أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!















المزيد.....

يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 16:31
المحور: كتابات ساخرة
    


قرأت في احدى صحف البارحة اتهامات وتجريحات على شخص يدعى كريم وحيد..هكذا كتبَ!!. إسم غير معرَّف بمسمى اوعنوان أوكنية. لم أعرف من هو؟ هل هو سيد؟، دكتور؟ مغني؟ سياسي؟. تبادر لي لاول وهلة انها تنندر على احد مطربي النشاز الذين تعج بهم الفضائيات.. وبعد خوضي تفاصيل الخبر، تبين لي انه السيد وزير الكهرباء المهندس كريم وحيد. هل من اللياقة او من ديمقراطية الصحافة ان ينتقد وزير هكذا، "حاف" دون عنوان لمنصب لمهنة؟ أقلها كلمة (السيد) تعبيرا عن كياسة صحفية حتى نتقبله على علاته. لكن الظاهر ان الامر في البصرة والناصرية أخـْرَج حتى الصحفيين عن طورهم وادب المهنة. وهذا بالضرورة يعني، لم يبق للحكومة هيبة بعد ان طفح كيل المواطن والصحافة معا، أثر تردي مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية ناهيك عن الأهم، الأمنية . وها هم اصحاب الكلمة الحرة معتصمون في ساحة الفردوس في بغداد آملين تحريك الوضع السياسي وتململ الساسة المتبسمرين عن كراسيهم لحل معضلة تشكيل الوزارة.
في ازمات النظام السابق. تعودت السلطة أن تعترف بوجود ازمة. منمن تخاف؟ وهي كذلك، لا تنفصها الحجة للبحث عن كبش فداء تعلق عليه الازمة لتخرج منها ناصعة البياض. حينها، لم يكن هناك صحافة حرة كما هي الآن. يغلق الملف مع دفن كبش "اسماعيل المكرود". والمكرود، دائما ما يكون بريئا أو معارضا. لكن! في زمن حرية العصمة الوطنية !. زمن افعل ما تشاء بلا حساب.. يأتيك كما تشاء بلا حساب. هل هناك من يستجريء ان يتفوه أو يتهم وزير التربية مثلا لا بسرقة المال العام بل بالطائفية!!. لقد أعيى حتى مرجعيتنا الحكيمة، بل صاحت الغوث منه مكبرة في صحن الروضة الحيدرية الشريف، دون مجيب لا من حزية ولا من حكومتة. أليست عصمة وطنية "عصماء"؟؟ لمن نشتكي !! وزراء من أحزاب دينية متنفذة متهمون بالسرقة يدافع عنهم نواب الشعب المنتخبين ديمقراطيا باصابعنا البنفسجية. ويبقى راس الشليلة "المكرود" هو الآخر، يرقع للفاسدين ليدافع عن نياته الطيبة متذرعا:"التوافقية السياسية سلبت مني سلطة القرار". أليست عصمة وطنية بامتياز؟؟.
وانا اكتب هذه السطور قرأت خبر استقالة السيد وزير الكهرباء..سابقة شريفة بحق! و بادرة جديدة وخطيرة. هناك ثمة فايروس جديد للحياء دخل ساحتنا السياسية وتمكن من اختراق حصون المنطقة الخضراء وسيهدد الساسة والحكومة في تحسين سمعتها!!. ايها الشرفاءلا تفرحوا!. بعض الساسة سبق لهم أن طعِّموا بمصل امريكي فعال (يحمل جنسيتين) يمنح مناعة ضدّ الحياء.. يا لهول الكارثة.
من منطلق خبر استقالة السيد كبش الفداء . الذي كان، قبل تقديم شرف استقالته المتأخرة، مثل جميع الساسة يغني على ليلاه بلا اكتراث لما يجري في وزارته. خطأه الوحيد انه نسى التلقيح! لكنه شريف لانه يملك حياءً وشجاعة لم نعهدها بغيره. وانا واثق من برائته!. ان الجماهير تريد حجة للانتقام من الذين تناسوا اصواتهم وقتلاهم. لم يكن السيد وحيد وحده مسؤلا عن ازمة الطاقة. لذا، انا لا أشك بان 17 مليار$ قد سرقت، بل صرفت خلال سبع سنوات من تداول سلطة الكهرباء ( من أيهم الى وحيد) لتوصيل صافي انتاج الطاقة الحالي الى 3300 ميكاواط. لبلد يحتاج الى 27 ألف ميكاواط (حسب احصاءات! وهدف الخطة السباعية! لوزارة الكهرباء). بالقسمة والضرب استخرجوا متى نصل الى "الهدف"، بعدها هلهولة لعصمة البعث الجديد!. لكني أوأكد ان الخادم المطيع للشعب السيد وحيد بريء من ازمة الكهرباء!!. لديّ هنا شماعة: كان النظام السابق يرحل كل ازماته الى الخارج، حينما كان الخارج ، ايران والامبريالية فقط. الآن والحمد لله، كل دول الجوار والامة العربية والاسلامية والغرب الكافر لهم مصلحة في ازمة الكهرباء!! بل يرغبون ويتآمرون على انهيار العراق، وتلك حقيقة لا تقبل الشك يساعدهم الفـُسّاد والارهاب.
