أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-














المزيد.....

- عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 07:26
المحور: كتابات ساخرة
    


حادثة من زمن الخير..

مشروع قناة الجيش من مشاريع ثورة 14 تموز الحيوية العملاقة التي اقامها الزعيم عبد الكريم قاسم الخالد في ذاكرة الفقراء، ورمزا للنقاء ونزاهة ورأفة وشفاعة وعدالة الحاكم على مدى تاريخ العراق وبالاخص عهود العهر السياسي التي تلته.
كان مشروع قناة الجيش يقسم شرق العاصمة بنهر (قناة) لا يتجاوز عرضه 10 أمتار. يمتد على بعد خمسين مترا من كلا جنبيه، شارعان حديثان من الإسفلت. اختير لهما في حينها، اسمي خليفتي المسلمين، الإمام علي ابن أبي طالب والإمام عمر ابن الخطاب عليهما السلام. تيمنا بلم شمل الامة!!. وكعراقي شكاك، حد هذه اللحظة، أنا لا أدري لماذا منح الشارع الشرقي من المشروع، بإسم "الخليفة علي". والغربي منه باسم "الخليفة عمر" ؟؟، وليس العكس!!.. أظن ان تساءلي الطائفي هذا وليد حاضرنا المبكي. لكن في زمن الخير، لم يجرؤ احد على التساؤل أو إثارته، لما للزعيم من روح وطنية وحب وحضور وحضوه، وعدالة تعدت الطوائف والفكر الطائفي.
شملت الاراضي التي مر بها المشروع، بعضا من أراضي ودور سكنية وزعت لجمعيات الموظفين والكسبة والفقراء. وبعضا منها بيع ب(فلسان) الدنانير قبل إنشاء المشروع بعامين تقريبا. عُوِضت دورهم ومنحوا أرضا اخرى مكانها. كان منها منطقة "بزايز الصليخ – القاهرة الثانية". والتي قسمها القناة الى قسمين. بيوتا تقع مباشرة على شارع الامام علي (ع)، وأخرى تقع على شارع الخليفة عمر (ع). لكني أفسم!! لكم بالمصحف الشريف ان التقسيم كان مجرد مصادفة! لا غير. ولم يكن طائفيا البتة!! ودليلي معي. ان فريقنا الكروي كان يضم ستة لاعبين مسيحيين من أعمدة الفريق، من أصل ست عوائل مسيحية كانت تعيش بوئام وألفة مع عائلة بهائية واحدة ضمتهم جميعا، قرية فيها ستون عائلة مسلمة تائهة! وسطهم. كان سنتهم لا يُميزون بسهولة. كونهم دون "ذيل!!". وشيعتهم كذللك يصعب تميزهم، فكلهم لا يحملون"طرة" أبو "الويو" في جباههم!!. كنا بسطاء لدرجة السخرية!!. يا بؤس حاضرنا المريض!!.
كنا نحن، جماعة شارع علي (باطنياً!)، مغدورون من ناحية المدارس والنقل والمواصلات. فسيارات "ستيشن" ايام زمان، لا تعبر الجسر الذي يبعد مسافة كيلومتر واحد عن بيوتنا. وكذلك كانت هذه ال 10 أمتار (عرض القنا ة) تمثل لنا عائقاً يمنع تواصل عوائلنا في بزايز الشرق مع عوائل بزايز الغرب. كنا طيبون. لم يتهم احد من طرفي القناة، كرم الزعيم السخي بالمحاصصة!! والتفرقة الطائفية والخدمات!!.
. كتبنا في الصحف. وقدمنا عرائض عدة الى أمانة بغداد، مستغيثون بها لإنشاء معبر خدمي صغير للمشاة يربط الجانبين . لا هناك حتى من يسمع شكوانا .
صباح يوم ربيعي من عام 1962 سمعنا، نحن جماعة شارع الامام علي. نداء حب وهلاهل من جانب شقيقنا، شارع الامام عمر : "الزعيم ..الزعيم..!".. هرعنا نحن المظلومون!! دوماً، جماعة شارع الامام علي، ورمينا أنفسنا بملابسنا، وعبرنا سباحة لرؤية ذاك الوجة النوراني المملوء باشراقة خدين حمراوين وابتسامة أمل سوف لن أنساها ما حييت. توقفت سيارة الزعيم لبرهة. لفه حب القلوب الحقيقي غير المواري. لم يكن لجماعة شارع الامام عمر أية مظلومية!!، سوى حبهم للزعيم. لكننا نحن المبتلون بقدر تلك الصدفة!!. نحن المبتلة ملابسنا، والعابرون شط المحبة سباحة كي نراه. كنا نصرخ بصوت واحد مطالبين: "عمو الزعيم، الله يخليك!!.نريد جسر هنانه ".
في زمن بلا فساد، ليس هناك من تأخير. مباشرة، في اليوم التالي لزيارة روح الله الرحمانية. وروح الدين السمحة. ونفحة مذاهب واديان الوطن جمعاء. وسخاء واباء النفس الشجاعة. واشراقة الوطن الساطعة. نعم في اليوم التالي لزيارة"حبيب الملايين" الزعيم عبد الكريم قاسم. نصبت بساعات، كتيبة الهندسة العسكرية، جسرا خشبيا للمشاة، وبدأت بإنشاء معبر للمشاة كونكريتي مع مماشي تربط شارعي الخلافة. ربط بسرعة ودون ضجيج وتسويف، اواصر الصداقة بين طرفي القناة. ناسين مشكلة خلافتنا الازلية.
ما زال معبر المحبة يسمى باسمه "معبر الزعيم". وسيبقى شاهداً يخلد شرف وعفة ونزاهة من له ان يفخر بحق لحمل صفة زعيم وطني حقيقي عادل، ابيض اليد والقلب..
المجد والخلود لزعيمنا الطاهر العفيف عبد الكريم قاسم. وستبقى ذكراه مزهرة في قلوب العراقيين أمد الدهر.



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار
- يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-