدم شيئا ماعدا اول اجتماع استغرق 17 دقيقة فقط.
وعلى افتراض ان معظم اعضاء البرلمان ينتمون الى تكتلات دينية- اي اسلامية- فلم استطع هضم سؤال عن كيفية استطاعة هذا العضو الذي يذهب الى النوم بعد صلاة العشاء وهو يعرف تماما ان المال الذي يستلمه هو مال حرام لانه لم يقدم شيئا مقابله.
لا أعتقد ان الصورة ستتغير كثيرا والمئة شاب الذين خرجوا يطبلون ويرقصون في الشوارع سيعيدون النظر فيما فعلوه بعد اقل من ستة اشهر من الان بل ان بعضهم سيستعجل السؤال بالقول: كيف نأمل التغيير من وجوه لم تتغير؟ اللهم الا اذا هداهم رب العزة ونفخ في سورتهم وجعلهم من الاولياء الصالحين وحتى هذا الامر لايمكن الوثوق منه لان الولي الصالح ينشأ صالحا منذ صغره وحتى مماته والسيرة العطرة للكثير من المسلمين تؤكد لنا عبر سيرهم الذاتية ذلك.
لاينفعنا هتاف"بالروح بالدم نفديك" فقد راح ضحيته آلاف العراقيين الذين لم يشفع لهم لصق هذا الشعار على صدورهم وكان الاولى بهذه المجموعة من الشباب ان تبادر الى التظاهر احتجاجا على ماجرى من سفك دماء في كنيسة سيدة النجاة.
حين قذف منتظر الزيدي حذائه بوجه بوش قام العالم كله ولم يقعد حتى ان بعض الصحافيين طاروا الى تركيا لمقابلة العجوز الذي صنع حذاء الزيدي، والسؤال الان اذا كان هذا الحذاء استأهل كل هذه الضجة افلا يستأهل اولئك الذين قتلوا في بيت الله ضجة ولو من باب ترطيب الخواطر؟الا تستأهل تلك الحامل التي تزوجت منذ 40 يوما تظاهرة صغيرة من 10 انفار على الاقل لانها قتلت وهي تصلي في بيت الله ونفس القول ينطبق على الاخرين ومنهم اثنين من القساوسة؟.
لنكف عن التطبيل ونحكم عقولنا وضمائرنا قبل ان نخرج الى الشوارع مطبلين دون ان نفقه شيئا مما نفعل. نعم يحق لنا ان نرقص بالشوارع ولكن بعد ان نمسك الحقائق بايدينا وعدا ذلك فهتاف "بالروح بالدم نفديك" سيقود الى الكوارث مرة اخرى.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟
- هلهولة ..الحلو في لاهاي
- انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
- ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*
- ويل لكل همزة لمزة
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - كلنا وياك نوري المالكي