أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الله في القرن الواحد و العشرين














المزيد.....

الله في القرن الواحد و العشرين


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 18:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت سابقا عن مفهوم الدين في القرن الواحد والعشرين وضربت مثلا بالغرب الذي يقود الحضارة الانسانية الآن شئنا آم أبينا .. وهو لم يصل الي هذا التقدم وقيادة الحضارة الا بفضل مفهوم الدين الذي وصل اليه بعد قرون من معاناة فهم الدين كما نفهمه نحن الآن في الشرق التعيس المسمي الشرق الاوسط ..

والدين في الغرب لم يفقد أهميته علي المستوي الفردي أو الجماعي ولكنه تحول خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الي اختيار شخصي ليس فيه فرض لا من الكنيسة أو الدولة أو حتي المجتمع لا في الأعتقاد الديني و لا حتي في ممارسة شعائر الدين نفسه .. وهذا التحول لم يحدث بسهولة ولكنه حدث بعد قرون طويلة من القهر و الاستبداد والحروب الدينية.. و لعل محاكم التفتيش في اسبانيا و باقي دول أوروبا والتي راح ضحيتها الكثير كانت خير مثال .. ولكن أوروبا و من خلال التجربة و فلاسفة التنوير اكتشفت انه مهما أهدرت من دماء فلن يغير شخص أو تغير جماعة عقيدتها الدينية و أن الحل الامثل يكمن في التعايش وفلسفة تقبل الاخر بناء علي اتفاق غير مكتوب في معظم الأحيان وهو دعني أومن بما أشاء لكي أدعك أنت أيضا تؤمن بما تشاء ولنختلف بالكلمة بدلا من السيف .. وهكذا تدريجيا انفصل الدين عن الدولة و السياسة وتحولت العلاقة بين الإنسان والله الي علاقة علي المستوي الفردي دون أن يفقد الدين قيمته كحاجة إنسانية ضرورية . 

ولعل أكثر فلاسفة الغرب الذين كان لهم أكبر الأثر في ذلك هو الفيلسوف الأنجليزي جون لوك وكتابه القيم رسائل في التسامح والذي استقي الدستور الأمريكي منه الكثير من بنوده .. والذي ادعو ان يكون من ضمن مواد الدراسة الاساسية في مدارسنا .. ولكنه حلم اعرف انه بعيد المنال ..
نأتي الي الله .. هل تغير مفهوم البشر له في العالم مثلما تغير مفهومهم للدين .. في رأيي آن مفهوم البشر لله في العالم الآن شرقا و غربا من آسيا الي اوروبا وأمريكا .. بين اتباع الديانات التي نطلق عليها ارضية او بين من نطلق عليها سماوية الا قلة سلفية او اصولية بين اتباع الديانات السماوية .. اصبح او تحول الي مفهوم ممكن ان نطلق عليه مفهوما صوفيا ..
الله اصبح تلك القوة الروحية التي تمثل الخير في الانسان والتي يلجأ اليها وقت الفرح شكرا ووقت الشدة أملا .. وتحولت طقوس العبادة ببساطة الي تعبير عن الشكر و الدعاء ..
وبهذا المفهوم تحول الله الي قوة دافعة للتقدم وليس الي قوة مانعة لهذا التقدم ..
الله في هذا المفهوم يمثل قيم الحب و التسامح والعدل ومساعدة الضعيف والمحتاج ..
ولم يعد ممثلا للقوة والبطش و العنصرية تجاه المخالف في الدين ..
لم يعد له شعبا مختارا ولا أمة يعتبرها خير أمة أخرجت للناس ..
لا يشغل المؤمنين به انفسهم في اثبات وجوده عقلا .. لأنه موجود في القلب .. مع كل احساس خير .. ومع كل دعاء وقت الضعف ..
مع هذا المفهوم .. تحول رجال الدين الي مجرد مرشدين روحيين .. و تحولت المؤسسات الدينية التي تتبني هذا هذا المفهوم الروحي لله الي مؤسسات اجتماعية ترعي الضعيف والمريض والمشرد ..
أتباع هذا المفهوم يفقدون حياتهم في مناطقنا التعيسة المنكوبة بالعنف والتعصب الديني والمذهبي وهم يقدمون مساعدتهم للضعفاء و المحتاجين .. منهم تتكون منظمات مثل اطباء بلا حدود .. ومن اغنياءهم تأتي التبرعات بالمليارات ..
ان أي انسان يقدم يد المساعدة لانسان محتاج هو في الحقيقة مؤمن بالله حتي لو قال عن نفسه ملحدا .. وأي انسان يقتل ويضطهد اخيه الانسان مهما علي صوته مسبحا باسم الله هو في الحقيقة كافرا بما يمثله الله من قيم حقيقية ..
إن فهم المؤمنون الله بهذه الطريقة البسيطة السلسة .. لن يكون هناك اي مبرر ولن تكون هناك حاجة لنقد الأديان .. فمهما كتب العلماء ومهما كتب رجال الدين فلن يمكن نفي او اثبات وجود الله عقلا او علما .. انه مجهود ضائع .. ولكن المجهود الغير ضائع هو الدعوة الي احترام حقوق الانسان .
كل النصوص الدينية بها ما يؤكد هذا الفهم البسيط والخير لله ،، ولكن بسبب الاطماع الدنيوية تم تفعيل نصوص أخري كانت خاصة بزمن وجغرافيا كان السيف والفزو والقوة هي وسيلة البقاء ..
انها دعوة لكل المسلمين .. فلتفهموا الدين ولتعبدوا الله بقيم القرن العشرين أو سيضطر العالم الي فرض الحجر السياسي عليكم ..
فقد انتهي عهد فرض الدين والايمان .. وانتهي عهد استعمال العنف باسم الله ..
قد يفهم الانسان اطماع السياسة وقد يمارسها باسم الانسان ولكن غالبية شعوب الارض ترفض استخدام اسم الله في مثل هذه الممارسات ..
لا توجد مرجعية سياسية في العالم الآن الا مرجعية الانسان .. آما الله فعمله خاص بالقيم الروحية ونشر الخير ..
فلنفصل الدين عن السياسة و العلم عن الله ..
وليكن الله داخلنا قوة خير وحب وتسامح ..
قد أكون حالما أو مخرفا .. ولكنني لن أفقد الأمل .. فالأمل هو هبة من الله ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متي تنتهي منظومة اقتصاد النهب الحر في مصر؟
- متي تنفجر مرارة الشعب المصري‬؟
- نساء غيرن التاريخ .. هلوسات
- انه عصر الهندوس والبوذيين
- تخاريف .. هو بالعافية!!!!
- للرئيس مبارك .. ان كنت صادقا فيما قلته .. فهناك أمل لمصر
- لا يهمني ان كنت تعبد الها او بقرة .. هذه هي العلمانية
- هلوسات سياسية و دينية
- دعوة لأقباط مصر .. فلتكونوا قوة انتخابية ضاغطة ولننقذ جميعا ...
- انتهازية جماعة الاخوان.. وانتهازية الحزب الوطني
- لمحة خاطفة عن ازدواجبة المسلمين
- الطائفية والديمقراطية ضدان لا يجتمعان
- دين من هو المغشوش؟
- رد القرآن علي مقال الدواء المغشوش ..
- أعداء الاسلام الحقيقيون
- مجاهدي الانترنت.. شعبة جديدة من شعب التنظيم السري للاخوان .. ...
- قس غبي وكاتب أغبي
- مسلسل الجماعة
- سؤال لاقباط مصر .. لماذا النساء هن الحلقة الاضعف؟
- رسالة تحذير بمناسبة ثورة 23 يوليو


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الله في القرن الواحد و العشرين