أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد سامي نادر - السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!















المزيد.....

السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!


قبل سنوات وفي حفل تخرج لطلبة البصرة أقيم في حديقة بالهواء الطلق. قتل طلاب وسحلت طالبات من شعورهن وضربن باعقاب المسدسات. كانت ذريعة القتلة، موزعي "الفضيلة": "ان غناءهم يخدش الحياء العام البصري". وبالأمس القريب، تسممت الثقافة العراقية ومثقفيها، بتجرعهم قرار منع الغناء والموسيقى والرقص الايقاعي في مهرجان بابل "الدولي..!". واليوم وإضافة لمهزلة مهرجان المربد، وتحت ظل دولة القانون..!، تعود حجافل الجهل وأميّوا الاسلام السياسي، لتمنع البصريين من ترطيب روحهم المكروبة بمشاهد الموت والخراب، من التمتع بمشاهدة سيرك "مونت كارلو" . الحجج والذرائع هي ذاتها: خدش الحياء العام البصري.. يا لنكبة اهلنا..! من يصدق.! أهذا هو حال بصرتنا اليوم.؟؟ إنهم يخافونها. يخافون من رحم ثقافة العراق الولود دوما بجديد الفكر والمعرفة وعلماء النحو واللغة، وادباء الرواية والشعراء ومحدثي النثر والفقه والادب. بصرة الجاحظ والفراهيدي واخوان الصفا وفرق المعتزلة والمتصوفة ورابعة العدوية.
هذه أسوأ حال تعيشها بصرتناعلى مدى تاريخها الزاخر بالتجديد والحداثة. بصرتنا، معين الثقافة العراقية الذي لم ينضب. بصرتنا المتجددة بالسياب وسعدي يوسف ، والبريكان ومحمد خضير. و و و بصرتنا المُحِبة للحياة والرقص والموسيقى. بصرتنا الآن ، ارضاً وروحاً، ملكاً ووقفاً ذرياً لدى شياطين "الوقف الشيعي" المتخلفون. أليس هم من تبنى المسخرة هذه المرة..
لكن العراق، رحم الاساطير و مهد الانبياء هو ذاته رحم مدارس الثورة والتجديد واجتهاد التشيع الزاخر بفقهاء الثورة، من الخوارج الى الاسماعيلية والمعتزلة والأشاعر والمتصوفة وإخوان الصفا. وسيبقى ولودا بالمفكرين المجددين رغم ارهاب الدولة واذرع المتخندقين معها تحت عباءة الدين والطوائف.
****************
السيد أحمد القبانجي أحد هؤلاء المفكرين. باحث اسلامي ورجل دين بعمة شيعية سوداء، وقلبٍ جسور شجاع أبيض. سلاحه، لسان حق لامع كالسيف، لا تثنيه عن قوله لومة لائم. ولا تخيفه جيوش طوائف الجهل وأمية فقهائهم. ولم يسكتـْهُ نعيب غربانها الصاخب المسموم. أفكاره، فلسفية معاصرة مستنيرة ومجددة. تسندها، معرفة وثقافة دينية فقهية ذات رؤية معرفية معاصرة متجددة، تستمد روحها من فهمه الموضوعي لشروح تحليلية عقلانية تمنح النص القرآني قدسيته. وتعيد قراءة أحاديث النبوة لزمانها ومكانها اللائق المقدس. مشذباً ما علق بها من خرافة الاساطير وإضافات مشعوذي الفقه. فمن تأريخ وسمو المعرفة الواسع المتعدد الثقافات، يغرف يستمد السيد القبانجي قوته لمحاجة خصومه، معلنا حربه الشجاعة ضد رجال الدين الجهلة المتمترسين بشرائع الفقهاء المتحجرة التي جعلت من الدين، أداةً للتخلف والجهل والامية. وسلبت من حياة المسلمين روح الدين، الإيمان. لفقر شعوبنا المسلمة، عقلاً وفكراً ومعرفة. وها نحن بفضلهم، بدون حسد..! آخر امة في الركب الانساني والحضاري، بعد ان كنا اسيادها الأوائل.
سبق لي ان كتبت عن السيد القبانجي مقالا حول اعلانه: "دين الاحرار مقابل دين العبيد". ولمستجدات ازمة نكوص الثقافة في عراقنا الجريح المنهوب.
ولما أثار موقفه الشجاع من اعجاب معظم مثقفينا، في تصديه لحرمة الموسيقى والغناء في مهرجان بابل. وكذلك لاستهجانه من موقف الحكومة المتراخي الهزيل إزاء هذه الحرمة "فتوى التحريم".
ففي حوار صريح (*) بخصوص هذا التراجع الثقافي الخطير، قدم السيد القبانجي ملاحظاته وتساؤلات فقهية ودينية متهكمة، رافضة لكل أشكال التحريم، مستنكرا حرمة الفنون كافة، مؤكدا عدم وجود نص قرآني صريح يدعو لحرمة الموسيقى والرقص والغناء. ففي زمن النكوص الثقافي والخواء الفجري والمعرفي الحالي. وفي عراق كاتم الصوت والموت المجاني. يُعد رأي رجل دين شجاع مثل السيد القبانجي، بمثابة فتوى مضادة..! تدحض دينيا وفقهياً، فتاوي العهر السياسي التي حرمت علينا الموسيقى والغناء. إنه حقاً يستحق المساندة، لان ما هو آتٍ، سيكون الأفظع والأسوأ..!.
