امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 08:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
خلال السنتين القادمتين سيصبح نفوس العراق [ 45 ] مليون نسمة ! ، لا تستغرب عزيزي القاريء ، فلن تحدث طفرة في درجة الخصوبة عند الرجال والنساء ، لكن وبما انه قد تأجلَ التعداد العام للسكان بِهّمة الغيارى والمُخلصين ، وحتى لو لم يتأجل ، فان الأشاوس من القومجيين العرب في الموصل وكركوك وبعضٌ من دُعاة الطورانية ، إقترحوا ان يُلغى حقل " القومية " من إستمارة التعداد العام ، وهنالك إتجاهٌ في وزارة التخطيط والحكومة ان يُوافَق على هذا الإقتراح . فأن كُل مُكَوِن قومي له الحق في ان يقول ان نسبتهُ كذا ويُبالغ كما يشاء . فبعضٌ من التركمان المتحمسين كانوا يقولون في 2004 ان عددهم في العراق يبلغ حوالي الاربعة ملايين ، فمن الطبيعي ان يكونوا في 2011 أربعة ملايين ونصف او خمسة . أما قسمٌ من الكُرد فقالوا ان نفوسهم إذا لم يكن عشرة ملايين ، فليسَ بأقل من ثمانية ملايين ونصف ولن يتنازلوا قيدَ نفرٍ واحد ! . أما الكلدو آشور سريان ، فيقولون " ولهُم كُل الحق في ذلك " ، ان أسمهم الطويل هذا يتكون من ثلاثة أقسام وكُل قسم يستحق ان يكون له كوتا لاتقل عن نصف مليون ، إذن يصبح نفوسهم في العراق مليون ونصف ! . وتبقى الأغلبية الساحقة الماحقة من الشعب العراقي وهم العرب ، ومن الإنصاف ان يكونوا ثلاثين مليون على أقل تقدير ، فطالما كان العراق درع الامة العربية العظيمة وحامي الحُمى من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ! . وهكذا وبهذه الطريقة العراقية الفّذة المُبدعة ، يتزايد نفوس العراق خلال سنةٍ واحدة فقط حوالي الخمسين في المئة وليخسأ الخاسئون !.
يُريد البعض من عرب وتركمان كركوك والموصل ، ( تأجيل ) التعداد العام أو عدم دَرْج حقل القومية في الاستمارات ، لماذا ؟ ينبغي ان يكون هنالك جواب واضح وصريح على هذه اللماذا . في محافظة نينوى ، جرى تهجير الآلاف من الكرد من مركز الموصل ، فما هو السبب في إعتراض قائمة الحدباء وعراقيون على إجراء التعداد وعرقلتهم للتحضيرات الجارية ؟ إستطاع القومجيون العرب في الموصل من كسب " ثلة " من الإيزيديين والشبك وإقناعهم بانهم ليسوا كُرداً ، فهنيئاً لهم ومبروك عليهم ، وليعلموا ما دام هؤلاء لاينفعون بَني جلدتهم ، فليسَ فيهم خيرٌ لأحد آخر ، فلماذا يعترضون على إجراء الاحصاء ؟ العرب والتركمان في كركوك حصلوا على ستة مقاعد من مجموع إثنا عشر ، ومنطقة الحويجة مُغلقة لحدٍما للبعثيين ومُقاومي دولة العراق الاسلامية وعلاقاتاهم ممتازة مع مُجاهدي ديالى والموصل ، فلماذا التخوف من إدراج حقل القومية ؟ هل يُريدون ان يُعيدوا إحتلال كُل الاراضي في مركز كركوك والمناطق المحيطة وتوزيعها على الرِفاق الجُدد من منتسبي العراقية ؟ هُل هُم معجبون ومؤمنون بآية " الأنفال " ويودون تكرارها على الكُرد ؟ وحينها فقط يوافقون على إجراء التعداد العام وإدراج حقل القومية ؟ يجب ان يعرف الشعب العراقي والعالم أجمع ، مَنْ يُعرقل التعداد العام ولماذا .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