سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 12:30
المحور:
عالم الرياضة
- السيد علي الدباغ.. حامي هدف الرياضة.؟ أم الطائفية..؟-
ثقة الشعب بدولته تعتمد وتتوقف على مصداقية حكومته المنتخبة، ومدى صراحتها وعدم طمسها للحقائق. وان مزيدا من شفافية التعامل مع امور تخص المواطن. لا تعني بالضرورة طلب التعري بـ"ملابس الامبراطور"، بل، قدرا من الوضوح قد يكفي لزيادة وتعميق تلك الثقة.
الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد علي الدباغ ، صمت عن الحق دهراً ونطق أخيرا كفراً . فقد عودنا دوما بالحديث عن عموميات تلامس الحقائق وأماني ونوايا طيبة وطموحات عقلانية لا حصر لها. في كل تصريح رسمي يقدم لنا متبلات سياسية تخفي بنكهاتها المتعددة رائحة عفن في طبخة ما تبغي الحكومة تمريرها وعرضها بشكل شهي ومغري.. لكن التوابل لا تقدم ولا تؤخر في حالة طبق أعد كي يكون فارغا. لاننا ببساطة نتكلم عن "سلق" كلمات وجمل لا غير، فيكون طبقنا مجرد صدى "صوتي" بلا معنى..! لكن بلغة التعتيم السياسي، سنراه وكأنه "يراد به باطل".
العلة ليست بالسيد الدباغ وحده. بل هو اسلوب ونسق عمل يتعلق بظاهرة "الخرس السياسي" التي نوهت عنها في مقالتي السابقة..(خرس البرلمان)
هاكم نموذج ما نطق به قبل اسبوع، المتحدث عن الرياضة السيد الدباغ :
"أنا لا استطيع القول بأن الرياضة العراقية تخلو من أجندات طائفية عند البعض". البادئة تقودنا الى متاهة والعمى. وهي حذلقة لغوية مخجلة (لا نافية..وتخلو نافية للاثبات)... استاذي الفاضل، في هذا الجو الداميي المعتم وازمة الثقة، لا نحتاج من السياسي سوى الوضوح والشفافية.. هل تريد الناس فلسفة ولغط لغوي..؟؟ شبعنا سابقا من إعياء خطب الفقه ومتاهات وسفسطة السيد الجعفري، ناهيك عن لغة صدام المفصلية ..!. رحم الله المفكر الجابري وحقيقة ان: "العروبة ظاهرة صوتية.."
كل برلمانيونا وساستنا على شاكلة ناطقنا، يتمنطقون لغة ومفردات، مسجلين آلاف الاهداف السياسية العابرة..! انها أحاديث ذات أهداف. لكن..! هواء في شبكة.
هل سنعرف من المقصود أو المشار اليهم بـ"البعض"؟؟.. السيد نوري المالكي (حاصد على اكثر اصوات الناخبين) هو الآخر يخاف من ذكر حقيقة : من هم البعض..!! الذين ضربوا ويضربون المنطقة الخضراء بالصواريخ؟. ان مجرد تهديده بالكشف عنهم..! حريمة اخفاء معلومات.!! أليس كذلك؟؟ وربما "البعض" اتهاماً يشمل مثلا، اخوتنا المسيحيين المكاريد.!!. وللعلم، "البعض" مفردة سياسية كان يستخدمها جلاوزة البعث عند اخذ اعترافات ضحايانا الابرياء: ((يتهمني البعض..! اني أحد حملة الافكار الهدامة..)).. ان عودة وتكرار التاريخ، مسخرة..!
يضيف السيد الدباغ: "أنا اقرأ كل جهد يحاول تخريب الرياضة العراقية وفي أي اتجاه سواء في تسييس الرياضة أو إدخال لوثة طائفية فيها، وهذا تخريب وتدمير الرياضة".
العجيب انه "يقرأ جهد" (البعض هنا محذوفة تقديرها.... مَجهول!. هل وزارة الشباب والرياضة.. أم مَنْ.....؟) والاغرب، إن السيد الدباغ لم يسأل نفسه عن طبيعة وجوده شخصياً "كسياسي" وسط وفي قلب الحدث الرياضي ومؤسساته المهنية: أليس تسييس..!! أم ماذا نسميه..؟
الحديث بهذه اللغة الدبلوماسية الرثة المبتورة المبهمة، متاهة تؤكد لنا ان الناطق الرسمي يخاف ان ينطق حقيقة أو معلومة واحدة.انه يعلك كلمات وجمل غير مفيدة بلا معنى لانها إشارات دون مسميات وحقائق ودوال . السبب..! انه يتكلم بالوقت الضائع..بعد خراب البصرة والرياضة-.