يؤكد السيد في حواره، ان موقف الدين من الموسيقى، سلبي بشكل عام: " فالثقافة الدينية بشكل عام، حتى ولو لم توجد نصوص صريحة في هذا المجال، هي مخالفة لكل ما من شأنه أن يثير اللذة للإنسان في الدنيا، باعتبار إن هذا يوجب حب الدنيا، وحب الدنيا "رأس كل خطيئة" كما ورد في الحديث الشريف. في النصّ القرآني لم يرد نص على حرمة الغناء والموسيقى".
ومن هنا تكمن اهمية طرح سؤاله المنطقي: إذن، من أين جاء الفقهاء بهذا التحريم؟
للإجابة، يلتفت السيد القبانجي كما عودنا، الى ألد أعداءه التقليديين: "فقهاء الشريعة - وعاظ الخلفاء و السلاطين – تجار الدين المعتاشين على كنف المذاهب والسحت الحرام. فوظيفة الفقهاء (حسب قوله)، تعقيد الدين وشرائع الحياة كي يستمروا بوظائفهم في بث ثقافة الخوف ولاهوت العبودية. ان فقههم الشخصي، يشتغل خارج إطار وجوهر الدين .. وموقف السيد اتجاه أعدائه، لا يحيد. أليس هو المجاهر بكونه أحد ألد أعداء ولاية " الولي الفقيه..! رغم دراسته في قم..!
يسترسل السيد:"..إلا ان الفقهاء حاولوا في الروايات إيجاد ما يتلاءم مع مدرستهم في التشدد على مثل هذه الأمور، فوجدوا في بعض النصوص الحرمة".." والإكثار من التشديد على الناس والمحرمات ورفضهم كل ما يثير في الإنسان حب الدنيا، فمن الطبيعي جداً ان يحرموا الموسيقى والغناء والفنون، لأن ثقافة الفقهاء ثقافة شمولية.."
برأيي الشخصي، ان أخطر ما افرزه الفقهاء من ثقافة شمولية، هو اعتبار ان الاسلام في جوهره، دين سياسي. وبتعبيرهم الشائع: الإسلام دين ودولة.. أي إنه دستور صالح لكل زمان ومكان. وبموجب هذه العقيدة الثابتة التي لا تتغير، أسس الفقهاء لأكثر الأنظمة العقائدية شمولية، ومن ثم أكثرها تعسفا وانغلاقا سوداويا عن الآخر. كان اهم اسلحتها، تكفير وقتل معارضي "دستورهم" هذا. وفي ذات الوقت انتاج مختلف انواع الارهاب والتخويف، واصدار عدد لا يحصى من انواع المحرمات والتخويف والمحاذير. حصيلة تراكم 1400 عام من التفقه والتأويل والتلاعب بشروحات النصوص والسنة حسب مستجدات ومتطلبات المتغيرات الوجودية المتعلقة بالانسان.
يختم السيد القبانجي رأيه عن ثقافة الفقهاء والموسيقى ليؤكد: " فثقافة الفقهاء تتقاطع قطعاً مع ثقافة الموسيقى والفنون جميعاً، لهذا حرم الرسم والنحت، التزيـّن".. وكل انواع الرفاهية والمتع... ."لأنهم يعتقدون أن طلب الدنيا يتقاطع مع طلب الآخرة فكل ما يثير عند الإنسان حب الدنيا يقلل من حب الآخرة وفي ثقافتهم ان الدنيا هي جسر وقنطرة إلى الآخرة....".
" أنهم ثقفوا ولقنوا- الناس- بان الدين يعادي كل ملذة، لاحظ حتى ان الإنسان اذا ضحك يشعر بان الله يمقت الضحك، حتى ان المتدينين عندما يضحكون، وهو موجود في الروايات، يقولون “اللهم لا تمقتني”، متصورين إن الله يحب الحزن والكآبة ""..
لقطة: أين مشايخ الفتاوي من حرمة الضحك..؟ الغريب، انهم لم يلتفتوا لها لحد الآن. ولم يتحفنا احدهم بفتوى تحرم ضحكنا..! يا للكآبة..!
يستدرك السيد القبانجي في ان هذه التحريمات لا تخص الاسلام وحده، فالرهبنة، هي الاخرى تحريماً للزواج..؟ وهي كبت اللذة ومتعة الجنس، واخماد عنصر وجودي انساني وحاجة "فسلجة" غريزية.
كمفكر، يقترح خمسة ابعاد وجودية للانسان يجب على أي "دين" ان لا يستبعدها كي يكون دينا صحيحا..(الفقرة جديرة بالقراءة)
ينتقل حواره الغزير الممتع حول الموسيقى والغناء والرقص وموقف الصوفيه منه. وكذلك عن أهم مراجع الدين من الذين وقفوا بالضد من حرمة الفنون. فالشيخ حسن الترابي من السنة مثلا، يعتبر الرقص والغناء والموسيقى قسم من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية. انه حوار طويل مشوق وممتع تجدوه على الرابط(*)
في ختام حواره، تتجلى جرأة السيد القبانجي، حين يشير بوضوح لموقف الحكومة المخجل من الثقافة بقوله: " أنا اعتقد ان الدولة مقصرة كثيراً في مجال الثقافة والسبب في ذلك انها تريد كسب الأصوات، وكسب الأصوات يعتمد على تجهيل..!!! الناس وبقاء الناس على ثقافتهم التقليدية القديمة. وهؤلاء المسئولون لا يجدون ان من صالحهم تحديث الوعي والوقوف أمام الانحرافات في الفكر السائد لأن ذلك سيجعلهم يخسرون قاعدتهم العريضة".

