أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟














المزيد.....

هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأثر صديق لي، شيوعي سابق، حين قرأ مقالا للكاتب العراقي الساخر خالد القشطيني. تندر فيه،على احتفالية أقيمت في لندن بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. كان قد حضرها كونه صديقا قديما للحزب ولمناضليه المقيمين في انكلترا. مرَّ بمقالته هذه بنتائج الانتخابات الاخيرة المخيبة لآمالنا نحن الذين بصمنا بالعشرة لسمعتهم الطيبة ولثقافتهم العالية ونظافة أياديهم.
رغم ما احتواه المقال من مديح للشيوعيين، غير ان ما أثار غضب صاحبي أكثر، إشارة الكاتب على سبيل المزاح، الى تبرعه للحزب بما تبقى له من خمسة عشر جنيها من ثمن بطاقة الاحتفال، متجاوزا بتندره رمز الحزب، حسب قول صاحبي، بـ: " خلي الباقي، على روح الشهيد فهد".!.
لم يثنِ زعل صديقي كون القشطيني لا يعني الإساءة لشخص فهد بقدر محافظته على نكهة لغته الساخرة المتحررة من تيجان وقدسية الرموز. فهو كاتب لبرالي علماني ساخر. يجاهر بأفكاره بحرية دون تحفظ او خوف من احد . فخلال اكثر من اربعين عام، لم يسلم من لسانه أو قلمه المتبل بالبهار البغدادي، لا حكومة ولا قائد عراقي او عربي. ولا حتى رمز ديني أو سياسي.
بعد فترة، ارسل لي نفس الصديق، مقالا رائعا لشيخ الساخرين الساخطين، القشطيني، نـُشر في جريدة العالم تحت عنوان: "الكرة تحت أقدام مانديلا" – فتشت عنه في مدوناته ومع الاسف لم اجده -.. يقول فيه – على ذمته- انه اقترح على "بول برايمر" الحاكم المدني في العراق في اوائل عام 2003 . ان يقرب الماركسيين والشيوعيين من الحكم، لانهم مثقفون أممييون لا يغرهم المال. وانهم بلا تعصب ديني ومذهبي ودون اثنيات عنصرية. "فحزبهم يضم كل الطيف العراقي". فهم الأصلح لهذه المرحلة الخطيرة، حسب كلام القشطيني. وما ذكره ايضا : قدمت له – بريمر- تجربة جنوب افريقيا كنموذج، مذكرا إياه بان سبب نجاح نيلسون مانديلا في بسط السلم الاهلي وتجاوزه آلام سني الفصل العنصري ونسيان مظالم حكومة الفصل العنصري، يرجع، "كون حزب المؤتمر الافريقي "الكونغرس"، حزب ماركسي تتجاوز ثقافته العنصرية والتعصب..!".
هذه شهادة من شخص لبرالي حر لحقيقة لا يمكن نكرانها والتعتيم عليها.
في حينه، كان اقتراحاًً ورؤية مستقبلية ثاقبة حددت مكمن علتنا العراقية، واعطت حلاً لأهم معضلاتنا الشائكة.
بعد تجربتنا المريرة الدامية وخراب الوطن، أما آن لساستنا الاتعاظ برؤى السيد القشطيني، واعتبارها إشارة واضحة تثبت وتؤكد تلك الحقيقة. مما يستدعي منهم تقريب وزيادة الاعتماد على كوادر الحزب الشيوعي ومثقفيه وعلماءه زاكاديميه في ادارة الوزارات والمشاريع الحكومية وانقاذها من سيطرة قوى الطائفية الفاشلة المفلسة من أي تجربة سياسية.
ان تجربة حكم السنوات السابقة اضافة لفشلها في كافة الميادين. فقد أكدت حقيقة اخرى: فشل ثقافة البديل، الاسلام السياسي، وعدم اهليته للحكم لما خلفه من حرب اهلية ودمار للوطن. واثبت أيضاً ان ما رأيناه من أسى ودماء ما كان إلا نتيجة فعل لكراهية قديمة للماركسية والشيوعية جعلت من برايمر يصمّ أذنيه من سماع تلك الحقائق. سواء صَمَّها عمداً، أو غباءً..!. أم غاية لاشاعة الفساد الملائم لشراء الذمم لخراب المستقبل-..؟ أليس هو اختيار المحرر"بوش"..؟ أغبى رئيس للولايات المتحدة على مر تاريخها، وآخر رُسِل.! الرب للعراق. لقد كان مهد الأنبياء، بأمس الحاجة لحماقة نبي آخر ليكمل المسيرة..!
لا يختلف اثنان حول حقيقة وموقف الماركسيين والشيوعيين المعلن والواضح من الطائفية والتعصب بكل اشكاله.. وهو بلا شك يمثل هويتهم الوطنية الناصعة وثقافتهم المميزة.
غير ان اكثر ما يميزهم عن سواهم من القوى السياسية الاخرى، هو تجاوزهم لمظالمهم ونسيانهم أحقاد الماضي من اجل ارساء هدفهم الوطني السامي المتمثل بتقوية جبهة الداخل ووحدة المصير المشترك لقواه الوطنية.

