أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي رجل عبر القارات















المزيد.....

الي رجل عبر القارات


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


أكره أن أكون شهية للرجال.....
أفضل أن أكون شهية لرجل واحد
أكثر الرجال الذين عرفت .. أغبياء .
لا يجيدون الحوار معي ..
ليسوا على مستوى جنونى
بطيئو الاستيعاب .. ولا يستطيعون اللحاق بحصاني
بعضهم يرتبك ويتلعثم .. وينسق الكلمات في حديثه بتكلـّف
بعضهم يريد امتلاكي كقطعة أثاث
وبعضهم لا يجرؤ على أن يدق الباب
أكثرهم يضع عقله في عقلي
يتصيد لي الأخطاء ...
فاضحك عليه حين ينسي رجولته في انوثتى ..
وبعضهم وزنه ثقيل.. لكنه يخف في ميزاني
لست نداً لأحد قدر ما أنا ند لنفسي ....
معادلة يصعب على الرجال استيعابها ... و أغلبهم في الفهم سواء
..................................
ورجل يحاورني عبر القارات .
يقلبني بين يديه كما يقلب صفحات القصص الخرافية
يغفر كل حماقاتي ببساطة
لا يعاني من عقدة كبرياء الرجولة .
بحنان قسوته يمطرني
وبعض الأمطارقاسية على أراض ٍ تفيض بمختلف الثمار.. ولا قطاف
تهجرني صلابتي أمام موجته الجارفة
فتبدأ ثماري بالتساقط .. و ليس من يجمع

رجل يظهر ليفرض ارادته ، يقول كلمته ، ويحكم علي .. ثم يختفي
وبين الظهور و الاختفاء تتحرك اشياء فيّ ..
تارة يريد أن يشكل من عجينتي قاصة لامعة ...... فاصعد فوق الفضاء
تارة بصوته الهامس يؤنبني : اقرئي ايتها الطالبة الكسول
أقسم له : انني لست كسولاً .. أقرأ باستمرار .. لكنه لا يسمع
صرت منه أخاف
هذا رجل مختلف عن الرجال
طفولتي المدلله تولد من جديد من رحم يديه
وهو لا يضيق ذرعا بطفولتي
انوثتي تنهره حين يتغزل بي
وفي قلبي طرب لغزله وانتشاء
من هنا تبدأ الحكايا
يطيع هو قوانين مملكتي
وليته يخالف .. لأتمتع بالغضب عليه ثم العتاب
وحين يأتي ليعتذر يرقص غروري كله .. و نتصالح
........................
رجل يبدو متماسكاً جدا .. مثل الارض .
يدور في فلك أحزانه .. يعاندني لو أبعدته قليلا عن المسار
يرفض ان يبصر نجوما خارج أفلاكه
يتمسك بالاوراق الصفراء
يقول لي : هذا فن له معني وايحاء
يؤمن بأن بالذبول حياة
و حين يغلق هو الحوار .. ألوذ بالصمت في ترقب
...و يبقي يدور وحده في أفلاكه

من اي كوكب أقبل عليّ هذا الرجل ؟؟
لم أعرف له شكلاً ولا لوناً ....
أتراه عابراً في فضائي كالسحاب ؟؟
انه يهدد سكون مملكتي
عليه ان يرحل ..
يا إلهي ..
أوصد كل الأبواب كي لا يعود
فاذا به يتسلل من تحتها ..
و من ثغرة رفيعة في روحي يتسرب قطرة ً فقطرة ً حولي
.........................
هذا رجل يسافر نحوى على جناح فراشة
اخترت له ، بأحلامي ، حجمه .. الذى أراه .
لكنني نسيت ان أحدد مكانه وعنوانه
فعاقبتني أحلامي على غفلتي ......فجعلته سراباً

رجل يسكن خلف أبعد المحيطات
لم أر له وجهاً يوماً
واذا بوجهه يخرج بكل تفاصيله من صفحة في كتاب
فأحقد على الكتاب وعلى من كتب الكتاب ..
( كالفينو ) * لم يكن دقيقا في وصف الامواج
هذا الرجل كله أمواج في أمواج !!!
أمواجه تهدر بصمت ٍ بعيداً .. وتصطخب هنا حولي و تسبب زلازلَ !
ولم يشر ( كالفينو ) الى أي زلزال !!


