أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - ابو شروق وتداعيات الزمن المنكوب















المزيد.....

ابو شروق وتداعيات الزمن المنكوب


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 17:36
المحور: سيرة ذاتية
    


أبو شروق وتداعيات الزمن المنكوب

تقي الوزان

بعد أكثر من ثلاثين عاما , اخبرني احد الأصدقاء إن " أبو واثق يسأل عنك " . توقفت لحظة لأعيد ترتيب الأسماء في ذاكرتي , وأردف : ان اسمه كان سابقا " أبو حليمة " . انه صديقي بدر الدليمي , ولكنه في ذاكرتي استشهد في التعذيب بعد أن أودع الأمن العامة في الهجمة الدموية على الحزب الشيوعي من قبل السلطة الصدامية عام 1979 . سألته بدهشة عن ملامحه لأتأكد من كونه " أبو حليمة " وليس شخص آخر , وكان هو , وناولني رقم تلفونه , اتصلت به وواعدته في اليوم الثاني . تعرفت على بدر في بداية السبعينات من القرن الماضي , وكان اصغر مجموعة الأصدقاء التي تضمنا " شلة أبو شروق " كما يود البعض تسميتنا .

كنا مجموعة من الأصدقاء الشيوعيين , بيننا الطالب والعامل والمثقف والشاعر ومحاسب البنك , ولا اعرف كيف تبلور تماسكها , وتحول إلى شبه تنظيم , قاسمه المشترك أبو شروق " كريم احمد النعماني " . كنا أشبه بالنادي, أو الجمعية , ولكن بدون مقر ثابت , نلتقي في مطبعة الحزب " دار الرواد " حيث كان ابو شروق المسئول النقابي فيها , او في المقهى الذي تحت مجلة " الثقافة الجديدة " في الباب الشرقي , أو في مقاهي وبارات أبو نؤاس وساحة النصر والكرادة. كنا ننشغل في " شلة أبو شروق " أكثر مما ننشغل في منظماتنا الحزبية في كثير من الأحيان , مثل جمع التبرعات للرفاق الذين شملهم البدل النقدي بدل الخدمة العسكرية , أو مساعدة الرفاق في مشاريعهم الخاصة , مثل مواصلة الدراسة الجامعية , أو الزواج , أو شراء الكتب , وفعاليات فنية تدعم المناسبات الحزبية والوطنية . كنا من مختلف المواقع الحزبية , ولكن مثل أسنان المشط كما يقال في علاقاتنا , وحاول اثنان من أصحاب المواقع المتقدمة ان يستخدما صفتيهما الحزبية في التعالي على الآخرين , إلا أن أبو شروق مال في تصرفاته نحونا , وأعادهم إلى الطريق بعد ان أشعرهم بأنهما سينبذان إن استمرا في سلوكهم هذا . ولا اعرف هل ان رفضه لسلوكهم كان نابع من عدم تكملته الدراسة , وحساسيته من كل ترفع مبني على امتيازات ليست إنسانية , أم انه جبل على هذا النبل . لم اذكر انه انب,أو قدم نصيحة لأحد , إلا أن الجميع كانوا متصافين في وجوده . لا اعرف هل كان " نادي أبو شروق " مهمة حزبية لكريم احمد , أم استجابة لنشاطه الأكثر إيقاعا من إيقاع الحياة العراقية , والذي لم يرتو بالعمل الحزبي والنقابي فقط , ودعمه بهذا التنظيم ألصداقي الاجتماعي , الذي جسّد في التزامه الكثير من نبل الأخلاق , ومدرسة للكثير من المناضلين الحقيقيين الذين شاركوه السير في دروب الحقيقة .

كان أبو شروق قصيرا , ليس مربوعا, ولا نحيفا , وجبهته عريضة , ووجهه دائم الابتسام مما يزيد في وسامته , سريع في مشيته , وفي كلامه , وسريع في إنجاز كل أعماله . كان معروفا لجميع عوائل العمال في بغداد الجديدة والمشتل , رغم ان الضاحيتين جديدتان نسبيا . يقول أبو واثق الذي رافقه في اغلب سنوات عمره , في عام 1965 كان أبو شروق فتا يافعا , يعمل في معمل المنيوم الصفار في بغداد الجديدة , وكان هذا المعمل يعج بالشيوعيين , وأبرزهم القائد النقابي المعروف كَليبان صالح العبّلي . تمكن ابو شروق ان يبني علاقات واسعة مع العمال والشغيلة في الورش والمعامل الحكومية والأهلية في المنطقة , وكانت حصيلة هذه العلاقات والنشاط أن يقود إضراب عام في ثلاثة معامل رئيسية عام 1967 وهي : معمل الشخاط ( علب الكبريت ) الحكومي ثلاث نجمات , ومعمل نسيج الأهرام الأهلي , ومعمل شخاط السيد الأهلي . وبعد فترة قصيرة تسربت معلومات إلى جهاز الأمن عن المحرض الأساس على الإضراب . إلا أن جهاز الأمن لم يتمكن من اعتقاله حيث كان يتمترس وسط العمال الذين هربوه عندما هاجمته مفرزة الأمن , وحصل العمال المضربين على كافة حقوقهم في وقتها .