ويضيف الناطق، عموميات ونوايا طيبة طموحة..!: " ان التوجه العام للدولة العراقية والحكومة أن تبقي الرياضة وأن تحافظ عليها من أي لوثة طائفية يمكن أن يتسبب بها أشخاص مريضي النفس يحاولون أن يزرعوا العنصر الطائفي في الرياضة العراقية". هل من عجب حول سبب ازمة الثقة بين الشعب والحكومة؟؟ فازمة مصداقية الحكومة هنا، بطلها الخوف..! خوفها من كشفها حقائق ما يجري تحت معرفتها. وبقى السيد الدباغ لنهاية مطاف حديثه يموِّهنا باللغة لأنه ببساطة، ما زال فقط "يقرأ"..! والسؤال: بعد خراب الرياضة ونهاية ولاية الحكومة: هل تنفع قراءات الوقت الضائع والساعات الحرجة في حل مشاكل الوطن المعقدة؟؟.
ان عقدة خوف الحكومة من نشر الحقائق بحد ذاتها جريمة مخجلة ومخيفة وتزيد المواطن رعباً وتبعث على اليأس وتجعلنا نتساءل عن حقيقة مخيفة لا تحتاج لمفتي: اذا كانت الحكومة تخاف لهذه الدرجة، من كشف الحقائق وتحديد من هذه الجهات المتمثلة بـ"البعض –الجهد الطائفي -النفس الطائفي -الاشخاص المخرببين -مريضي النفس". فكيف بربكم حال رياضي هاوي مسالم ليس له من "مذهب" أو حزب أو تيار يدعمه ويحميه وينجيه من شر وغدر الطائفية.؟؟ وتحت حماية أي عصابة سيمارس هوايته او احترافه؟؟..فالف سلام للرياضة والرياضيين..!!
*****
ما يجب ان يكون..!؟ في لعبة كرة القدم، اتـُفِق على ان اللاعب الأكثر شهامة و شجاعة واقدام، وشرف هو: حامي هدف الفريق (حارس المرمى). فهو ببساطة من دون كل اللاعبين، المضحي الوحيد الذي "يجب ان يكون" رأسه في كثير من الاحيان، في اخطر اماكن المواجهة عنفاً.. بين سيقان صلبة لخصم عنيد باقدام قاسية منتقمة تكره بسالة هذا الشجاع القافز على ارجلهم كالاسد،ناذراً روحه دفاعا عن عرينه المقدس. حماية الهدف، مهمة شاقة ونبيلة وشرف مهنة مقدس.
فيا سيدي الدباغ: ان الدفاع بشجاعة وشرف والذود عن"هدفك " النبيل في عدم تسييس الرياضة ومحاربة "الجهد" الطائفي القذر لمذهبة وتديين الرياضة. هو شرف وطني نبيل ومهمة شاقة تحتاج منك ومن حكومتك موقفا شجاعا جريئا صريحا يضع النقاط على الحروف وقول الحقيقة ولا سواها..! ومن اجل تعزيز الثقة. يجب ان تجيب على كل الاسئلة المتعلقة باللجنة الاولمبية السابقة وملابسات اختطافها (احمد الحجية وجماعته). واللجنة الحالية ومؤامرات تسييسها.
وبقدر ما لدعوتك النبيلة من صعوبات ومواجهات عديدة. لكن..! تيقن ان الشعب يحترم ويدعم جهود قادة الوطن الشجعان الذين يدافعون بحق وبحرص عن مجمل تفاصيل حياته ومصالحه وحقه في حياة حرة كريمة.. وتجربتكم في البصرة خير دليل.. والسؤال الصعب..! اذا كان الشعب قد انتخبكم فعلا وبحق ..فبربكم ومحمدكم وعليكم..!ممَن تخافون إذن..؟؟
يتبع:موضوع ذو صلة..رسالة الى الصديق فلاح حسن..
هولندا: سعد سامي
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