أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - المنفى ليس هنا....المنفى ليس هناك














المزيد.....

المنفى ليس هنا....المنفى ليس هناك


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


(الى جمال صُفر...تذكاراً لمنافينا )


ما غادرتُ بلادي ابداً
ما غادرتُ المنفى
ذاكرتي غائمةٌ بالنُدفِ البيضِ
وما يسّاقطُ منها
تأبينٌ لمكانٍ غادرني
او لزمانٍ غادرتُ ,
وما بنثيث المطرِ
تخبُّ خطى أِنسان ْ


أُنادي من أحبّبْت ُ
أنادي من غابت عن ذاكرتي
شمسّ ملامحهُم :

هذا هو ليلُ الابديّةِ
يفْلقُ رفقتنا
فلنجترحَ الذكرى
من حجرِ النسيان ْ


موتٌ في المنفى
او موتٌ في المنفى
هذا قَدَر ُ المنفردينَ عن القطْعان ْ
نتركُ كالعطر ِ مكاناً
لا تبصره ُ عينان ْ
ونغيبُ
وتمحونا خطوات َ المدن الظالمة ِ
وأيّ المدن,
اذا كنتَ حزيناً وحيدا ً,
تُجْبر ُ خاطركَ المتهشّم َ
بضمادِ السلوانْ ؟



أنْ تنسى
أنْ تشْطفَ بالمطرِ العابرِ
مَدرسةً أُولى
وغراماً أوّلَ
آخره ْأوّله ُ....
أَنْ تذهبَ بالشعرِ
لمتاهاتِ الفلسفةِ الثَكْلى
أَنْ
تتمشّى
في الطرقاتِ المتناهيةِ
بصفيرٍ مأنوسٍ
ويَدين ِ مُغمّضتينِ بجيبِ السروالِ الابْلى...
أن تسقطَ في مُفترقٍ
بين طريقينِ جَميلينِ
قَتيلا ً بالحيرة ِ والتحْنانْ
فسوفَ تنامُ رضيّاً مَرْضيّا ً
وتقومُ مقام َ الرحمنْ...


لكنّا
وطوالَ منافي الامكنةِ
طوال َ منافي الازمان ْ
جُودلْنا وتَجادلنا
وكرهنا بعضا ً وتصالحنا
نتّفق ُ نفاقا ً
ورياءاً نتخالف ُ ,
أيُّ جنان ٍ تلكَ المأمولة ُ
والمحمولة ُ في طرقاتِ الايمانْ؟!
كُل ٌّ منّا في شانْ
فبأيِّ دروبِ الموتِ
سنَحتكم ُ الى الميزان ْ ؟

ما غادرتُ بلادي أبداً
ما غادرتُ المنفى ً
جُرح ُ التجوال ِ
تقرّحَ في القدمين ِ ,
ولن تشفى....
أجلسُ من كسل ٍ ككسيح ٍ :
أَعبرت َ حدوداً وجنوناً ؟
أَتحجّرت َ زماناً مسجوناً ؟
لاأحد ٌ يدري ما أدريه ِ
بأن َّ الموطنَ والمنفى
لقتيل ِ الرؤيا
سِيّانْ !
من يُسْعفني
كي أبصرَ عطر َ أحبّائي
في ميدان ِ العميان ؟

المنفى ليسَ هنا
المنفى ليس هناك...
المنفى في أنفسنا ,
شُذّاذُ الآفاق ِ
يسيرون على غربتنا مَرحاً
وَلهُم
ليسَ لنا
مُعْجزة الأمكانْ ..


ألوردُ كما هو
منطرح ٌ حولَ مماشي العشب ْ
والجغرافيا
لا تُمسك ُ بعنان ِ الرب ْ
غُربتنا سارحة ٌ هَزلاً
حيث ُ تكون منازلنا
حيث ُ يهج ُّ سكونَ القُطبْ
لكنْ
(لكِ يا منازل ُ
في القلوب ِ منازل ُ
أقْفرت ِ انتِ
وهُن َّ منك ِ أواهل ُ ) *
وعلى مسرى كلّ حجيج ِ الحبْ
هَبَّ غبار ٌ
ورأينا خلف غبار المغبورين
يأسا ً
يأنسُ فيه ِ وأيّانا ,شَتّى الحيوان ْ

المنفى ليس هنا
المنفى ليس هناك
ألمنفى في غفْلتنا
حينَ ثردْنا وطناً من وردٍ
في ماعونِ العُربان ْ


ما غادرتُ بلادي
ما غادرتُ المنفى
بل غادرتُ الزمنَ المعلولَ
لأشفى
وانا العارفُ أّنّي
دون زماني لن أشفى ...



• بيت الشعر بين مزدوجتين هو من هبات المتنبي



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَغْدَدَه
- خُذ ْ حكمة َ الافيالِ..
- (الولدُ الحافي على درب التبّانة )
- كدرويشٍ ينْقر ُ دَفًّا ً
- جثّة ُ حنّا
- شظايا مِن حياة ٍ مَشروطة
- وردةُ المرتقى
- دَعْه ُ يَعْلو...
- ميراث الغربان
- حركات ٌ وهوامش
- لمنْ سيُغنّي ؟
- قطرةُ مطر
- أربع حكايات وأغنية طفل
- يا وطناً أزْرى بِنا...
- عاشقان من ثمود
- فواصل ُ الوقت المُمل
- خماسية الخريف
- طريقُ خُراسان
- شُكرا ً لساعي البريد
- أكثرُ من أَِيماني بك ِ


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - المنفى ليس هنا....المنفى ليس هناك