إنه تحدٍ لمحارب يقاتل بقلب شجاع ، سلاحه الكلمة والرأي الحر. إنه يطرق ابواب دولة تتهاوى، نخر ثقافتها الجهل والتخلف والخرف. إنه تحدي من رجل دين قدير، أظنه يستحق القراءة ..!
(*) http://www.wjdan.org/news.php?action=view&id=51

هولندا- سعد سامي نادر



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟
- بدأت الأوراق الأمريكية الضاغطة بالظهور..!
- السيد علي الاسدي والاستحقاق السياسي..!
- رسالة الى صديق: الثعلب الوديع فلاح حسن
- - السيد علي الدباغ.. حامي هدف الرياضة.؟ أم الطائفية..؟-
- - صمت الحملان و خرس البرلمان -
- قراء ة-2- كرة القدم في الشمس والظل... -
- قراء ة-1- كرة القدم في الشمس والظل -
- السيد القبانجي يعلن: دين الأحرار.. مقابل دين العبيد..!
- الإسلاميون، حلمهم: مربعهم الدامي الاول..!!
- خبر مزعج.. السعودية منعت الفتاوي..!!
- - 2.555 ألف طُز بالوطن.. بالديمقراطية. . بالدستور..!-
- - هَمْ زين ربَّك....!!!-
- مقاربات بائسة بين -النغوله-
- العراق الجديد -3-...الى أين..؟
- العراق الجديد (2) -عربة تدعى الرغبة-..الى أين؟
- العراق الجديد (1) - عربة تدعى الرغبة-.. الى أين؟؟؟
- يوميات هولندية-14 - لاجئ..! ومكابرأيضاً..!-


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد سامي نادر - السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!