أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ















المزيد.....

ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ



(1)

تؤدّي الطحالبُ واجباتها كقوّة ٍ ضارّة ٍ , أحياناً تكونُ ضروريةً لتقديم شعائِرِ
المحبةِ للارض ,باقتلاعها , أزاحةُ الاشياء الضارّةِ تكونُ أحياناً بيدَيْن ِ قويّتين ِ
واحياناً بمعدن ٍ مشحوذ ٍ , في كلّ الاحوال ِهنالكَ ما يدعو للتنقيب ِ في الارضِ
بحثاً عن جذور ٍ نائمة ٍ تترصّدُ مواسمَ الانبثاق ِ , نُعد ُّ موقداً أمامَ الكوخ ِ ,لا تدري
الاشجارُ الباسقةُ اننا نحتفي بخلاصها من النواشبِ المتطفّلةِ , من المؤكّد ِ أنّ الاشجارَ
لا تنحني أَبانَ مراسيم ِ الشُكر ِ تُورثُ الاشجارُ واجباتَ الشُكران ِ والجزاء الجميل ,
يقولُ البُستانيُّ , لا تنْظُر لازْدهاراتِ الشجرةِ اكثر ممّا تَتلصّصُ على تَململِ الطحالبِ ,
في ذلك َحكمة ُ ,فالاشياءِ التي ندوسُ باقدامنا قد ُتحيلُ نظراتنا المتعالية ِ حَوَلا ً من الخيبة ِ ,
للطحالبِ الحقَّ في أنْ توجدَ حيثُ ينبغي أنْ تعيش , ولو كانت تُثمْرُ شيئاً لقَطعنا الاشجار َ
لاجلها , نحنُ البُستانيّونَ النفعيّون َ, لا نفكر بامتداد ِ قامات ِ الاشجار او جَلال ركوعها ,
علينا أوّلاً ان نحزر قيمة الثمر ,, الاعلى قيمةً لن يُشْلعَ , تحقُّ المذبحة على ما لا ينفعُ وأِنْ
تمادى جَمالا ً , بُستانيّون َ نحن ُ نقتلعُ الطحالبَ أقتلاعا ً ضارياً , وننظرُ للثمر ِ في امتلاءهِ
المُغْني , لا نشعر بالاسى لابادة ِ ما لا ينفعُ.......


(2)

فَراشاتُ الضوءِ تهبُّ من زهور التفّاح ِ , الحباحبُ (وهي الطابوحاتُ ) تلك التي تطرّزُ
العتمةَ كسروالِ راقصةٍ شرقيّة ٍ , تتلامعُ جَّوالة ً في عَمَش ِ الليل ,يَسْأله ُ, يسألُ ثاني اثنين أذْ
هُما في (خمّارةِ ) الكوخ ِ, ايمكنُ أنْ نجترحَ أفقاً فيزياويًّا ً يُفسّر ُ العلاقةَ بين الشذى والضوء؟
يجيبهُ , وهو ثاني أثنين أِذ هُما في الكوخ ِ, لاشَكَّ بانهّ ُ الجنسُ , الجنسُ المحْض ُ !, يُحاولان ِمعا ً
أِمساكَ فراشة الضوء فتنطفأ متغاويةً , , تلعبُ بهما , تبتعد ُ فتُضيء ُ , وساعةَ ينفض ُ ورد َ التفاح ِ
شهوتهُ عن أجنّة ٍ خُضْر ٍ , ترحل ليالي حباحب الضوء وتغدو اشجار التفاح مطعما ً لا كرنفالا ً , لا
عُمراً أقْصر َ من أعمار حباحب الضوء ,لا تغادرُ موسمها لمواسمِ الآخرين , بتوقيت ٍ دقيق ٍ تشتعلُ مثلَ
حُرقة ٍ في القلب ........


