أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - آخ واويلاخ على بيت المال














المزيد.....

آخ واويلاخ على بيت المال


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 08:19
المحور: كتابات ساخرة
    


الصدفة وحدها هي التي جمعت ابو الطيب وصديقي اللدود في بيتي. في البداية لم استطع التعرف على هذا الصديق فقد كان حليق الشارب واللحى واليوم اطال اللحية وحلق الشوارب ولبس الدشداشة القصيرة وماسكا بيده المسواك.
فجأة دخل علينا ابو الطيب وهو يغني اغنيته المفضلة (يانبعة الريحان) وسمعت صديقي يستعيذ بالله ويتمتم بشيء يشبه تلاوة آيات من الذكر الحكيم. وما ان حط ابو الطيب رحاله امامنا حتى بادره صديقي بسؤال كان فاتحة لحوار سأنقله لكم بالتفصيل الممل بعد هذا الفاصل.
سأل صاحبي : ماهذا ياأخي الا تعرف ان الاغاني والموسيقى حرام شرعا؟
اعتدل ابو الطيب في جلسته وحدق مليا بوجه الضيف وسأله:
- لماذا اطلت لحيتك؟
- انها من السنة النبوية.
- عظيم، لماذا تمسك المسواك؟
- رسولنا الكريم كان يستعمله وهو جزء من السنة النبوية.
- وهذا عظيم ايضا، لماذا تلبس هذه الدشداشة القصيرة.
- انها ايضا من السنة النبوية.
- وهذا اكثر عظمة ، اذن انت تتبع السنة النبوية وهذا من حقك. وحسب الدستور في بلداننا العربية ان الحكم اسلامي ويجب ان يتبعوه الكل بمافيهم قادتنا الاشاوس.
- نعم هذا صحيح.
- اذن يفترض ان يتبع الحكام سنة نبي الاسلام.
- انها مسألة شائكة دعنا من هذا الان.
- لن ادخل معك في تفاصيل مملة ومعروفة من قبل القاصي والداني ولكني سأذكر لك ماحدث معي يوم امس. وجدت في صندوق بريدي مظروفا انيقا ،فتحته لاجد بطاقة خضراء كالتي تستعمل في سحب المبالغ النقدية من ماكينة النقود التابعة لهذا المصرف او ذاك، دهشت لاني لم ار عليها اي اسم لمصرف ، وجدت فقط ثمانية ارقام مع عبارة (بطاقة الدفع) ،دهشت اكثر حين قرأت الرسالة المرفقة، كانت كلمات تثلج القلب ليس ارق منها الا رسالتي الاولى لابنة الجيران. قرأت فيها النص التالي: عزيزي .. نحن نكتب اليك من دائرة الضمان الاجتماعي وقد استحدثنا هذه البطاقة لنجنبك مشقة الذهاب الى احد فروعنا في حالة احتياجك لبعض المال لشراء ماتحتاجه من طعام.. ازدادت حيرتي اكثر فقررت ان اتصل بهم ، ومن هناك ياأخي الكريم جاءني صوت انثوي فتح كل صمامات قلبي وجرى الدم في عروقي لاول مرة وانساني الغرض من هذا الاتصال . لملمت بعض اعصابي النافوخية وسألت بصوت مبحوح عن سبب وصول هذه الرسالة والبطاقة اجاب الصوت الذي تمنيت ان يظل يرن في اذني الحانا اين منها اغاني سعد الحلي او داخل حسن او جبار عكار.
قال الصوت الذي احسست انه يتكلم معي انا فقط وليس مع شخص آخر: هذه البطاقة مخصصة لشراء احتياجاتك من المواد الغذائية ، انها نفس البطاقة المصرفية مع فرق اننا ندخل فيها المبلغ الذي تريده حال الاتصال بنا.
وددت ان اقول لها :ياعزيزتي انا شروكي بطيء الفهم فهل لك ان تعيدي ما قلتيه ،ارجوك.
ولكني عدلت عن الفكرة لاني سمعت صوتها يشيع الدفْ في اعمق اعماقي .
قالت : هل تريد ان تستعمل البطاقة الان ؟
اسرعت بالاجابة: نعم ،فقط اشرحي لي ماذا يتوجب علي ان افعل.
قالت: ان الامر بسيط سأضع لك الان مبلغا من المال وتستطيع بعد نصف ساعة ان تذهب الى اي محل معروف لبيع المواد الغذائية وتشتري ماتريد بحدود هذا المبلغ.
لا أدري لماذا بح صوتي وارتجفت سماعة التلفون بيدي، هل بسبب هذا الصوت الحنون ام المبلغ الذي سيصلني بعد نصف ساعة ام شيء غير هذا وذاك؟
قلت مسرعا : شكرا لك انا ممتن لهذه الخدمة واقدّر لك كل هذا الوقت الذي صرفتيه معي.
قالت: بالعكس نحن هنا في خدمتكم ويمكن لك ان تتصل بي في اي وقت تشاء ولا تتردد ان تطلبني بالاسم .
شكرتها وتمنيت من اعماقي ان يستمر هذا الصوت ليشنف اذني ،واقسم لك ايها الاخ ان صوتها جعلني مثل ذاك الذي لم يأخذ حماما منذ اكثر من شهر ثم أخذ حماما ساخنا مع يد قوية دلكت كل قطعة في جسمه ب (الليفة).
سمعت الضيف يسأل ابو الطيب ولا ادري لماذا احسست انه كالطفل الذي تحكي له امه قصة قبل النوم: وماذا حدث بعد ذلك؟
لاشيء، ذهبت الى اقرب محل للمواد الغذائية واشتريت ما احتاجه بهذه البطاقة الخضراء.
صاح الضيف: الله اكبر انها خدمة رائعة.
قال ابو الطيب بغضب : ولكنهم كفرة وزنادقة.
تمتم الضيف: هذا صحيح ولكن هذا الامر يستحق الثناء.
هنا قام ابو الطيب واحسست بحكم عشرتي معه انه سيلقي قنبلته امام الضيف.
قال ابو الطيب: انت تتبع السنة النبوية وهذا من حقك ،وقبل ان اقول لك اي شيء اود ان اوضح لك ان دائرة الضمان الاجتماعي التي حدثتك عنها تعادل بيت المال في الشريعة الاسلامية. . دعني انهي كلامي رجاءا .. واعتقد ان من حقي ان اسأل اي حكومة عربية اي مسلمة استحدثت بيتا للمال ؟ اليس بيت المال عمود رئيس من اعمدة السنة النبوية؟ اذكر لي اي بلد عربي بدءا من دول الخليج المتخمة بالنفط وانتهاءا بدول شمال افريقيا تصرف حكومته راتبا ثابتا لكل العاطلين عن العمل بغض النظر عن السن والمذهب؟ هل تصرف حكوماتنا المسلمة رواتب للاطفال منذ ساعة ولادتهم وحتى تخرجهم من الجامعة؟.
قال الضيف: انها مسألة معقدة.
صاح ابو الطيب بصوت اقوى: لماذا معقدة، انها مثل اطالة لحيتك وحملك للمسواك ولبس الدشداشة القصيرة، لافرق ابدا. انها جزء من السنة النبوية.
اجاب الضيف: انت تعرف ان القادة العرب ليس لهم علاقة بالاسلام.
وضع ابو الطيب يديه على خصره : وهذا ايضا عظيم اذن الاولى بكم ان تعلنوا الحرب عليهم بدلا من هذه القتل المجاني للابرياء باسم الدين وهناك كما تعرف انواع لاتحصى ولاتعد لطرق الحرب هذه، لديكم المساجد وحلقات الذكر والدواوين والمقاهي والانترنت وغيرها، اقصد ليس الحرب فقط بحمل السلاح وتفخيخ السيارات ولصق العبوات الماسفة.
تأفف الضيف وهو ينهض قائلا: انها كما قلت لك نسألة معقدة وليس من السهل محاربة هؤلاء لاننا نؤمن ان الله يمهل ولا يهمل.. اشكرك على هذا الحوار واتمنى لك ليلة هانئة باذنه تعالى.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تموت الملائكة... فيلم هندي اصلي
- أي هراء تقولون وتفعلون ايها السادة
- خمس بطات وخروف العيد
- كمال سانجا يؤكد: شاي الوزة حلال
- الله ليس ضابط مخابرات عراقي
- آه ديكي..مكياج حلال
- قتال الديكة وكشف السر الغامض
- لم تستح ياوزير التربية فافعل ماشئت
- كلنا وياك نوري المالكي
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟
- هلهولة ..الحلو في لاهاي
- انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
- ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - آخ واويلاخ على بيت المال