رجل يضع دوماً ـ للتخفي ـ طاقية ً
موجود اكثر مما ينبغي
وغائب اكثر مما ينبغي
وبين الوجود والغياب تراقب عيوني شروق اسمه في قائمة البريد
تباً له إن كان اليوم غائباً .. سأبعث اليه برسالة غضب .. سأخلق لها مبرراً
وأهلاً به إنْ كان مقبلاً.. وأهلاً أكبر .. لو أنه خالف التعليمات


يا إلهي .. ماذا أقول له ؟
ها هو اليوم قد جاء !!؟؟
احذري يا عيوني .. هذا بريد الكتروني قد يشى بك ، لمي تلك النجوم وهي تسقط حول اسمه
..........................................
رجل يغيظني جدا بهدوئه ، بقوته ، ببروده ..
يغيظني حد النخاع
لم يضع عقله في عقلي ..انما وجدت لديه احتواءً
يلذ لي ..يطيب لي المذاق
فأموت بغيظي أكثر !!

أتراه لاعباً محترفاً يجيد اللعبة ؟؟
قليل من الرجال من يعرف كيف يكتب على جسد النساء
قليل من الرجال من يعرف كيف يحاور شفاه النساء
وانا امرأة ليست محض جسد وشفاه
انا عالم متكامل لم يعرف وطنا يجمع شتاته ..
عالم متفرد بوجوده ...
بحدوده ، بتضاريسه ، بأنهاره ، بغيومه ، بنجومه ، بطيوره ، بحصانه المكابر ...
تجاوزت ذكرَه الخرائط ُ
ولا يبالي بمن يتجاوزه
...........................................................

ياصديقي القادم عبر القارات
افتح كفك .. ودع سبابتي تطير وتحط هناك
لعل خطوطك تتشابك و خطوطي ...
فيكون لنا اكثرمن نقطة لقاء
ثم احكم قبضة يدك
كي لا تسمح لتلك السارقة اللئيمة ان تنهب
فكم سرقت مني الرياح ؟ّ!

استوعبْ هذياني
استوعبني حين أسألك عن التفاصيل الدقيقة ..
اسم عطرك مثلاً
أوبرجك
أو أغنيتك المفضلة
أتحب ـ مثلي ـ ( بحيرة البجع ) ؟؟ **
دعني كما أنا
لا تحاسبني
ولا تغرس في صدري الأبرَ.. في درس عن مواقع الدول ..
منذ صغري لا احب الجغرافيا
لا تفرض عليّ درساً بالإكراه

إبحثْ لك عن لذة في ضحكتي حين اتناغم مع حديثك
و خذ غرورك في ارتباكي .. وخجلي
خذ قوتك في صمتي وتلعثمي
فانا لم اكتشف ـ بعد ـ كيف تخرج منك النبرة تلو الاخرى
لذا اخترع لك صوتا ونبرة !

ياصديقي .. تفهّم دمعتي حين تكون ثلاثية الأبعاد
وسامحني لو أنني أفرطت كثيرا في البكاء
لن أنغص عليك
لاني قد انفجر ضحكاً
لن اتوقف حتى أنقل اليك العدوى

حاول ان تجمع كل اجزائي المنشطرات والمتنافضات
ولو جاءك ـ يوماً ـ حصاني بفكرة مخبولة
لا تكبح جماحه
اتركه ينطلق في حقولك كالسهم المارق
اجمع الريش انت واصنع له جناحين .
فقط كن هناك !

ارجوك ....لا تبحلق بي وتراقبني كما يفعل باقي الرجال
أكره تلك النظرات
........

اذا خفتُ سألتفت .. لأجدك ورائي
ألم تعدني أن تبقى ورائي ؟؟؟
اذن
اذا تعثرتُ مُدّ يديك وانتشلني من بحيرة احزاني
وان كنتَ تعرف رقصة الفالس فعلّمني
واذا هوى رأسي عند كتفيك كالعصفور .. احرسني و اتركني انام
لعلي احلم بتلك النكهة الأخرى للحياة
لكنني هذه المرة لن أنسى أن احدد مكاناً وعنواناً !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( كالفينو ) كاتب إيطالي معروف .
** ( بحيرة البجع ) سمفونية شهيرة للروسي ( تشايكوفسكي ) .



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة عابرة سبيل
- قصة قصيرة : ساحة ابو الريش
- قصة ساخرة : ساحة ابو الريش
- عقلي يتمدد
- قصة قصيرة : خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: خيمة من الكارتون
- قصة قصيرة: اسمعني لا جدوى
- قصة قصيرة: لعنة متوارثة
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب
- قصة قصيرة: عدالة قبيحة
- قصة قصيرة جدا -:تجربة علمية
- قصة قصيرة جدا: بقايا ريش
- انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة
- ولادة أم جنون ؟!
- قصة قصيرة
- لماذا لا يفعلها الحجر؟
- قصص قصيرة جدا
- كذبة اللحظة المتألقة - قصة قصيرة
- دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة
- العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي رجل عبر القارات