الذاكرة الوطنية العراقية شاهدة لما قدمه الشيوعيون من تنازلات ونكران ذات لتضحياتهم الجسام، نسياناً لجرائم لا تغتفر ارتكبت بحقهم. كلٌ جرى، من اجل هدف نضالهم السامي هذا . وهل هناك نهوض لوطن، بدون وحدة قواه الفاعلة والمجتمع..؟ انه كرم وطني يثير الدهشة. مقارنة لما قدمه وتقدمه من فقر ثقافي وافق سياسي ضيق، قوى سياسية براغماتية لا يعرف قادتها سوى التباكي واللطم على اطلال الماضي واجترار مظالمهم واحزانهم القديمة، من اجل الحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم الشخصية لا غير.
الآن، وفي مرحلة حرجة من تاريخ العراق الحديث، يجري بين الساسة حوار متشنج عن حكومة شراكة وطنية. لكن.! بغياب الشيوعيين.! ماذا باستطاعة ساسة قوى مُكابِرة ومُتكابرة تهيمن، عليها ثقافة الاستئثار بالسلطة ان تقدم لهذه المرحلة المتفجرة..؟
ان طرش برايمر عن سماع تلك الحقيقة، لا يبرر صَمم حكامنا الوطنيون! وعدم الأخذ بها. ليس هناك بديل
آخر غير تقديم تنازلات مشتركة من كل الاطراف، تتخطي بها تصريحاتها واجترارها آلام الماضي..
ان عظمة مانديلا تكمن -قبل وضع شروطه- في إجابته بسرعة!!!ووضوح على السؤال الأكثر أهمية ووطنية في تلك المرحلة: هل نكران الذات وتجاوز الماضي ، حاجة وطنية ملحة..؟ أم تنازلات- دونية، خسة- وطنية ..؟
لتذكير الساسة:لا تنسوا..! ذاكرتنا تعج بخسة التنازلات الخارجية.. ودونيات لا وطنية لا تحصى..!!!!

يتبع – (2)
هولندا- سعد سامي نادر



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الوطني للسياسات والاستراتيجيات.. ولد ميتاً
- تسريبات وتساؤلات حول تشكيل الحكومة العراقية..!
- الرئيس -مام جلال- بين -بشاشة- الوجه وقباحة المشهد..!
- السيد أحمد القبانجي : كارل ماركس اقرب الى الله من ابن سينا.. ...
- السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟
- بدأت الأوراق الأمريكية الضاغطة بالظهور..!
- السيد علي الاسدي والاستحقاق السياسي..!
- رسالة الى صديق: الثعلب الوديع فلاح حسن
- - السيد علي الدباغ.. حامي هدف الرياضة.؟ أم الطائفية..؟-
- - صمت الحملان و خرس البرلمان -
- قراء ة-2- كرة القدم في الشمس والظل... -
- قراء ة-1- كرة القدم في الشمس والظل -
- السيد القبانجي يعلن: دين الأحرار.. مقابل دين العبيد..!
- الإسلاميون، حلمهم: مربعهم الدامي الاول..!!
- خبر مزعج.. السعودية منعت الفتاوي..!!
- - 2.555 ألف طُز بالوطن.. بالديمقراطية. . بالدستور..!-
- - هَمْ زين ربَّك....!!!-


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