(3 )

كانت عاداتٌ رائعة ٌ تلك التي أنقرضت, فيما مضى حين كانت السرقةُ حراما ً , كان البُستانيُّ يسري
أوانَ الغروب ِ لبستانه ِ , يحمل ُ سُفْرة ً صغيرة ً هيَ عشاءهُ , ويبيتُ ناطوراً في كوخ ٍ من طين ٍ
وسعف ٍ , البعضُ ينطرُ في بُستانه ِ, وبعضٌ ينطر ُ في بساتين ِ الاخرينَ مأجورا ً , النواطير ُ لم يمسكوا
يوماً بلص ٍّ , فلا احدَ يسرقً , ولا احدَ يعرف لماذا ينطرون, لاجل الفضولِ تطوعتُ ناطورا ً ذات ليلةٍ ,
تأبطتُ قراءتي الخلدونيّةَ,وأردفني عمي خلف درّاجته الهوائيّة ,كان الغروبُ يهب ُّ كوردة ٍ مُمطرةٍ ,
وحيثُ يتقدّمُ الليل ُ بكتيبةِ البردِ الجرّارةِ, كنتُ تحتَ فانوس ٍ من النفط ِ معلقاُ بسقفِ الكوخِ اتأمّل ُ صورَ
القراءةِ ا لخلدونيّةِ (ترى من رسمها ؟ ) تنبضُ , ربّما بفعل ذُبالةِ الفتيلة الناعسةِ ,تتحرّك ُ القطط ُ والافيالُ
والبقرُ في مدى الظلام ِالمهفهف ِ خلفَ الكوخِ ِ(لقد جاؤا !!) , ربّما قلتُ هذا لعمّي (القططُ والبقرُ والافيالُ )
, اقتادني واطلقَ نوافيرَ النور من مصباحهِ اليدويّ (هل ترى شيئاً ) , بالطبعِ لاشيء َ سوى قناديل ِ البرتقال
التي توهّجت فَجأة ً , (في الظلام ِ )) يقولُ عمّي (في الظلام قد تطيرُ الحيوانات ُ الضخمةُ في العقلِ الصغير
وحينَ تطلقُ الضوءَ تسقطُ صَرعى في العدم ) , أقومُ لألملم َ نَثير َ الحطب ِ , مُوقداً في باب ِ الكوخِ لهباً
شَفيفا ً, ينهمكُ عمّي في حياكةِ حصيرٍ من سعفِ النخلِ , وأحيكُ من اللهبِ المتغاوي حيوانات أُشاكسها حتى
تنام في مقبرةِ الرماد .....


(4)

يُبقي البساني الحصيف ثمرةً واحدة ً في الشجرة ِ بعد جَني ِ المحاصيل ِ , ثمرة ً قد تحتفظُ بنضارتها لما
بعد موسمها , تلكَ الرمّانة الوحيدة في أعالي الغصون ,أِنْ لم يَحْتفرها الجُرذُ النغل ُ تكونُ قيمةً عظمى
أوقاتَ شحيح الرمّان , البستانيُّ يدركُ بفطرتهِ فلسفةَ النُدرة ِ , ِأِنْ أبقى أكثر من ثمرةٍ ستفقد ُ الشجرةُ فرادَتها,
وربما يكونُ ذلك من مأثوراتِ مخافة ِ الشِرك, هنالك مواسم بين ذيول الشتاء وبواكير الربيع تندرُ فيه ِ
كلّ الثمار تقريباً لكنًك لن تَعدم حينَ تُقلّبُ الغصونَ بحذاقةِ جرذ ٍ , لن تعدم من ثمرةٍ تَخْنس ُ في خَفَرٍ بينَ
مُشْتبك ِ الغصون, وقد تبزغُ أحياناً بغير مواسمها زُهَيرة ٌ تتصابى , وقد تظهرُ من غنج ٍ قبلَ احتقانِ نهديها
كما الصبايا ,ثمّة من يهتزّ الماء بميسمهابكيراً وثمّة من تستحلبه قسراً , وبين (الافْلي ) و(الهَرْفي ) يفرحُ البستاني
بسعادة المُبكّر والمؤجّلِ, الاثمارُ المنفردةُ تشيخُ أحياناُ فتسقط ُ في جُبّانةِ السواقي أِنْ لم يكشفَ عنها السترَ صيّادُ
اللذاذات ِ المنفردة.....ا


(5 )

حينَ يعشقُ البستاني, فانه ُ لا يتركُ مشهداً لمُتربّص ٍ, وتلك تقاليدُ لُقاح ِ النخل ِ, الضحكُ يُسرّبُ شهوته وغُبارَ طَلْعه ِ
عبْر َ الرياح ,وهي قَوّادة ٌ ذاتَ كتمان ٍ مضمونٍ , , وحيث في جدائل البساتينِ تتفرّع الدروبُ شتّى, وغالبا ً ما تقودُ الى روما
كما يهزُّ كلب الحكمة بذيلهِ , فأنّه ُ يترك ُ لصَبيّتهِ خيارات الدروب والاوقات , يبكّر ُ هو َ وتأتي هي مُتأخّرةً مستترة ً بدَلال ِ العباءة ِ, عادة ً ما يترك ُ قُفل َ البستان الخشبي الضخم َ مُرحّبا ً , تسحبُ مغلاقَ القُفل ِ المُجعجع وتلقي عباءتها عند عتبة الباب,
وتلكَ علامة يقدّسها البستانيّون , فلا أحد َ يجرأ ُ عل الدخول أو ينادي , طالما العباءة ُ ملقاةً في اعتاب الباب, كان غالباً
ما يتمدد ُ ُ في الكوخِ غافياً تحتَ هَوِْل الانتظار ,فتوقظه ُ بفحيح ٍ ناعم ٍ في صيوان ِ الأُذْن ِ, وفي الكوخ ِ الطينِ ,
وعلى حصير ٍ من السعف ِ يتباسَلانِ لاجلِ أستشهادِ اللذّة ِ, اللذّةِ الاعظم , التي حينَ تَهم ُّ مُغادرةً يتوسّلها أن تكشفَ

عن ظهرها,حيث يتملى كلّ مُربّعات ِ وتقاطعات ِ حصير َ السعف ِ المُرْتسم على امتداد ِ جذعها المديد................................

(6 )

البستانيُّ يعتقد بأنّ كلّ عصفور ٍ هو أخُ قجبة ٍ , يسألُ السماء َ ما فائدةُ العصافير؟ , صوت ُ العرامةِ ومنقارُ النَهَم
يهتكانِ فَلَقات ِ التين ِ, ساعةَ يُبكّر ُ لرشفِ الندى من حواشي بَكارتها , ينتفُ الشقَّ المنفرج بهمجيّة ِ العصافير, حيث يكون الندى قد افسد تماما ً أرحامها العندميّة ِ , قباحات أخرى ترتكبها العصافير, وهو ا لمتأكد بيقين ٍ عنيد ٍ بأن َّ كلَّ
عصفور ٍ هو أخُ قحبة ٍ حقيقي ,, مثلاً لم تتقنُ العصافيرُ الغناء رغمَ معاشرة ٍ وانساب ٍ مع اوركسترا البلابل ,
وهي لا تحتمل ُ الركونَ الى اعشاش ٍ آمنة ٍ , هي تُضاجع اناثها طائرة ً , وغالبا ً ما تتركُ الاناثُ بيوض َالسِفاح ِ
قُرب َ جُحر أفعى ! ,أُمٌّ قوّدةُ وأَبٌ أَخ ُ قحبة ٍ , تلك َ هي العصافير ُ , وسمع َ البستانيُّ مرّةً منشداً يتملقُ العصافيرَ
بايقاعات ِ المدائح ِ , فكفر َ بالمديح ِ جميعا ً ,(هل يعرف ُ هذا المنشد ُ دناءات َ العصافير ؟ ) , الزهور المبكّرة ينتفُ
اكبادها ويلقي ذروقه عبثا ً فوقَ الرياض ِ او الرؤوسِ شديدةَ الترتيبِ , تنكّب َ البستاني بندقيّة َ صيد ٍ مُطرطشة الاطلاقات ِ ليقتل َ اكبرَ حشد ٍ منها , غير َ أنَّ العصافير َ شانها شأن َ كلّ اولاد القحاب ِ تسْكن ُ ايّام َ الصيدِ خانسةً, ومتى عادوا ببنادقهم الخائبة , عاودت العصافير ُ باصواتها الاجشّة الجارحة ومناقيرها المتملقة افتضاض بكارات التين الساهي الغض ...


(7 )

أيام ُ السقايات ِ ِ , يُحاذي البستانيّ الساقية َ حتى مَرضعها , أيام َ رِزْقه ِ من الماء عليهِ أنْ يستجدي ظُلماتَ
الليلِ لتسعفه وراء َ ثُغور ٍ لئيمة ٍ يفتعلها الانانيّون جُورا ً , يردمها تباعا ً ليصعدَ بالماء الى اقصى فُروج
ِ اشجاره ِ, يحدثُ اطمئنانه فيغفو على ثدي بستانهِ , في رضاعه ِ المزمن يَتسمّع ُ الماءَ المتراكضَ , جحفلا ً من
الضفادع ِ يتواصى بالنقيق ِ , ويحدثُ ان يغفو بوَحْي ِ النقيق ِ الممل ِّ , ويحدث ُ بعد َ أن تُكمل الاشجار سُكْرتها
بالعنب ِ الدافق ِ , يحدث ُ أن ْ يستيقظ مُبلّلا ً بفائض ِ الكُروم ِ , وهو َ عادة ً ما يعود ُ قُبَيل َ فضيحة ِ الشمس ِ,
يعودُ قُبيل َ يقظة ِ الشياطين لمنزله ِ عاريا ً , وتحت َ أُبُطه ِ ثوبا ً يتقطّر ُ ماءا ً ونُعاسا ً وخجل ............................


(8 )

البستاني المعلِّم ُ ينظر ُ لمحمول ِ الشجرة ِ فيقول ُ ((خمسينَ كيلوغرام او عشرينَ او ايَّ شيء ) وحين يُصر ُّ حامل ُ
الميزان ِ الحيسوب على اعتماد ميزانه المعدني , يندهش ُ خجلا ً بعدَ الحِسْبة ِ للفروق ِ التي لا يعتدُّ بها البائع ُ
والشاري , تتحدّثُ الاساطير ُ عن بُستاني ٍّ يحسب ُ الغلّة بدقّة ٍ منذُ بواكير الازهار , المعاشرة الحميمة للاشجار تُتيح التكهن حتى الشهر التاسع . يوما ً بيوم ٍ وقد تَتنبّأُ َ بساعة َ الطَلْق ِ , ويطلق ُ البستانيّون اسماء مواليدهم وفقا ً لسلطة ِ
الطبيعة ِ , مفاجآت ِ الميكانيك , فثمّة (الفياض ) وثمّة ( الصيهود ) وتاتي تراتيلاً وفروضا ً , تسمية البشير النذير القاهر الرحيم
الاخوة الاعداء ينتحرون باسماءهم , والطبيعة لا تنادي الاسم َلانها تترصّد ُ الاعمال َ والايام فالطبيعة تتُسمّي , والموظفون َ
في الارض يرسمون الحروف وما من كائن ٍ يستطيع ان يتمدد او ينحني او يستطيل او يسجد وفقاً لحروف اسمه الطائشة ,
انما هي اقدار المواسم التي بين العقائد والمستحيل تطوف ...


(9 )


يأكل ُ البستانيُّ أنضج َ الثمار تلك َ التي تكادُ تموع أو تفقد زمام َ عروتها , هو يعرفُ انها من حقّه ِ لوحده ِ
فالثمار ُ التي تُقطف ُ قبل َ كمال ِ النضوج ِ تستطيع ُ مُداراة ِ زينتها في سلّة ِ البستانيّ المُنمّقة ِ ِ أو في ميزان
البقّال ِ الاحول , وتلك فضيلة ُ الحيلة ِومزاجها الخبيث , , وهو يعرف ُ أن َّ ما من أحد ٍ يفقه ُ نكهة الثمرةِ الابيّة ِ
غيرَ زارعها , الاثمار الرخوة لا تتوتّر ُ الا بسماد الكيمياء الخبيث , وهو لا يستطيب ُ غير َ حُلُمات ِ الاغصان ِ
المثقلة رضى ً ورضابا ً والموفورة ِ طر با ً وثمالة ِ بال ٍ , ولاجل جلال الكلمات ِ ومشرق شهوتها صارَ العسل ُ
قليلا ً حتى انك حين تقولُ الامثال تحاسب ُ عن اقوالك َ في ميزان االصائغ , حرفا ً حَرفا ً يستوفي المثقال غنائمه
وديونك َ تُورَث ُ ما خلّفت َ سوى معركة ٍ بين القيل ِ وقال ْ, تاكلُ انضج َ الثمارِ قبيل ترنّحه ثملاً , فلا تخسر في الميزان ِ
غيرَ صَحوك َالثقيل, وهو اقبحُ الطبائع ِ !


(10 )

أيام الظمأ السيّافة ِ ما كانت قطعا ً بالحسبان ِ , قرون ٌ وقرون ٌ مرّت , الاشجارٌ تطير ُ نماءا , تتغنّج ُ ببراعمهاُ
كان َ البستانيون يُباهون بمن سيبكّرُ قبلَ الشمس ِ ليلمس َ عطرَ المفتاح الخشبيِّ الفخم ,وكانَ البستانيون يُغنّون َ
متى اسْتوحَشت الارواح, يُجيبونَ بصوتٍ وصدى بعضاًً , كانت كل حدود المُلكيّات ِ تجاور بعضاً مُسْتنكفةً من
وُضّاع ِ الاسيجة ِ , وكان لكلٍّ حزباً وتكايا ومواخيرَ, وكان ألله ُ بكلّ منازلهِ غضّا ً , مضيافاً ورؤما ً , كان َ
الوقتُ لصيقا ً بطفولته ِ لا يفصمه ُ عنها غير الشيطان , وكان الشيطانُ رحيما ً....................
يا عَمّي البستانيُّ , لماذا يصدأ ُ منجلك َوتزدهرُ (الحَلفاء ُ) ؟ لماذا صار الليلُ مقاما ً للثعلب والضبع ؟ لماذا
انطفأتْ نار مواقدنا حتى ما عدنا نبصرُ من صور ِ قراءتنا الخلدونيّة لا داراً لا دوراً, لانارا ً لانورا ً, او كوخا
مستوراً , ْ سُرقت ْ كلّ الاشجار وكلّ الاسيجة ِ وكلّ فوانييس السَمرِ وكلّ الحيوانات الطائرة , وكل مواقد أخْيلة
ِ الطفل ِ , لقد حَلّت ْ أيّام الظمأ السيّافة ِ , سَجدتْ كل الاشجار , انكفأتْ حطبا ً , هاهم حَمّالوا حَطب ٍ يحتطبونَ
بساتينا ً كانت حمّالة ُ ذهبٍ , أيّام الضمأ السيّافة تَحْتز ُّ بلا وَجل ٍ مُصطاف َ مَرابعنا وتباهي بمقابرنا , كم
سَنُقتَّل ُ ونُبدّد كي نسْتلوط َ فخرا ً بنسبْ ؟ أكثير ٌ ان ينتسبُ البستانيُّ لاشجار ٍ طيّبة المنبت ِ لا تحتشد ُ بثارات ِ
الاجلافْ؟



*(الافْلي ) هو الثمرُ المبكر قبل موسمه و(الهرفي ) هو الثمر المتاخر عن موسمه ,وهي من اصطلاحات الفلاحين
* (الحَلفاء ) من الحشائش الطحلبية الضارة


ً
ِِّ

ُ ً
ٍ



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنفى ليس هنا....المنفى ليس هناك
- بَغْدَدَه
- خُذ ْ حكمة َ الافيالِ..
- (الولدُ الحافي على درب التبّانة )
- كدرويشٍ ينْقر ُ دَفًّا ً
- جثّة ُ حنّا
- شظايا مِن حياة ٍ مَشروطة
- وردةُ المرتقى
- دَعْه ُ يَعْلو...
- ميراث الغربان
- حركات ٌ وهوامش
- لمنْ سيُغنّي ؟
- قطرةُ مطر
- أربع حكايات وأغنية طفل
- يا وطناً أزْرى بِنا...
- عاشقان من ثمود
- فواصل ُ الوقت المُمل
- خماسية الخريف
- طريقُ خُراسان
- شُكرا ً لساعي البريد


المزيد.....




- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - ألبُستانيُّ في أيّامه وأعماله ِ