|
إتقاء شرور ويكيليكس
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 18:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سوف تظهر بعد عدة سنوات مرحلة اُخرى من لُعبة " الويكيليكس " ، تؤكد ان المرحلة الاولى ، أي الحالية ، كانتْ مُتعمدة ومدروسة بدقة ، وهي من إنتاج وإخراج الولايات المتحدة الامريكية ، مع الإستعانة ببعض الممثلين ، مثل " أسانج " وغيرهِ . حيث ان " المعلومات " و " الاسرار " التي كشفها الموقع ، كانتْ معروفة سلفاً ومُتوقعة ، لا سيما فيما يخص منطقة الشرق الاوسط والدول العربية والاسلامية . والضجة المُفتَعَلة أمريكياً لا معنى لها .. لأنه لم يظهر لحد الآن ما يسيء فعلاً للولايات المتحدة الامريكية نفسها وسياسييها وقادتها ، ولا لإسرائيل ولا لأصدقاء وحلفاء أمريكا الكبار ... كُل الذي كُشِفَ وحتى الذي سوف يُكشَف مستقبلاً ، هو آراء " بعض "الدبلوماسيين الامريكيين ، حول " بعض " القادة والزعماء ، وفي جوانب مُحدَدة ، وقضايا مُختارة . - لم نكن بحاجة الى فتوى من ويكيليكس ، لنعرف ان معظم اُمراء الخليج ، وليس في " جدة " فقط ، بل في عموم مملكة آل سعود ، وفي بقية دول الخليج ... معظمهم ، فاسقون ، متهتكون ، فاسدون من قمة رأسهم الى أخمص قدمهم !. ومنذ سنوات وفضائحهم تملأ الدنيا ، وليس آخرها ، ذالك الأمير السعودي الشاذ الذي قتلَ مرافقه وعشيقه ، في احد فنادق لندن قبلَ أشهر. وان أخوة وابناء وأقرباء ( خادم الحَرَمَين الشريفين ) ، يُبّذرون مئات ملايين الدولارات سنوياً ، من واردات النفط والحَج ، على موائد القمار وعاهرات اوروبا وآسيا ... وانهم بعيدون عن الدين والأخلاق والقِيَم النبيلة ، بُعد السماء عن الأرض !. هل نحنُ حقاً او اي أحدٍ عاقل في العالم ، بحاجة الى تأكيد من ويكيليكس ، على ان المملكة العربية السعودية ، هي منبع الجماعات الارهابية المتطرفة ، من الوهابيين والتكفيريين ؟ وانها وغيرها من دول الخليج مثل قطر والامارات والكويت ، تُمّوِل بطريقةٍ غير مباشرة هذه العصابات ؟ - أبسط عراقي كان يدرك ، ان كُل دول الجوار ومعظم الدول العربية ، لا تُريد أي شكلٍ من الديمقراطية في العراق الجديد ... فهل ان نصيحة " حسني مبارك " للأمريكان بان الشعب العراقي لا يستحق الديمقراطية ، أمرٌ غريب ؟ ام هل ان تدخلات ايران وتركيا المتعددة الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية ، في العراق ، خافية على أحد ؟ لسنا بحاجة الى إثبات ان سوريا والاردن وحتى الصغيرة الكويت ، لم يُقّصِروا جميعاً ، في إضعاف العراق ونهبهِ ، كُلٌ حسب مقدرتهِ وطريقتهِ الخاصة ! . كما ان الديكتاتور البعثي بشار الأسد ، لايريد عراقاً ديمقراطياً على حدودهِ ، فان ملالي ايران وحُكام تركيا يعرفون جيداً ، ماذا يعني عراقٌ مُستقر تعددي فيدرالي . - هل نحن بحاجة الى ويكيليكس ، لنعرف ان الأراكوز " معمر القذاقي " ، مزاجي ومُستبِد وإنتهازي ؟ ألم يجتمع ويدعم علناً " إرهابيي وبعثيي المقاومة العراقية " الذين ما فتئوا يقتلون الابرياء يومياً ؟ - الشعب العراقي بإنتظار ان يكشف موقع ويكيليكس ، مصير مئات المليارات من الدولارات التي بّذرها الامريكان وعملاءهم من العراقيين ، وسرقوها ونهبوها ، خلال السنوات الماضية . العراقيون بإنتظار ان تفضح ويكيليكس الجرائم التي اُرتكبتْ والدمار البيئي واسع النطاق الذي قام به الامريكان بدمٍ بارد . ماذا يعنينا إذا كان " برلسكوني " أحمقاً في تصرفاتهِ ؟ او ان " بوتين " زعيم مافيا ، او ان المستشارة الالمانية " ميركل " غير مُبدعة ؟ ان الذي يهمنا حقاً ، هو ان نَتّقي شرور أي حربٍ قد تقع في السنوات القادمة في المنطقة ، فلقد شبعنا حروباً ومعاناة حد التُخمة ... وويكيليكس وما شابهها ، ربما تكون مُقدمات ل " صناعة " عدة حروب ضرورية لأمريكا وغيرها .. ضد ايران مثلاً ، او السودان او سوريا وإشراك اسرائيل .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تستطيع ان تستبدل اُمك !
-
لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
-
جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال
-
المالكي .. والمُعّلِم المسيحي
-
الكُل راضون ولهم حصتهم .. ماعدا الشعب !
-
خسَرْنا أمام الكويت .. بصورةٍ مُتَعمدة !
-
أياد علاوي ... شرطي مرور وحّلاق !
-
عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور
-
تقاليد وعادات بالية .. -2- الأعراس
-
تقاليد وعادات بالية .. -1- التعازي
-
إيميلات اعضاء البرلمان العراقي
-
يونس محمود : الرياضة ليسَ لها ظَهر !
-
الاحزاب الحاكمة و - مناديل الجّنة - !
-
كتلة - التغيير - ووزارة النفط
-
مشهدٌ مسرحي
-
المالكي المسكين
-
50% من المشكلة إنحّلتْ
-
النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير
-
حق التظاهر في اقليم كردستان
-
الرابحون .. والخاسرون
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|