ويواصل أبو واثق كلامه : بعد فترة قصيرة من نجاح الإضراب , تمكنت مفرزة أمنية من اعتقال أبو شروق , وبعد تحقيق دموي , زاد من حقده, كون أبو شروق في بداية حياته العملية . أودع في سجن بغداد المركزي في باب المعظم , واستمر في السجن حتى تم استلام البعث للسلطة من عبد الرحمن عارف عام 1968 , حيث أطلق سراحه ليعود الى عمله العمالي , ويعاود نشاطه النقابي والسياسي بهمة اكبر , وعزيمة اشد .

في عام 1968, وبعد مطالبات عمالية بإجراء انتخابات لاختيار القادة العماليين , وتأسيس نقابات عمالية نزيهة تستطيع الدفاع عن حقوق العمال , ونزولا عند رغبة العمال, قررت السلطة إجراء هذه الانتخابات . وكانت انتخابات عمال نقابة الميكانيك في معمل سخانات " فاير كنك هلون اخوان " , ونزل الحزب بقائمة يترأسها أبو شروق , ونزل حزب البعث بقائمة يترأسها سيئ الصيت شكري الشيخلي . وقد لعب مرتزقة النظام ووكلاء أمنه , الذين اخذوا يتكاثرون كالذباب , مكيدة للإيقاع بابي شروق , وجلبوا مفرزة من الانظباط العسكري , طوقت المنطقة لإلقاء القبض عليه , بدعوى انه هارب من العسكرية , وكان ابو شروق حذرا باستمرار , فاخبر العمال الذين أخفوه في المنطقة ذاتها , لينسل بعدها ويفلت من قبضتهم . وكان من المفروض ان ينوب عنه وكيله " سعدون " , إلا أن الأخير تحت تأثير التهديد والإغراءات انسحب وبقى صندوق الانتخابات من غير منافس , فأعلن القاضي فوز قائمة البعثيين بالتزكية لعدم وجود منافس .

اخذ البعثيون يشتد عودهم , وقائد عمالي شيوعي شاب وبهذا العنفوان , يفلت من أيديهم وبمساعدة العمال أنفسهم , شئ لا يسمحون به مطلقا . فكثفوا البحث عنه , حتى تم اعتقاله وإيداعه الأمن العامة , ليكون حقل تجارب وتمارس عليه كل وسائل التعذيب التي بحوزتهم , ولعدة اشهر , حتى كاد أن يفقد النطق والسمع . وبعد أن تأكدوا من عدم صلاحيته للعيش في الحياة الإنسانية الطبيعية , القوه حطاما على احد الأرصفة القريبة من الأمن العامة , ليكون درسا لباقي الشيوعيين والعمال الذين تعاونوا معه . انتشله احد الشيوعيين بعد ان عرفه بالكاد , وخضع لفترة علاج طويلة قاربت العام على أيدي أطباء مختصين , ليعود بعدها الى وضعه الطبيعي , ويعود إلى أحضان حزبه , ويواصل عمله النضالي بكل حيوية حتى قيام الجبهة الوطنية عام 1973 .

نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي , كانت من اشد السنوات التي شهدت تمزق الشيوعيين العراقيين , والتي جاءت اثر انشقاق القيادة المركزية , ليصبح الحزب حزبين , وتشهد الساحة على الكثير من الصراعات والاعتقالات فيما بينهما , وكانت الفرصة الذهبية للبعث وجهازه الأمني " حنين " الذي يقوده صدام للإيغال بدماء الشيوعيين , واغتيال الكثير من المناضلين الأشد صلابة سواء داخل الأمن العامة أو في الشوارع, ومن الطرفين , ليجد الشيوعيين أنفسهم محطمين ضعفاء , لأسباب لم تفي بصوابها الحياة . وقد ولدت فترة الصراع هذه الكثير من الترسبات والحساسيات , وكان أبو شروق من الذين تصدوا لمعالجة هذا الشرخ بشكل مبكر , وقد ساعد الكثيرين في تجاوز المحنة, طبعا مع الشيوعيين الحقيقيين , وليس مع الذين وجدوها مبررا لترك النضال, وبشتى الطرق . وتعامل مع زواياها الفكرية والنفسية والتنظيمية , بروحية الشيوعي الذي غارت الخسارة في جرحه عميقا .

في عام 1975 أوفده الحزب إلى موسكو في زمالة للدراسة الحزبية لمدة عام واحد , عاد بعدها , وظل يعمل حتى وقوع الهجمة الفاشية للبعث على الحزب عام 1979 . وأبو شروق من عائلة عمالية مناضلة , قدمت الكثير من التضحيات لقضية شعبهم , ووطنهم , وتمسكهم بأهداف ومبادئ الحزب الشيوعي العراقي . وأخوهم عبد الخالق احمد أول شهيد من هذه العائلة , حيث سقط يوم 9 شباط عام 1963 , عندما حطم الحرس القومي رأسه بأخماس البنادق والمسدسات , واخذوا يهزجون بفرح لأنهم تمكنوا من احد مقاوميهم الحمر .

في عام 1976 اغتيل الأخ الثاني عبد علي , كان نحات على الخشب , وصنع كرسي رئاسة الجمهورية الذي يظهر في الصورة الرسمية لأحمد حسن البكر وتكيته برأسي أسد . اغتيل من قبل عصابات الأمن داخل محله " موبليات بغدادية " في شارع السعدون , وقد مثلوا بجثته بعد الاغتيال , وعبد علي احد نزلاء سجن نكَرة السلمان , وكان يشارك" شلة أبو شروق" في اغلب المناسبات والأعياد .

وشهيدهم الثالث اخوهم الكبير, والنقابي المعروف عبد الرزاق احمد ( ابو ثائر ) – وثائر كان اصغر شهيد للحزب الشيوعي في كردستان في بداية الثمانينات – لقد حاصر الأمن الفاشي أبو ثائر في محله , وهو لصنع الخزانات الكبيرة للسيارات في منطقة الشيخ معروف . انهالوا عليه بالضرب المبرح حتى أغمي عليه , ثم قاموا بسحله أمام أنظار الناس لمسافة طويلة , وكان احد الباعة يدفع بعربته البائسة وقد شاهدهم يسحلون بابي ثائر وهو مغطى بالدماء , فانتفضت كرامته , وفقد أعصابه , بعد أن أدرك ان للتضامن مع هؤلاء الشرفاء قد يكلفه حياته , وخاطبهم : انتم يامن لا تملكون ضمير ولا إنسانية , لماذا تفعلون هكذا باشرف وأنبل إنسان في هذه المنطقة؟! فما كان منهم إلا أن توجهوا إلى هذا الإنسان البسيط وأشبعوه ضربا , ثم قيدوه , والقوه في سيارتهم , ولم يعرف عنه شئ بعدها . وقد روى احد الشيوعيين كان مسجونا معه : ان أبو ثائر تعرض لشتى أنواع التعذيب , وكان صلبا وقويا , ثم أخذت تستنزف طاقته الى ان خر صريعا في التعذيب عام 1981 . وفي نفس الوقت الذي كان يتعرض فيه ابو ثائر للتعذيب , كانت زوجته (صبيحة ) أم ثائر تتعرض للتعذيب أيضا , وقد تم إعدامها بعد فترة قليلة من استشهاد زوجها .

وقد نجا اثنان من الأخوة, بعد ان تمكنا من الفرار خارج العراق , واستقر بهم المطاف في السويد , أولهم عبد الجبار احمد " ابو لطيف " , وبعد وصوله بفترة قصيرة مرض وتوفى . والآخر محمد , الذي اصيب بانهيار نفسي بعد وصوله السويد , وادخله السويديون في مصح نفسي حتى توفي فيه عام 2008 .

ورغم خطورة الوضع بعد الهجمة الدموية عام 1979 , الا ان ابو شروق ظل يعمل في تنظيم الداخل , وقد استمر في تلك الوضعية لسنوات طويلة , حيث تم اعتقاله واعدامه مباشرة عام 1989 .... افترقت مع صديقي بدر بعد ان اتفقنا على موعد قادم , لنواصل الحديث عن تجربة الشهيد ابو شروق وإخوانه الأبطال , وكيف استطاع الاختفاء طيلة العشر سنوات ؟! وهو يحمل الراية الشيوعية , وسط ذلك الظلام الكالح الذي فرضه النظام المشئوم على العراقيين جميعا , ونستعيد الوضع الاجتماعي لعوائل هؤلاء الشهداء الأبطال , وكيفية تفرقهم في المنافي وفي بقاع الأرض المختلفة , وكيف تمكنت زوجة ابو شروق وابنهما نصير من الهروب الى خارج العراق , والاستقرار في السويد , بعد تجربة مضنية جسدت فيها مسيرة آلام المرأة العراقية , لتصل الى السويد حطاما , وتنقطع أخبارها وأخبار نصير بالكامل منذ عدة سنوات . وخال نصير , ذلك الأسمر الوسيم الذي لم يتجاوز السابعة والعشرون من عمره , والذي استشهد أيضا اثر الهجمة عام 1979 , حيث القي القبض عليه , وأودع الأمن العامة , ولم يعرف اثره لحد الآن , وترك زوجة وطفلة لم يعرف مصيريهما أيضا .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية أنصارية
- لكي يكون الواقع هدفنا
- تسمية الاشياء بأسمائها ضرورة لابد منها
- اليسار بين التهويم والنحت في الصخر
- الاحزاب ليست جمعيات استهلاكية
- بين بشتاشان ودموية النظام
- الحزب الشيوعي والهموم النقدية
- الحزب الشيوعي ليس قبيلة ماركسية
- لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات
- بين زمنين
- الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - ابو شروق وتداعيات الزمن المنكوب