"يا جماعة والنبي..احنه عدنة" نظام معصوم من الخظأ.. والتحقيق معه (تابو) من المحرمات.. لكن الاصل كما يدعون! نياتهم الطيبة، مدعومة من قوة الآلهة والدستور .. الحكاية تكمن في ثقافة النظام!! لعله ديكارت من قال :" الوضع السائد للثقافة السائدة" والعكس صحيح أيضا.
لذا فالهيجان البصري الشعبي لا يتعلق بالكهرباء. انها ثورة خيبة الامل بثقافة الفساد والسرقة. الشعب ملَّ الوعود والكذب ورؤية النهب وسرقة المال العام وملّ تبريرات الفشل وتكرار الحجج ونفس الشماعة. ان يأسنا وصل بناحد الموت، ما المانع ان يدركنا الموت في الشارع. وهنا مكمن الخطورة!!! .
يقول الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم:
الحكاية..ان البلد مُش مِلكِ ناسْهَ
والخلايئ في البلد مُش مالـْكَ راسْهَ
والبَلدْ أصْـلا بَلدْنا وومُشْ عَليلـَه
البَلدْ علـَّتـْهَ جايه منْ خَرسْهَ..
لكني اشك في حذو! العراق حذو مصر "حذوَ النعلِ بالنعل"، كما يقول المفكر العفيف الاخضر. لقد تجاوز العراقيون علة "الخرس" الى غير رجعة.
ان التنين ذو الرؤوس المتعددة والارادات المختلفة، الذي خـُدِّر وأُوهِم وسرقت منه آمال واحلام سبع سنوات بشعارات الدين والتقوى. ولم يخوفه كل ترويع الارهاب. بلا شك شعب حرّ الارادة وعقدة لسانه ولسان صحافته قد حُلـّت وصار سيفا سليطا يهز عروش الطغاة.. ايها السادة، إصحوا اليوم..لم يفت الأوان بعد ." ربما غداً قد يفوت الأوان "*..لقد صحى المارد من ظلمة قمقمه المسحور بالادعية وروائح بخور الجوامع والحسينيات. احذروا منه. ان في داخله جوع عقود من الحرمان. حاجاته انسانية مشروعة لا تتعدى ، حقه في خدمات ورغد عيش:غذاء سكن مريح، ماء نقي كهرباء و و....... .. ، حذاري منه في هذه المرحلة. سوف لا يرحم . كفى فسادا متحصنا بحجج الارهاب. فهما سيان، الواحد يكمل ويتمم الآخر. يتـّكئان على نفس الشماعة.. هذا يعلق فشله وحججه من جهة، والارهاب يعلق بها جرائمه القذرة التي لا تغتفر . هي ذاتها شماعة الدين وقاعدتها الجهل والفقر الذي يشترى بمال ممولي الارهاب ومال السحت الحرام. هما الوحيدان المستفيدان من دوام الحال على مر السنوات السبع..
المرحلة خطيرة جدا..على كل المرجعيات الحكيمة، السنية والشيعية، الصامتة والناطقة، ان تعي هول المرحلة وحرجها. لتخرج عن صمتها وتضع اصبعها على الجرح. حذاري من الفقر والفقراء، فقد طفح الكيل وسنخسر الوطن.. طالبوا الحكومة بالتحقيق في كل الاحداث بلا استثناء. فالفـُسّاد شركاء الارهاب وتوأمه الروحي.. حاسبوهم، تذكروا مزايداتهم على فقرائنا في حادثة جسر الأئمة. من غير المسار من جسر الحديد الى جسر الأئمة؟ استعراض عضلات راح ضحيته 1000شهيد. وانتهت باستعراض آخر رمزي ساذج لوحدة الوطن! مهزلة: لعبة لكرة القدم في ملعب الشعب، بين فريقي (علي بن ابي طالب "ع") و (عمر ابن الخطاب"ر")!! انه إسفاف حد القرف بارواح ضحايانا الفقراء الابرياء. وتعبر عن ضحالة الثقافة السائدة.. انهم يتلاعبون بارواحنا بكرم واسراف تذكرنا بكلمة صادقة للصحابي الجليل عبد الله بن عمر عند أستشهاد آل بيت الرسول الأطهار في مأساة عاشوراء :"والله لو كانوا من شاة أبيك لكان إسراف منك"...حذاري من بطون جائعة وعيون اثقلها مجرى الدم. لعل ابو الفقراء الامام علي (ع) يذكركم بمصير آكلي مال الفقراء: "أعجب لرجل جائع لا يرفع سيفه".
أيها الرب آزر أصوات أولاد الحلال الفقراء، ولو لمرة واحدة يا إلهي!..



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار
- يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -
- يوميات هولندية- 6 - دون كيخوت وطواحين الدم -
- يوميات هولندية -4 : - حديث في السياسة والنار -
- - هُبَليات -
- - حلم -
- يوميات هولندية 2 (آنزهايمر )
- يوميات هولندية- 1 (إرثٌ وحقيبة )


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!