أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية














المزيد.....

9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقول العراقيون " العافية درجات " , والتحرر من الخوف والرعب بعد ان سقط النظام الصدامي يأتي بدرجات. وفي يوم 9 نيسان 2003 كان الكل مندهش ومرتبك ويراقب , ولااحد من العراقيين يعرف : هل ان النظام الصدامي المرعب سيصمد ؟ ام ستكون هذه النهاية ؟ كان البعثيون يتجولون باسلحتهم ومفارزهم في اغلب مدن العراق , بمافيها المدن التي سقطت بطريق اندفاع الجيش الامريكي , الا ان قبضتهم تراخت , وسيطر الذعر عليهم , واخذوا يتوددون للجماهير المكتوية بنارهم . كان للخوف المتراكم في نفوس العراقيين ولعدة اجيال الاساس الذي جعل الترقب والانتظار سيد الموقف , للتأكد من نهاية النظام , وهذا هو السبب الذي كان المانع الرئيسي من ان يتعرض البعثيون الى مجزرة تقلع آخر جذورهم . كان شبح فشل انتفاضة عام 1991 هو الذي سيطر على ذاكرة العراقيين , واثار كل هذا الخوف من الانتقام الدموي الرهيب اذ تكرر الفشل مرة اخرى .

لم تكن هنك فضائيات تلفزيونية , ولم يكن ( الستلايت) موجودا عند العراقيين ليطمئنوا من عملية اقتلاع النظام الصدامي والى الابد , بعكس الذين في الخارج ويتابعون الحدث دقيقة بدقيقة . كم ذرف العراقيون الحقيقيون من الدموع وهم يشاهدون ابو تحسين وهو يتلو البيان الاول , ويحدد السبب الحقيقي للمأساة . كان سماع رنين اصطدام نعله بصورة صدام يسمو بنفوس العراقيين الى ذرى لاتستطيع ارقى السفونيات من ايصالهم اليها . ابو تحسين وصوته المتهدج كثف عمق المأساة , وكثف الاصرار المتحفز للنهوض من جديد . في تلك اللحظة الفاصلة , في تلك اللحظة الخالدة , تفجر الامل , وطار بالعراقيين الى سهول خضراء وينابع كثيرة , وفي اليوم الثاني عرف الجميع ان ابا تحسين شيوعياً , فازدادت الثقة بخصب الارض العراقية , والثمر الذي تذوقوه من هذه الشجرة المعمرة , كان اكسير الحياة في الوطن الجريح على مر السنوات . ولكن فات الشيوعيين بعد ان شعروا بالفخر بالتاريخ المجيد وشرف الانتماء – وهذا حقهم – ان ابا تحسين كان لوحده يلقي بيانه امام الكاميرات , والجموع خلفه هرعت الى الفرهود .

استرجعت هذه الصورة بعد ان قرأت لبعض الاخوة الشيوعيين وهم يلومون حزبهم وقيادته لانه تراجع , ولم يأتي بالنتائج المرجوة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة , وفاتهم ان الفوز في الانتخابات لايأتي عن طريق التاريخ العريق , ولابطول فترة النضال , ولا بكثرة الشهداء والتضحيات الجسام , ولا بوضوح البرامج والاهداف , والحزب مغيب لاكثر من ثلاثين عاما , واكثر من نصف العراقيين ممن ولدوا في هذه العقود لايعرفون اسم الحزب الشيوعي . ولاشك ان الحريصين ابدو ملاحظات جادة تعالج الكثير من نواقص العمل الحزبي , الا ان احدا لم يتطرق الى الضعف الاهم الذي لازم اعادة بناء الشبكة التنظيمية في مختلف انحاء العراق , وما رافق هذه الاعادة من اشكالات قد يكون اقلها آلام الاستلاب وعقده الذي تركته مرحلة البعث الطويلة , وما احدثته من حساسيات وهشاشة فكرية لايمكن تجاوز آثارها السلبية بذات السهولة التي مارست فيها باقي الاحزاب العراقية عملها السياسي , وادعت ان منتسبيها من وكلاء الامن ومن البعثيين هم فوق الشبهات . والمتفحص سيجد حجم الدمار الحقيقي الذي لحق بالحزب , وانها مشكلة حقيقية لايمكن تجاوزها بالتنظيمات الحالية , والبحث عن وسائل غير تقليدية ضرورة لابد منها .

ولكي تكون تقديراتنا قريبة من الواقع يجب ان ندرك ماذا يعني ( الحفر في الصخر ) , ليعاد التنظيم المتين في مثل هذا الخراب الذي تعرض له المجتمع العراقي برمته . وحتى لانبقى محلقين في الفضاء , فرغم كل النواقص التي رافقت العملية الانتخابية الاخيرة , وسلبت منا – وليكن نصف اصواتنا – فسيبقى حزبنا ضعيف عددياً بين باقي الاحزاب الكبيرة في هذه المرحلة الانتقالية بالذات .

ولكي لاتغيب عنا بوصلة اللحظة التاريخية لابو تحسين , فقد كان وحده يتلو بيانه , وكان وحده يرفع رايته , كان وحده يتقدم من الكاميرا التي نقلت صورته لكل المعمورة , وعبرت عن الجوهر الحقيقي للعراقيين , وحفظت ماء وجههم من صور الجماهير التي عاكسته المسير وذهبت الى الفرهود . ومن يريد المحافظة على الجوهر عليه ان لايترك للخسارات ان تتشابك وتمنع عليه النمو بالضوء الواضح الذي لايخلق السراب .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص
- ذكريات لها رائحة الورد
- تهويمات تحققت بعد عشرين عاماً
- المرجعية الوحيدة القادرة على إنقاذ العراق
- العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين
- الأستحقاقات المبيتة للفشل
- خطوة جيدة في كل الأحوال
- الدوران في الفشل
- إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم
- ألصكوك بلا رصيد
- بين المأزق والمشاريع السياسية


المزيد.....




- انفجارات قوية في مطار بورتسودان إثر استهداف مسيرات جديد لخزا ...
- فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية ... فما هي المؤهلات المطل ...
- بن زايد يقلّد رئيسة تنزانيا وسام -أم الإمارات-
- قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا يحصد ستة قتلى في سومي وكورسك ...
- واشنطن تجمد رسميا المنح البحثية لهارفارد حتى تلتزم الجامعة ب ...
- قوات الدعم السريع تقصف مستودعات الوقود ومطار بورتسودان
- اختراق تطبيق استخدمه مستشار الأمن القومي السابق لترامب.. وال ...
- كيف أظهر صاروخ مطار بن غوريون محدودية جهود أمريكا لإضعاف الح ...
- ماذا تعني عسكرة الذكاء الاصطناعي؟
- علماء: جروح البشر تلتئم ببطء مقارنة بالثدييات الأخرى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية