أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -















المزيد.....

الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 20:00
المحور: كتابات ساخرة
    


الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -

لي قصة طريفة مع فقراء شيعة لبنان تعيد لي طفولتي وترجعني الى عام 1956. وتؤكد ما تحدثت سابقا فيه عن ولع وتطرف أبي بحب كل ما هو لبناني. إضافة الى ميله الشديد لجني وغرف المعرفة من أي مصدر. وكأن لا سواها لديه. فبعد عناد ومشادة مع أمه، جدتي العلوية، أبا إلا أن يدخلنا مدرسة لمبشرين كاثوليك. غرضة، قضاءنا عطلة الصيف لتعلم ما نجنيه من اللغة الانكليزية من مفردات.. في ذلك الدير، كنا ثلاثة طلاب مسلمين لا غير. أنا وأخي الأكبر وطالب من أهالي بعلبك اسمه "سامي أتات"، لم أنساه، كإسم أبي. كان الدير بعيدا وحيدا وسط غابة زيتون "الشويفات". وكان مكانه بالنسبة لنا أشبه بمجاهل الأمازون. كان في الدير قس أنيق يقرا علينا اسفار الانجيل وبعدها يوزع علينا جكليت وصور للميح (ع) لا غير. كان طريق الدير يمر قرب بيت ومزرعة صديقنا الجديد، سامي. في اول زيارة لبيته بطريق عودتنا من قراءة الانجيل. فوجئنا بصورة كبيرة جدا للإمام علي (ع) معلقة وسط الدار وبجنابها علقت صورة بذات الحجم ل"عمو ستالين" كما كنا ندعوه!!. مثل ما كان أطفالنا يرددون :"بابا صدام". من يومها، عرفت إن طلاب المعرفة، عملة واحدة نادرة في كل العالم, تجمع الفلاح والمعلم سوية. وانهم متشابهون في لبنان والعراق أيضاً!!.
لم يتسن لأبي ليرى ما حل بموطن عشقه لبنان. مات في وطنه الأم العراق، دون قبر ودون شاهد.. مات قبل أن يتفتت قلبه حزنا وألما على روح حبيبته الجميلة التي مزقتها الحرب الاهلية، إثم إخوتها الكبار القساة السفلة. أرادوا إسكات ثقافتها ومثقفيها، صحافتها ومطابعها. وصولا الى نظافة فلاحيها وفقراءها مثل عائلة ابو سامي الكادحة. جاهد الحكام العرب لقبر سرّ ألقها وبلواها: ديمقراطيتها الفتية، التي هي أيضاً، أم بلاوي إخوانها الحساد القتلة المستبدين. لكن ديمقراطيتها رغم سلبياتها، أرست علاقة جينية تسري بدم مواطنيها. وأصبحت الحرية عرف وعادة وحق مكتسب وصوت يدوي يطالب دوما بالتغبير. حرية شجاعة عُمِّدت بدم مفكريها.

