أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الوزان - واخيرا سينتهي الفساد














المزيد.....

واخيرا سينتهي الفساد


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 11:53
المحور: كتابات ساخرة
    


نشر موقع " صوت العراق " يوم 20090319 بيان رسمي صادر من مكتب رئيس الوزراء السيد المالكي يقول فيه : " وجود نية اعلان اسبوع مكافحة الفساد ولكن بعد تهيئة مقدمات لاعلانه والقضاء على المفسدين المتبقين في دوائر الدولة " . والذي يسمع الجملة الاخيرة من غير العراقيين وهي " القضاء على المفسدين المتبقين في دوائر الدولة " يعتقد ان جسم الدولة يمتلك على الاقل ثلاثة ارباعه سالماً , والربع الاخير " المفسدين المتبقين " الذين يجب القضاء عليهم لتكتمل سلامة الدولة من آفة العصر وهوالفساد . وحتى الطفل العراقي يعرف العكس تماماً من ان ثلاثة ارباع الدولة ان لم يكن اكثر هي مستنقع للفساد , و" المتبقين " القلة هم الذين يجري استبعادهم , وقلة هذه القلة لايمارسون الفساد تعففاً وخوفا من الله والضمير , واما الباقون من هذه القلة لايمتلكون المسؤولية الادارية التي تمكنهم من ممارسة الفساد , لذلك ينظرون بعين الحسد لمن يمتلك هذه المسؤولية . والخوف من هذا الاعلان ان يقصد ب "القضاء على المفسدين" جماعة قلة القلة لانهم الشواذ , وهذه تستوجب المعالجة الجادة التي بدونها لن تتوحد سياقات عمل دولتنا العتيدة .

" قلة القلة " ستحمد الله وتشكره لان الموضوع لايزال ب" وجود نية " كما يوضح بداية الاعلان , وهذا تعتبره انذار مبكر لاعادة النظر بوسائل عملها المخالفة لطرق عمل المؤسسات العراقية , والذي يزيد الاطمئنان اكثر هو تحديد اسبوع واحد فقط للقضاء على الفساد , وهو اشبه بالاعلانات التي كانت تروج لشراء كتب تعلم اللغة الانكَليزية بدون معلم . الا ان مايزيد الاعتقاد من ان البيان ليس اكثر من مبخرة تدعي طرد الارواح الشريرة هي هذه اللاكن " لكن بعد تهيئة مقدمات لاعلانه " .

الاخوة الذين اصدروا البيان يعرفون جيداً ان من بين هذه المقدمات يتطلب تثبيت الامن وتعميقه , وهذا بدوره يتطلب تنازلات مؤلمة لايجاد صيغة على ما اكدت عليه اغلب الاطراف العراقية : من عدم محاسبة البعثيين الذين لم تتلوث اياديهم بدماء العراقيين . وكيف يفرق بين كاتب تقرير وبين قاتل آخر ارتكب جريمته على دلالة ذلك التقرير ؟! والقضاء على الفساد يستوجب اعادة الحياة للدورة الاقتصادية , وان لايبقى العراق مثل كمب للاجئين يرتزق فيه العراقيون من عائدات النفط فقط . فلا حرص على النقودالتي يحصل عليها العراقي بهذه الطريقة , ومن السهولة عليه ان يعطيها رشوة مقابل شغلةاخرى يرتزق منها اكثر , فقد اصبح الفساد احد مكونات الثقافة الشعبية . القضاء على الفساد يستدعي القضاء على المحاصصة الطائفية والقومية , وهذا يستدعي الغاء التحاصص الذي اقر لمدة دورتين انتخابيتين , وهذا يعني استمرار الفساد بقرار رسمي لاربع سنوات اخرى بعد انتهاء هذه الدورة بنهاية العام الحالي .

اشاعة الفساد ليس متعلق بالجانب الوطني فقط , ففي جزء منه ينتشر كالسرطان في مختلف دول العالم , وحتى الدول الاكثر شفافية ونزاهة مثل الدول الاسكندنافية باتت تتشكى من ظواهر للفساد , والذي يلازم سيطرة العولمة الرأسمالية , وما تحويه بين تعاملاتها من تسويق لمضاربات لاعلاقة لها بقيمة السلعة ولابضرورات حاجاتها الانسانية بقدر ما هو تحقيق اعلى الربحية الممكنة .

القضاء على الفساد يتطلب خطة وطنية شاملة تتظافر فيها جهود كل المؤسسات الحكومية , واولها تحريرالقضاء والنزاهة والمستقلة للانتخابات من المحاصصة , ويتبعها المؤسسات التربوية والعلمية والاعلامية , وتوضع الخطط المركزية على مديات مختلفة , يتم الانتقال من المعالجات السريعة الى اعادة بناء الانسان العراقي وفق دراسات متخصصة, وتجعل من التعليم الابتدائي اساسا يعول عليه لتحجيم هذه الظاهرة .

ولنفترض ان كل مهمة من هذه المهام الوطنية سيتمكن الاخوة في مكتب السيد المالكي من انجازها في يوم واحد , الاان قلقنا المشروع عليهم هو : قد , لايتمكنوا من اجبار الرأسمالية من الكف عن انتاج وسائل تفريخ الفساد في العالم , وعندها سيحرجون بعد اتمام الاسبوع المحدد لانهاء الفساد .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص
- ذكريات لها رائحة الورد
- تهويمات تحققت بعد عشرين عاماً
- المرجعية الوحيدة القادرة على إنقاذ العراق
- العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين
- الأستحقاقات المبيتة للفشل
- خطوة جيدة في كل الأحوال
- الدوران في الفشل
- إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم
- ألصكوك بلا رصيد


المزيد.....




- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الوزان - واخيرا سينتهي الفساد