آه ديكي..مكياج حلال

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 08:04
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد نكتة الذبح الحلال وهي نكتة سجلت في موسوعة جينز لكونها اكبر نكتة معمرة على سطح الخليقة وبعد ان قال العلامة الفهامة زغلول النجار حين سألوه كيف يمكن تجاريا تنفيذ الذبح الحلال والذي يؤدي بتجارة صاحبه الى الخراب بفعل خسارة الوقت والنقود والجهد وغيرها قال ان الامر بسيط جدا فليس من الضروري ان يقوم القصاب ،وخصوصا في بلاد الغرب الكافر، بذبح كل دجاجة على حدة بل وضعوا تسجيلا لايات من الذكر الحكيم وتمر عليه الدجاجات التي ثبت انها تشعر بالامان حين تسمع شيئا من كتاب الله وهنا يجوز ذبحها حلالا.
اقول بعد هذا صعدت الينا طامة كبرى لنصبح بالفعل فرجة ومسخرة بين الناس لا بل والله نكتة كل المواسم .
البداية كانت من امرأة بريطانية من اصول آسيوية حين أطلقت في تموز/يوليو الماضي أول ماكياج حلال من نوعه في المملكة المتحدة.وصنعت سامينا أختر الماكياج الحلال من مستخلصات النباتات والمعادن بدلاً من المنتجات الحيوانية والكحولية، بعدما شعرت بعدم الارتياح أثناء استخدام مستحضرات تجميل عادية عند أداء الصلاة لا تعرف مكوناتها، ووجدت بعد البحث أنها تحتوي على الكثير من منتجات الحيوانات ومن بينها الخنازير.وصار لدى سامينا، البالغة من العمر 41 عاماً والأم لخمسة أطفال والمقيمة في مدينة بيرمنغهام، أكثر من 500 زبونة من مختلف أنحاء العالم .
اما كيف شعرت سامينا بعدم الارتياح اثناء الصلاة وهل يشترط ان تضع المكياج قبل ان تصلي؟ وكيف تسنى لها وهي تعيش في بلد عريق بتقاليده ان تفحص مكونات مستحضرات التجميل التي تحتاج الى موافقات خاصة وخصوصا من الشركات المصنعة التي من الممكن ان تقيم عليها دعوى تعويض وتحيلها الى المحاكم وتخسر آخر جنيه استرليني في جيبها؟؟ فهذا لايجيب عليه الا سامينا وحدها.
هذه المرأة عرفت كيف تضحك على المسلمات المحجبات منهن والسافرات او ربما استطاعت شركات التجميل ان تقنعها بهذا المشروع الذي يدر ربحا وفيرا وهذا ماحدث خصوصا وانها مسلمة وامرأة ناضجة وام لخمسة اطفال وهذا كله يؤدي الغرض المطلوب.
فقد اشارت الصحف البريطانية الى انه سيكون بمقدور المسلمين في بريطانيا شراء معجون الأسنان ومنظفات فم "حلال" مع إقبال الشركات الكبرى على توسيع انتاجها من المستحضرات الصيدلانية والدخول في المنافسة على السلع الحلال .وقالت صحيفة "ديلي ستار" إن المتسوقين المسلمين سيكونون قادرين أيضاً على شراء مستحضرات تجميل خالية من الكحول ومشتقات لحم الخنزير من المتاجر البريطانية.وأضافت الصحيفة أن السلع الحلال شهدت إقبالا كبيراً من النساء المسلمات في منطقة الشرق الأوسط، وتقوم شركات صناعة مواد التجميل والمستحضرات الصيدلانية في بريطانيا، ومن بينها كولغيت وبالم أوليف، بتوسيع انتاجها والدخول في المنافسة على السلع الحلال.
قراءة متأنية للسطر الاخير من الخبر يرينا بوضوح ان احد العاملين في مبيعات هذه الشركات شطح في خياله او ربما انبثقت في ذهنه فكرة "المكياج الحلال" بعد ان هذه الفكرة لاتنسحب فقط على الدجاج والخرفان والابقار خصوصا وان الكثير من المسلمات سهلات الاقناع باسم الدين بسهولة.
فاصل واعود اليكم.
جاءني ابو الطيب ليلة امس يريد استشارتي في الانفصال عن زوجته وحين سألته عن السبب قال: حاولت اقناع زوجتي بان الامر كله هراء بهراء فليس من المعقول ان تهتم شركات التجميل الكبرى بالنساء المسلمات في بريطانيا وهن لايشكلن الا اقل من 1 بالمائة من مجموع السكان ولكنها اصرت على طلبها بشراء هذه المستحضرات عبر الانترنت من هذه الشركات وفي غفلة مني ايضا طلبت شراء جهاز خاص لفحص محتويات هذه المستحضرات للتأكد من خلوها من الكحول وزيت الخنزير ولم يكن امامي الا ان اكتب لها ملاحظة على مرآة مكياجها وبقلم الحمرة صارخا: آه ديكي مكياج حلال.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل