أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - متي تنفجر مرارة الشعب المصري‬؟















المزيد.....

متي تنفجر مرارة الشعب المصري‬؟


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 20:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


‪لقد كتبت مقالا منذ حوالي ستة سنوات عنوانه مرارتنا اتفأعت تعبيرا عن الحال في مصر توقعت فيه انفجار مرارة الشعب المصري وقلت في جزء منه‬

"لا أعرف الجذور اللغوية لكلمة اتفأعت أو لماذا ننطق القاف ألف ولكن هذه الجملة تعبر في وجدان الشعب المصري عن عدم القدرة علي احتمال المزيد مما ينذر بالأنفجار ففعلا الشعب المصري علي وشك أن تتفأع مرارته فالغلاء يعصف بالغلابة والغني يزداد غنا و الفقير يزداد فقرا والفساد يضرب بأطنابه اقتصادنا والشباب يفتقد الرؤية و الأمل في المستقبل.. و رغم ذلك نفس الوجوه كاتمة علي أنفسنا منذ سنين طويلة في الوزارة و مجلس الشعب.. فهناك وزراء انتهي عمرهم الأفتراضي وثبت فشل سياسة وزاراتهم مرارا و تكرارا ورغم ذلك يحتفظون بمناصبهم كأنما مصر قد أصبحت عاقرا أن تنجب غيرهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب فمعظمهم لم يتغيروا منذ سنين والسبب أن الحزب الوطني لا يعرف أن التجديد و التغيير هي سنة الحياة.. وهناك أجيال بالكامل لم تأخذ فرصتها في القيادة ألا القليل منها التي تجيد النفاق أو بالعامية مسح الجوخ.
و فقدنا الأمل في الحصول علي الديمقراطية الحقة لأن الحكومة سمحت لنا بهامش من الحرية تعايرنا به وتذكرنا دائما أنها ممكن أن تحرمنا منه وكأنما الشعب هو مجموعة من البلهاء قد فرض عليهم الحزب الوطني الوصاية.. 
مرارتنا اتفقعت فالوجوه هي الوجوه ومن يحتلوا المقاعد الأمامية لم يتغيروا منذ عقود تجدهم في مؤتمرات الحزب الوطني و مؤتمرات الأصلاح الديمقراطي وهي نفس الوجوه التي تقلبت من حتمية الأصلاح الأشتراكي الي حتمية الأصلاح الرأسمالي وهي تشارك الآن في حتمية الأصلاح الديمقراطي ولكن مع الوضع في الأعتبار خصوصيتنا و بعد حل القضية الفلسطينية و القبض علي أسامة بن لادن و القضاء علي المتطرفين و يا حبذا بعد القضاء علي البلهارسيا والناموس و الهاموش أو استيراد شعب جديد من المريخ لا ينتخب الأسلاميين أن طبقنا الديمقراطية.. حجج تفقع المرارة بصحيح ..
أننا نحتاج فريق من الجراحين المهرة لأستئصال المرارة للشعب المصري قبل أن تتقيح و تنفجر فالمسكنات و المضادات الحيوية أصبحت غير ذات جدوي.. فمرارة الشعب علي وشك أن تتفقع وساعتها لا يمكن توقع النتائج فسنكون جميعا خاسرين حكاما و محكومين".


ولكن وبعد ست سنوات هل تغير شيئ .. هل تغيرت الوجوه .. الوضع يزداد سوءا .. ومرارة الشعب المصري لم تنفجر ولم يأتي فريق الجراحين المهرة لاستئصالها ورغم ذلك لم تنفجر المرارة .. حتي الجراح الوحيد الذي أتي ولا أعرف ان كان ماهرا أم لا ( البرادعي) .. تجاهله الشعب الا قلة ولم تنفجر المرارة ..
ماهي مشكلة هذا الشعب بالضبط ؟ .. يقول ليل نهار أنه أصل الحضارة .. ولكنه يتنكر للأصل الذي يتغني به .. ويتمسك بمن قهره ..
عندما اقرأ كتب التاريخ الاسلامية .. أجد فيها جملة تتكرر كثيرا .. الوضع في مصر هادئ كالعادة .. ستجد في هذا التاريخ اضطرابات وحراك سياسي في كل المنطقة المحيطة به .. بينما مصر خانعة لمن يحكمها .. أيا كان هذا الحاكم .. والدين فيها علي دين حاكمها .. فمصر تتحول من عبادة أمون ألي آتون الي أمون بسهولة بالغة .. ومن المسيحية الي الاسلام .. وتحولت من الاسلام الشيعي ايام الفاطميين الي الاسلام السني بعد صلاح الدين الأيوبي بسهولة ويسر .. والي المذهب الحنفي بعد الغزو العثماني ومنه الي الوهابي بعد الاحتلال الاقتصادي للبيترودولار .. الأزهر نقول عنه انه منارة الاسلام وننسي انه بدأ كمنارة للمذهب الشيعي .. وانتهي كمنارة للمذهب السني .. هو منارة للقابع في قصر السلطة ..

لم أري شعبا يؤله من يغزوه او يحكمه مثلما فعل الشعب المصري .. هكذا فعل مع الاسكندر الاكبر في معبد أمون في سيوة .. وهو نفس مافعله مع عمرو بن العاص الذي قال عن مصر: "أرضها ذهب ونساؤها لعب ورجالها مع من غلب يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا" ورغم ذلك نجد معظم الشعب المصري يدافع عنه ويثور عندما ينقد احدنا عمرو بن العاص ويعتبره غازيا مستعمرا .. نجح في احتلال مصر بسهولة بالغة لأنه لم يجد مقاومة من شعب تعود الا يقاوم اي قوة تغزوه .. حتي ان الدولة الايوبية اضطرت الي استيراد العبيد الي مصر لتحمي نفسها و انتهي الامر الي ان يحكم العبيد ( المماليك) مصر .. ونجد من يتغني بحكمهم في مصر .. تماما مثلما حدث مع محمد علي .. هذا الألباني الذي سمح له الشعب المصري أن يملك ارضه ومن عليها من البشر .. ونجد من يتغني به وبأسرته حتي الآن ..
فليسامحني من يختلف معي في هذا الامر .. ولكنني لم أجد رجلا في مصر آثار فيها الحراك وتمرد علي تراثها الخنوع وانحاز الي الشعب الغلبان رغم كل اخطائه الا جمال عبد الناصر .. اراد ان ينتف شعر دقون الوهابيين اعداء مصر الحقيقيين .. فنتفوه بتمويل حرب 67 و احتلوا مصر ثقافيا و اقتصاديا بعد ذلك فوصلنا الي كل مانعانيه الآن ..

للأسف وبعد ست سنوات من مقالتي .. اكتشفت أن مرارة الشعب المصري لا تنفجر .. وأنه لا يمكن أن يحدث اي تغيير في مصر من القاعدة .. بل لابد أن يحدث هذا التغيير من القمة أو من الخارج .. وانه لو احتلت ايران مصر الآن سيتحول أغلبية الشعب المصري الي المذهب الشيعي في خلال مدة قصيرة علي اعتبار أن الشيعة هم في النهاية مسلمين .. ولو حكمت انجلترا مصر حكما مباشرا كما فعلت فرنسا في الجزائر لكان الشعب المصري كله يتحدث الآن الانجليزية و الكنيسة الانجيلية هي المسيطرة دينيا في مصر ..
لا يمكن ان تتحول مصر الي الديمقراطية الا ان حكمها رئيس يؤمن فعلا بالديمقراطية .. ولن تكون فيها عدالة اجتماعية .. الا ان حكمها رئيس يؤمن فعلا بالعدالة الاجتماعية ..
فمن أين يأتي هذا الحاكم .. لا توجد طريقة جسب معايير الشعب المصري الا بالصدفه او أن يفرض من الخارج .. أما الشعب المصري .. فهو شعب لا يفرض تغييرا .. بل يفرض عليه التغيير من القمة أو من الخارج .. سواء كان هذا التغيير الي الاحسن او الاسوأ .. وهو شعب يستطيع أن يتحول بسهولة يحسد عليها من السيئ الي الجيد أو العكس ..

بعد ست سنوات اكتشفت ان مرارة الشعب المصري لا تنفقع و عصية علي الانفجار ومرارتي انا هي اللي اتفأعت ..
وبعكس المقولة الشهيرة أقول وبعد فترة طوبلة من الحب من غير أمل " لو لم أكن مصريا .. لتمنيت الا أكون مصريا " فأنا أكره الخنوع حتي لو كان يؤدي الي عدم الانهيار التام كما هو الحال مع مصر طوال تاريخها .. والخنوع في مصر و أتمني الا يغضب مني اخوتي من أقباط مصر .. هو تراث قبطي أصيل
سامحوني .. مرارتي اتفأعت



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء غيرن التاريخ .. هلوسات
- انه عصر الهندوس والبوذيين
- تخاريف .. هو بالعافية!!!!
- للرئيس مبارك .. ان كنت صادقا فيما قلته .. فهناك أمل لمصر
- لا يهمني ان كنت تعبد الها او بقرة .. هذه هي العلمانية
- هلوسات سياسية و دينية
- دعوة لأقباط مصر .. فلتكونوا قوة انتخابية ضاغطة ولننقذ جميعا ...
- انتهازية جماعة الاخوان.. وانتهازية الحزب الوطني
- لمحة خاطفة عن ازدواجبة المسلمين
- الطائفية والديمقراطية ضدان لا يجتمعان
- دين من هو المغشوش؟
- رد القرآن علي مقال الدواء المغشوش ..
- أعداء الاسلام الحقيقيون
- مجاهدي الانترنت.. شعبة جديدة من شعب التنظيم السري للاخوان .. ...
- قس غبي وكاتب أغبي
- مسلسل الجماعة
- سؤال لاقباط مصر .. لماذا النساء هن الحلقة الاضعف؟
- رسالة تحذير بمناسبة ثورة 23 يوليو
- كابوس اسمه الاسلام السياسي يجب التخلص منه
- عزرائيل و لعنة المبتدأ و الخبر


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - متي تنفجر مرارة الشعب المصري‬؟