أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد سامي نادر - الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!















المزيد.....

الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 01:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!

لغرض في نفس يعقوب، ولغاية تشكيل حزب سياسي ينافس أو يشق حركة الأخوان المسلمين، أطلق الرئيس المُدمن، أنور السادات حملته الإيمانية. واصدر على أثرها قانون العيب. تكنـّى خلالها بـ"الرئيس المؤمن"(*). وعندما أراد ان يتخلص من بلطجية وقتلة حملته الإيمانية الذين عاثوا في مدن مصر فسادا وابتزازا. أرسل عليهم طيرا ابابيل بكواتم صوت ليتخلص منهم وينقذ الناس من شرورهم وبلواهم، لكن بعد خراب مصر وأسْلمَة شارعها وجامعاتها وملاهيها..!.
كررها بذات الاسم، قائدنا الرمز صدام. اطلق على نفسه "عبد الله المؤمن"(*). على أثرها،أُغلق شارع ابو نؤاس ومحلات المشروبات الروحية. لكنه ترك بعض النوادي المهنية الترفيهية والنقابات لم يشملها بالمنع ومنها اتحاد الادباء والصحفيين.
هاجر على أثرها كثير من إخواننا المسيحيون والأزيدية الذين كانوا يعتاشون على ما تدره هذه المشاريع الفردية.
حينها، استغل غلق محلات المشروبات، جيش من العاطلين المنتفعين -رعاع فدائيي صدام- من باعة "اللبلبي والباقلاء". وتسلموا زمام مهمة نشر الدعوة الإيمانية..! وقاموا بمهمة توزيع المشروبات، كوسطاء ما بين اخوانهم في الخلق..! باعة المشروبات المسيحيين، ومن يشربونه من المسلمين الطيبين الصالحين المسالمين.
انتشرت عربات "المزة" بكل أشكالها أمام محلات المسيحيين المغلقة. تشتري من عندهم بالجملة وتبيع بدلا عنهم بالمفرد و بالسر المفضوح، تغليف قناني المشروبات باكياس سود معتمة لا غير وبسعر اسلامي أعلى فيه خمس السيد. في ذات الوقت، كانت تقف على بعد 50 متر منهم سيارة شرطة تحميهم وتشاركهم ربحهم وبعض ما يزيد من ربعيات العرق المجاني لليلهم الكئيب.
في حينها وطيلة الفترة ، لم يخرق القانون. وبقت حملة الرمز الإيمانية سارية المفعول، وبقى وجه الدولة إسلاميا نظيفاً وحسب القانون: يبعد عن اقرب جامع 500 متر. ومسجلا باسمشخص غير مسلم "مسيحي او أزيدي". لكن قيقة الامر بقى يبيعه بالسر المسلمون. ويشربه بالعلن الطيبون لنسيان بَلواهم. كان يدير هذه الصلات، مافيات استيراد ترتبط باولاد وعشيرةعبد الله المؤمن، وتحصد أرباح تجارته الطائلة.
ولى صدام وجاء إسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واسلام فقهاء الديمقراطية الجدد، وكل انواع ثعالب الدين. لتشرع باسم الديمقراطية..! قوانين لا تتعارض مع دين الحق.! الاسلام. وفُسر أمر بيع المشروبات مخالف للشرع . فأصبح من المحرمات. غير ان المشهد بقى على حاله ينظمه نفس قانون صدام .ولم يتبدل في المشهد سوى أسماء خلفاء امناء بغداد وخلفاء مجالس المحافظات. يميزهم ، ختم التقوى في جباههم من أثر السجود..!. لكن المسخرة الآن والأكثر مرارة، تكرار تطبيق قرار المنع خلافا للشرعية الدستورية في ضمان الحريات الشخصية..!. والأنكد، ان تنفيذه يتم بأبشع صوره. فقد تم غلق محلات شارع فلسطين على يد اذرع احزاب الإسلام السياسي المتنفذة بالسلطة وبطرق وحشية - تفجير وتفخيخ -. لتعاود بعدها من جديد عربات "لبلبي الفضيلة" وباقلاء "أبو حفصة " باعلامها السود والخضر والحمر لتمارس نفس دورها في زمن صدام وبطريقة ابشع. انها تبيع "شربت مال انكليز" اسلامي على مرأى من سيارة الشرطة ذات "الدفع الرباعي". ولهم نفس الدور، حراستهم ومشاركتهم ارباحهم وما قسمه الله من أنهار خمر معبأ بقناني . ان وعد الله حق.
عكسهم، ابطال صحوة الميدان والفضل، فقد ابقوا محلات المشروبات مفتوحة وتحت حراسة شهامتهم. لم يعتد عليهم أحد. اكتفوا بأخذ الإتاوات وانتشائهم اليومي.
ان الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني ينتعلان نفس المداس الذي يسير بنا الى الخلف. فكيف نفسر غلو ساستنا في تماديهم بسلب حقوق مواطن شبح، لم يبق فيه شئ غير مسروق، ليحجزوا حريته المكفولة دستوريا. ان لغما دستوريا وضعوه في غفلة زمنهم الطائفي يقول : لا نص يتعارض مع الشريعة الاسلامية. ما هو إلا سوطاً سيلهب ظهورنا وسيكبل كل حرياتنا مستقبلا. انهم يدجنون الناس على الخوف والتخلف. ما الذي تبدل في الرقة، يُخدش بالموسيقى. لكن.! من جانب آخر له
لذّة ومتعة وبلا خجل، بأكل السحت الحرام ولهم خنزير من دبره.
ماذا يختلف بعض خلفاء وسلاطين مجالس المحافظات ومجلس محاقظة بغداد عن التكفيريين في تعسفهم وحرمتهم حريات الناس..؟ وتنفيذ ما يأمرون به ويمارسوه علنا من أجندة فقهية خارجية وطارئه على مجتمعنا..!
اكثر المناصب فسادا في زمن صدام كان أمين بغداد ومدراه. ولا يختلف زمننا هذا بشئ. فقد تمت تصفيات كبار مهندسيها وخاصة في عهد امينها الشيخ السهيل.
نحن المكابرين باهمية وضرورة الديمقراطية لعراقنا، أملا بالتغيير، كيف سنقنع أبنائنا بهذا البديل الهزيل المتخلف. ما الذي اختلف عن السابق..؟ هل زال الفساد .؟ ام قلت الرشوة..؟ اننا لم نعد نسأل محافظ بغداد ومجلسه عن سرقات المليارات.؟ ولا عن أشجار النخيل التي شتلتها أمانة بغداد في شهر تموز اللاهب. وموتها؟ وكم مرة أعيدت الكرة؟. ولا عن أرصفة الاسمنت التي تآكلت قبل الشتاء واعيد تصفيف غيرها مرة اخرى؟. ولا عن مبالغ استراداتها من ايران؟ ومن يقف خلفها؟ ولا اسعارها وكمياتها ؟. اننا نتحدث عن تدخلهم السافر بتقليص حرية مواطن ليس هناك من فرح في حياته او مكانا للترفيه.. المؤسف والأدهى ان كل ما يحدث من هذه المنغصات يتم امام صمت حكومتنا الديمقراطية المطبق.
أليس غريبا دفاع نواب حزب الدعوة عن هذه القرارات الجائرة بحجة اعادة تنظيم عمل النوادي والمحلات ..؟ انه مشروع لدفع الرشاوي وابتزاز وافقار الناس. وضوح الصورة من إعادة تكراره للمرة الثالثة، كما ذكر هيثم احد اصحاب محلات المشروبات للصحف.
لماذا هذا الاصرار على السكوت من قبل مجلس الوزراء. انه فعل مخالف للدستور، وتكرر عدة مرات وفي عدة محافظات.
أليس قرارات كهذه تكملة متممة لتفجيرات كنيسة النجاة. .؟ وهي محاولة لمحاربة رزق شريحة معينة مقصودة من المواطنين، وهي وسيلة لتهجير ما تبقى من أهلنا النجباء الأصلاء من مسيحيين وازيدية .
ولا يخفى، إننا كمجتمع بالكامل، نخضع الآن لسياسة "تدجين إسلامي" قبل اعلان "دول" الخلافة الاسلامية. في الجنوب والوسط والشمال. لا يهمنا شكلها فنتاجها معروف وباين..!!
إننا لم نعد نميز ما بين الإسلاميين، فكلهم سواء، من كان وهابية بدشداشة قصيرة. .! أم إمامية بختم في الجبهة..! لقد تساوت عندنا أهداف وغايات طرفي الصراع. فنحن المواطنون العاديون، لم نعد نفرق ما بين ما حرمه إرهابيو أولي أمر المسلمين القتلة..! أو ما يشرعه ويقره ويحرمه، خلفاء الولي الفقيه الفاسدون..!!

(*) عام 1991 سمعت امي لأول مرة باسم "ياسر عبد ربّه" وفي ظنها ان "ياسر عرفات" أسوة بصدام والسادات هو الآخر قد بدل اسمه فصاحت بلوعة:" بِي.. صخامْ آلصَخَمَكْ، هذا هَمينَه آتـْخَبَلْ" ..وسيتبعهم ساسة كثيرون..!

هولندا – سعد سامي نادر



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خير وسيلة للدفاع ، تشويه الآخرين..!
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي.؟!-2-
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟
- المجلس الوطني للسياسات والاستراتيجيات.. ولد ميتاً
- تسريبات وتساؤلات حول تشكيل الحكومة العراقية..!
- الرئيس -مام جلال- بين -بشاشة- الوجه وقباحة المشهد..!
- السيد أحمد القبانجي : كارل ماركس اقرب الى الله من ابن سينا.. ...
- السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟
- بدأت الأوراق الأمريكية الضاغطة بالظهور..!
- السيد علي الاسدي والاستحقاق السياسي..!
- رسالة الى صديق: الثعلب الوديع فلاح حسن
- - السيد علي الدباغ.. حامي هدف الرياضة.؟ أم الطائفية..؟-
- - صمت الحملان و خرس البرلمان -
- قراء ة-2- كرة القدم في الشمس والظل... -
- قراء ة-1- كرة القدم في الشمس والظل -
- السيد القبانجي يعلن: دين الأحرار.. مقابل دين العبيد..!
- الإسلاميون، حلمهم: مربعهم الدامي الاول..!!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد سامي نادر - الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!