أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - ولا عزاء للمثقفين العراقيين















المزيد.....

ولا عزاء للمثقفين العراقيين


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 13:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتداعى الكثير من المثفقين العراقيين لخوض اعتصامات وتظاهرات وتجمعات مدعومة بعشرات المقالات و الندوات الفضائية المستقتلة من اجل الحفاظ على ما يروق للبعض منهم تسميته بالمكاسب الديمقراطية المتحققة بدءا من 9 ايلول 2003 فصعودا.........
ليس في نية العبد الفقير خوض سجالات ومجادلات تتعلق بجدية العملية الديمقارطية وحسن مقاصدها في ظل سياد ة مثلومة على الاقل لحد الان , فقد غسلت يدي تماما من امكانية توفر المناخ العقلي والمنطقي المطلوب لاعادة قراءة نتائج الزلزال الذي اودى ببنية دولة وشعب العراق الاقتصادية والاجتماعية ةوالاخلاقية والسياسية طالما المناخات لم تزل وبعد سبع سنوات من سقوط الجمهورية الدكتاتورية الخامسة , ملبدة بالثارات والمظلوميات والتفسير الاناني الكيدي لواقع ماجرى....
فلندصق اذن الخطاب اليميني الامريكي حول ديمقراطيتنا ونصفق له ,
-اولم يعد بامكانك ايها الجاحد ان تشتم مام جلال مثلا , وهو رئيس جمهوريتك االمنتخب دون ان تخشى رفيقا زيتونيا او شرطيا امنيا يستضيفك جلوسا على ما يطيب لك من االقناني ؟
-اي والله !! ساقول وانا ارقص , فلم نكن نحتاج للوصول الى ذرى البحبوحة والعيش الرغيداالا من خلال شتم المسكين مام جلال....

المكاسب الديمقراطية التي يخشى المثقف العراقي عليها ويتداعى من اجل الذود عنها لا تتعدى غير مطلبين ملحين :
1- الحفاظ على سلامة وادامة النوادي الترفيهية وخاصة المرتبطة بالنقابات والاتحادات الفنية والاديبة واعتبار شرب العرق منجز ديمقراطي نص عليه الدستور في قرابة الثلث من مواده التي تؤكد على حقوق الانسان...
2- اختيار وزير للثقافة دون اعتبار للمحاصصة الطائفية وللحزبية التي جرت عليها السياقات الديمقراطية عندتتشكيل الحكومات...

اريدان افهم فقط :
هل نال المثقفون العراقيون حالهم حال شرائح الشعب الاخرى كافة حقوقهم الاساسية كبشر , من شبيه تخطي البطالة ,والحصول على دخل مجز يليق بواقع بلدهم النفطي الخليجي ليلتفتوا الى هذه المطلبية التي تبدو نخبوية للمواطن الذي يستعصي عليه كاس الماء الصالح للشرب ناهيك عن كاس الخمر الصالح للسكر ؟
هل وزارة الثقافة بشخصها المرجو ستغير من واقع حال سلة الشعب التموينية خصوصا اذا ما جاءت المحاصصة بوزير تجارة جوعيّ دنيء لا يؤتمن على حفنة عدس , وهومما نعتقد انه سحيصل سيّما وان المثقفين العراقيين لابد وسمعوا جميعا تصريحات المتحدث باسم الحكومة السيد علي الدباغ صراحة حول عدم ضرورة ان يكون المستوزر من ذوي الاختصاص التكنوقراط ,فالوزير –بحسبه- سياسي ,اضف الى ان المثقفين العراقيين لابد وسمعوا تصريح الدكتور محمود عثمان وهو مطلع على كواليس المباحثات حيث يقول بان موضوعة (النزاهة ) لن تكون شرطا للاستيزار ؟!!
لماذا لم يعتصموا حين اخلي سبيل وزير التجارة المسؤول امام الشعب عن عدم انتظام تجهيز كافة مفردات البطاقة التموينية للمواطنين ؟,
ومن جهة اخرى ,اريد ان افهم فقط:
هل سيؤثر فتح ناد لابل نواد للسكر بل وحتى للعربدة المنظمة واختيار وزير للثقافة (يقرا ويكتب ) كما هو مطلوب على عمليات سلب ونهب الموازنة العامة للدولة من خلال المحاسيب والمناسيب من كبار موظفي الدول الذين جيء بهم من مزابل الاحزاب الطائفية ؟
اذن ,لماذا لاتتذاكى الحكومة وتطلق اجازات اندية الادباء والفنانين بل وتجهز كل منهم بخمسة عشر قيينة من العرق العراقي شهريا (على اعتبار استهلاك المثقف العراقي المدلل نصف قيينة خمر يوميا كما يستهلك العبد الفقير كاتب السطور ) وتعين لهم كاتبا (خطرا !!) كوزير للثقافة ينقل وزارة الثقافة بكل كادرها الى احد الاندية ,
لماذا لا تصدع الحكومة لمطالبهم طالما لاتؤثر هذه المطالب على حملات الفساد الاداري الايمانية التي تمارسها وتصر عليها حكومة لا تعتقد بشرط الخبرة والنزاهة لكبار موظفي الدولة الوزراء ,كما وضحنا من خلال تصريحات المطلعين على خفايا الامور؟
لماذا لاتامن الحكومة ضجيجهم ,وهم الطيبون القنوعون الذين ارتضوا باقل من 100$ راتبا شهريا حكوميا وهم (الاغلبية منهم من متقاعدي هبات صدام ) ؟

لا اريد ان ابخس الكثير من رموز الثقافة حقهم المشروع في استنكار ان يحرموا من الماوى الوحيد في العراق الذي يحق للانسان الواعي فيه ان يخرج عن ظل العمامة (رغم ان البعض يصرح مستحيا بان القضية ليست قضية حق الشرب واعيب على هذا البعض منهم حياءه فمن يصادر اليوم حق اختيارك ماتشرب سيصادر غدا حق اختيارك ما تاكل وماتلبس وصولا الى ما تكتب !!)
ولا اريد ان استكثر على مثقف عراقي نزيه منصب وزير للثقافة
ولكن اريد ان اقول ان هنالك سوء فهم متبادل بين طرفين في العراق الان :
المثقف العراقي لا يفهم ولا يريد ان يفهم انه بازاء دولة دينية تتشكل في العراق حديثا وهذه الدولة الدينية لا ولن تعترف مطلقا وقطعا بالحريات الشخصية للفرد لان هذا في جوهره مناف للمباديء الاساسية التي تشكلت منها هذه االقوة الحاكمة , وهي قد تجامل حينا فترضخ لبعض المطالب التي لا تستوي مع اهدافها لا لقناعتها بل لحجم التحديات التي تواجهها من قبل قوى اقليمية ومحلية وريثما تعالج هذه التحديات فان كل مطلب يتعارض مع منهج الدولة الدينية المنشودة سيواجه بالعسف والعنف رغم انف المشروع الديمقراطي وما يزخر به الدستور من مواد (فرضت ) تتعلق بالحقوق الفردية ,فمن (فرض ) هذه المواد الشيطانية سيرحل ويخلي االمكان لمن (يرفضها ) بمخالب صناديق الاقتراع او برؤوس العوام الذين لم يعرفوا بعد ولن يتقنوا قريبا (حرفة الاختيار )..

على المثقف العراقي ان يعد نفسه لمواجهات كبيرة مع دولة دينية تتشكل من وراء ظهره وهي عازمة على اقتلاع كل المنجزات المدنية التي حققها الشعب العراقي منذ تاسيس الدولة العراقية في عشرينا ت القرن الماضي من خلال حركاته المطلبية واحزابه الوطنية ودماء شهداءه , وهاهي المنجزات المدنية تقضم تباعا وفي تسلل (وليس تسلسل ) زمني يخلب الشعب قوته اولا وصولا الى سلبه القيم الحضارية والمدنية انتهاءا الى تجييشه سخرة في مواجهة الحضارة بحروب مستعادة من غياهب القرون

المسالة ليست كاس عرق نشربه في منتدى ونتظاهر لاغلاقه وحرماننا منه ,فغبي هو الذي يظن بامكانية حجب العرق عن العراقي مع وجود النخيل !!
وغدا ان اعيدت فتح الاندية التي تظاهرنا لاجل اغلاقها وسلمت الدولة مقاليد وزارة الثقافة لمن نشاء من ندماننا ,ضمن تكتيكات الحكومة للتظاهر بالديمقراطية , هل سسيتوقف مشروع التاسيس للدولة الدينية ؟
مستحيل !!
ولكن توقف التظاهرات والاعتصامات التي يقيمها الادباء والمثففون ليس مستحيلا!!
الذي اريد ان افهمه :
هل يستطيع المثقف العراقي مواجهة اخطر ما يواجه ارثه الانساني , وهو مشروع الدولة الدينية ؟
ماهي التجمعات والتنظيمات التي تشكلت واعلنت جهارا انها تنشط ضد مشروع تديين الحياة العامة في العراق؟
ماهي الدراسات وللبرامج والمناهج والندوات التي اعدت لمواجهة هذه الكارثة ؟
هل يمتلك المثقف العراقي (الارادة ) لهذه المواجهة ؟
ام سيتم (الانخراط ) تدريجيا في نسيج الدولة الدينية القادمة التي –قد- تبيح حق المثقف المدلل في ناديه المنزوي ووزيره المفكر المقيد ولو الى حين ..
ما جدوى ان اشرب خمرتي في كوّتي ومالي منهوب واغنيتي محرمة واشباح الظلام تطوف في مدني ؟
الا باست الخمرة التي احتسي !!
وفي كل الاحوال فانا لن اتوب من شرب الخمر ,ما دام في النخلة تمر ..



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع محيي الدين ....الغالي في الزمن الرخيص
- نقد النبي الشيوعي..
- عن انعدام الوفاء الشيوعي...واخلاقيات ما بعد الاحتلال
- في ذكرى انسانٍ نبيل...سلاماً اديبُ صديقي
- أطياف ُ ناباكوف
- ايها الامريكيُّ لست َ صديقي
- اضحكُ من طفلي...طفلي يبكي منّي!
- ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ
- المنفى ليس هنا....المنفى ليس هناك
- بَغْدَدَه
- خُذ ْ حكمة َ الافيالِ..
- (الولدُ الحافي على درب التبّانة )
- كدرويشٍ ينْقر ُ دَفًّا ً
- جثّة ُ حنّا
- شظايا مِن حياة ٍ مَشروطة
- وردةُ المرتقى
- دَعْه ُ يَعْلو...
- ميراث الغربان
- حركات ٌ وهوامش
- لمنْ سيُغنّي ؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - ولا عزاء للمثقفين العراقيين