حبيبة أبي اليانعة. برعم ظل يافعا طريا. برعم تذوق من بذرته طعم الحرية وأبا إلا ان يكون الرائد والطليعي في أمة خربة ينخرها سوس التخلف والتباكي على الماضي. لبنان بقى المجدد الأول وقبلة مثقفي الأمة و صوتها الحر ومطبوعاتها وصحافتها الحرة. رغم الاغتيالات لإسكات صحفييها وكتابها ومفكريها اللامعين.
المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله أحد طلائع فقهاء ومجتهدي مدرسة السيد أبو القاسم الخوئي. تلميذ نجيب لمدرسة نجفية نجيبة نقية بامتياز. كان أول مرجع معاصر تحدى دون خوف، هجمة وتشويهات الاسلام السياسي الطاغية حاليا. و جاهر باعلانه منهجيه وسطية شيعية نقية من روزخونية أدب المنابر "الشعبي الكلاسيكي"، الذي شوه حتى تأريخ آل بيت رسولنا الكريم. أنا سأغريكم بمقاطع مما كتبه عنه المفكر اللبناني السيد هاني فحص في مقالته الرائعة بعنوان " "السيد محمد حسين فضل الله وماراثون المرجعية": (....عاد السيد فضل الله إلى الذاكرة الشيعية ينقيها مما اعتبره زيادة أو ورما.. هادفا إلى تأسيس توجه إسلامي مشترك نحو المستقبل الصعب." ويضيف فحص: (كان السيد فضل الله حريصا على ألا تغيب النجف عن موقعها المرجعي". ويستدرك السيد فحص: ذلك لا يعني أنه لم يكن مرجعا قبل ذلك، فهو مجتهد مطلق باعتراف الجميع".
ويشيد السيد فحص بشجاعته (الفاعلة) بالتصدي لخامنئي وولاية الفقيه. في حينها أعلن مرجعيته دون تردد ولم ينتهي ماراثونه إلا بوفاته قبل شهر.
انتجت الديمقراطية اللبنانية رغم شوائبها، مدرسة ومنهجا شيعيا مختلفا عن ما نراه ونسمعه نحن العراقيون، منهجا متفتحا منفتحا على الآخر، على الأدب والفنون والنقد والفلسفة ومختلف الأفكار. وقدمت لنا نخبة لامعة من علماء ومراجع مفكرين منفتحين على الحياة ومتطلباتها. منهم السيد موسى الصدر ومهدي شمس الدين والسيد محمد حسن الامين والسيد هاني فحص وصولا الى المجدد وقائد "ماراثون المرجعية" الشجاع، المرحوم محمد حسين فضل الله. تغمده الله واسكنه فسيح جنانه.
أرى من الضروري قراءة مقالة السيد هاني فحص. إنها بلغة ساحرة تجيب على جميع الأسئلة التي بخاطر العراقيين. فهمومنا واحدة مشتركة لتداخل المشهد السياسي الشيعي، وتشابك الإرادات والمصالح في الصراع المعلن بين ايران والولايات المتحدة. وما خفي، هو الأمر وسيجلب علينا ويلات تضاف مآسينا وتمزقنا.
ينهي السيد فحص "ماراثون" مرجعية السيد فضل الله بتندر مأساوي يضع فيه إصبعه على (مكمن العلة) على حد وصفه فيقول:
(....أتذكر أنه، وفي مفصل ما في لبنان، قالت له(أي للسيد فضل الله) إحدى الشخصيات الفاعلة: «إن آية الله فلان يقول غير ما تقول في هذه المسألة»، فقال: «ونحن آيات الله أيضا».. وقد روى محاوره بذاته هذه الرواية لي.. وهنا كان مكمن العلة).
الرابط أدناه لقراءة نص "ماراثون المرجعية" .
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20100717-93371.html
لا تختلف "علة" شيعة ومرجعية لبنان عن علة مرجعية النجف سوى بشجاعة مجتهديها. فالمدرسة نجفية واحدة ولا خلاف فقهي كبير. لكن في زمن مؤامرات الدهاليز السياسية المخيفة نحن في أمس الحاجة الى صوت مسموع واضح والى يد حنونة تضع اصبعها على "مكمن العلة" لوقف تدفق الدم العراقي النازف.
نستدل من المقالة ان المأزق السياسي والتاريخي والأخلاقي الذي حشرت فيه مرجعياتنا الصامته والناطقة، سببه فشل النخب السياسية (المدعومة أو المتظللة بالمرجعيات) في تأسيس مشروع سياسي شيعي موحد نقي واضح المعالم. وأثبتوا بتجربة السنوات السبع الأخيرة وبما لا يقبل الشك، انهم لا يملكون حتى " نيـّة " في تشكيل وتأسيس مشروع سياسي وطني موحد للم ما تبقى من خراب لهم اليد الطولى فيه.
عودنا مراجعنا العظام على الروية وطول البال وحدم الأفتاء وهذا وسام نتباهى به. لكننا في مفصل تاريخي يتطلب موقف سياسي واخلاقي واضح، حاسم وشجاع كي لا يضيع الوطن. حذاري من التمادي بالسكوت. ليس مدعاة للسكوت قول إمامنا على (ع): (ريت عنقي كرقبة البعير). تداركوا الأمر وتذكروا هول تحريضه للجياع:"أعجب لرجل لم يجد قوت يومه ولم يرفع سيفه". تذكروا اننا بأضعف حال وافقر إرادة ويحيط بنا ويتربص لنا الأعداء.. ليعلو صوتكم فوق أصوات الغوغاء والتكن روح السيد فضل الله و"شجاعته الفاعلة" هي طهر زكاتكم في إنقاذ المذهب والوطن معاً.
سعد نادر
هولندا..19.7.2010





#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –
- كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -
- - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -