أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - احداث من الزمن المنكوب















المزيد.....

احداث من الزمن المنكوب


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 07:31
المحور: سيرة ذاتية
    



لم اعد اتذكر متى تعرفت عليه بالضبط , الشئ المتأكد منه انه صديقي ويندر ان يمر يوم دون ان التقي به , يصغرني بثلاث سنوات وطوله يزيد على المئة والثمانين سنتمتراً ووزنه يزيد على المئة كيلوغرام , صدره عريض وهيكله اشبه بلاعب الحديد , ورغم ضخامته الا ان حركته خفيفة وانشط من مَن في ربع وزنه. سألني وهو متأكد باني لن اعود لموقع العمل : هو يعرف ظروفك وما اعتقد راح يخبر اخوه . اجبته : شوف نوري آني ما انتظر يطلع اعتقادك صح لو خطأ , ما ارجع مرّة ثانية للموقع , افتهمت ؟ لولا ؟! نوري : ما معقولة اطلّع عامل آخر بأجور يوم كامل على ساعتين شغل , باجر آني أكمل الحفر .

نوري خريج ثانوية الصناعة , ويعمل مقاول ثانوي في تأسيس الكهربائيات , ويميل لاخذ المقاولات البعيدة عن مراكز التجمع مراعات لرغبتي , اصبحت لااستطيع من تنظيم وضعي بدون العمل معه . كنت اعمل على حفر ساقية بعمق عشرة سنتمترات داخل مساحة كونكريتية يبلغ طولها الثلاثين متراً في مؤسسة حكومية مقابل المجمع العلمي العراقي في الوزيرية . الدريل الكهربائي الضخم يكاد ان يشق طبلة اذني بصوته , يهزني بشدة , ويثير الغبار كثيفاًعلي . ولكني تفاجأت برؤيته وهو على بعد مترين مني , اطفأت الدريل , صافحته , وبالكاد عرفني , ولو تريثت ثانية واحدة لما حدث هذا الاحتكاك . المقاول الاصلي راسم , جاء ليرى ما انجزه نوري من العمل . اكملت مع راسم المدرسة سوية لغاية الاعدادية , هو ذهب الى الهندسة , وانا الى اكاديمية الفنون الجميلة . لقد ابدى استعداده لمساعدتي وقلقه علي , الا اني طمأنته بأني سأخرج من العراق قريباً . كان معه اخيه الكبير , وهو ريفي بسيط , وقد لفت انتباهه حرارة اهتمام اخيه المقاول بعامل , كان عليه ان يعامله بتجاهل لاان ينفرد بالحديث معه . شبه عليّ , حاول معرفتي , لم اعطه اي مجال ينفذ من خلاله , وهو سبب تخوفي وتركي العمل مباشرة بعد تحية راسم الحارة وذهابهم . ورغم حرارة تحية راسم , الاانه رحمه الله - توفى بعد سنوات – لم يعط نوري بعد ذلك اي عمل .

منذ قيام الجبهة الوطنية عام 1973 كنا نلتقي بشكل مستمر في مكتب الاخوين شاكر وشكر للمقاولات الكهربائية , وهو المكان الذي التقيت فيه بنوري . كان المكتب في عكَد النصارى المحاذي لسوق الشورجة في المسافة المحصورة بين شارع الرشيد وشارع الجمهورية , وهو سوق اصبح متخصص بالمواد الكهربائية . كان من رواد المكتب المرحوم ابو زمان ( عبد الصاحب الحميري ) مرشح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي , ومدير مكتب المرحوم ايضاًالوزير الشيوعي عامر عبدالله . الا ان وظيفة مدير مكتب وزير لم تشفع له عند بدء الحملة على الشيوعيين عام 1979 , وسيق من مكتب الوزيرالى الامن العامة ليواجه مختلف صنوف التعذيب وهو في الستين من عمره . بعد اطلاق سراحه كلفت بالالتقاء به . وفي اللقاء الذي لم يتجاوز العشرة دقائق عرفت ما تركه التعذيب من آثار دموية في جسده , واخبرني بتمكنه من معرفة الكادر المتعاون مع الامن في المنطقة الوسطى , وطلب ان اوصل المعلومة في نفس اليوم لخطورة الموقف .

العراقيون يعرفون جيداً الاساليب المتنوعة التي استخدمها جلاوزة البعث للايقاع بأي انسان شريف ومستقيم, واخسها ارسال الفتيات الجميلات اللواتي بعمر الورود , والمدربات على الاغواء بشكل جيد , لغزل شرنقة الايقاع بمن يراد لهم السقوط في الحضن الفاشي للبعث . اثنان من كوادر المنطقة الوسطى سقطا في الفخ , العازب تمكن من الهرب , والمتزوج القي القبض عليه . ولا يعرف لحد الآن هل بسبب تهديده بالفضيحة , ام خوفه من التعذيب , او احساسه بانغلاق الدائرة عليه , ام كلها مجتمعة اجبرته على التعاون معهم وحاله حال بعض الانهيارات الاخرى .

سيق نوري الى خدمة الاحتياط في السنة الثانية للحرب مع ايران , وفي معسكر الرشيد تم قبوله كسائق في وحدة اسعافات جديدة شكلت من السيارات القديمة الخاصة بالحرس الجمهوري بعد استبدالها بسيارات احدث . كانت وحدته في الانذار , والاعصاب متوترة , عليهم الذهاب الى مناطق الهجوم لجلب المصابين , وفي اغلب الاحيان وسط سقوط القنابل وغارات الطائرات , قتل بعض السائقين وهم خلف مقود اسعافاتهم , والهجوم المتوقع هذه المرّة من الشوش ايضاً , والتي اخذ العراقيون يتطيرون من اسمها نتيجة الخسائر الفادحة في الهجوم الاخير . كان حريصاً على سلامة سيارته , وفي وقت الاستراحة تمدد تحتها لفحص بعض اجزائها وادامتها . شعر بحذاء يضرب اسفل ساقه , استدار برقبته , ومن لون الحذاء ولمعته عرفه ضابط , رفسة اخرى وسمع صوته : لك قندرة ماداتحس ؟! سحب نفسه من تحت الاسعاف , ووقف بالاستعداد بعد اخذ التحية لآمر فصيله الشاب الذي تجاوز العشرين بسنة اوسنتين فقط : نعم سيدي . اريد اروح للأعظمية , قالها الضابط بلهجة آمرة وهو ينظر باشمئزاز الى الحصيرة القذرة التي كان يتمدد عليها نوري . سيدي ما اكَدر , السيارة لازم اتكون جاهزة , ما تشوفني اشتغل بيها ؟ موجودة سيارات هواية واخذ واحد غيري . اشتد غضب الضابط ودفع كتف نوري بالعصا التي يحملها : مطي تعلمني ألمن آخذ ؟! فقد نوري اعصابه وسحب الضابط من العصا وفاجئه بلكمة جبارة وسط وجهه اسقطته ارضاً , وهرب نوري بالاسعاف .

بعد اسبوعين من هذه الحادثة , جاء معاون مدير الامور الطبية في وزارة الدفاع الى كراج الحاج محمد في مدينة الشعلة لتصليح سيارته . وتعوّد ان يمضي بعض الوقت – خاصة اذ كان وقت التصليح قصير – مع الحاج محمد في تذكر بعض الاحداث حيث كانت تربطهم صداقة قديمة . بعد ان استقر المعاون في احد الكراسي, اخبره الحاج محمد بأنه حاول الاتصال به عدة مرات ولم يتمكن , وشرح له حادثة ابن اخته نوري مع آمر فصيله , ورجاه ان ينقذ ابن اخته من الاعدام بسبب الهروب الذي تجاوز الثلاثة ايام , وضربه الآمر , واخذ الاسعاف . تعجب المعاون من ان يكون الذي يبحثون عنه ابن اخت الحجي , فسأل عنه وعن الاسعاف . اخذه الحجي الى احدى فتحات الكراج وأراه الاسعاف بعد ان أزاح بعض الحاجيات والواح خشب المعاكس التي تحجبها , وصاح على نوري الذي بدء بتصليح سيارة المعاون . ولشدة اعجاب المعاون بجرءة نوري وضخامته , اتخذ منه مرافقاً شخصياً , بعد ان ساوى القضية مع الضابط الشاب الذي انكسر له سنان والغى امر القاء القبض على نوري واوليات الدعوى كلها .

وضعية نوري الجديدة فتحت امكانية كبيرة لامدادي بنماذج الاجازات الدورية للعسكريين , والتي اخذت تطبع كل شهر بلون جديد مما زاد في صعوبة الحصول عليها , ووصل سعرها الى الثلاثين ديناراً يوم كان الدينار اكثر من ثلاثة دولارات . في البداية خلق البعث وضعية اجبرت البعض ان يتهربوا منا , ومن ثم بات اكثرهم يهربون خوفاً من ان يتهموا بتعاونهم مع الشيوعيين , واصبحنا الموضوع الوحيد الذي يدور حوله الحدث , وفي الانتقام الدموي للسلطة لكل من يتعاون معنا . فكيف يمكن استيعاب ان الناس باتوا مشغولين بالحرب ومآسيها ويكاد ان ينسونا بالكامل وبهذه الفترة القصيرة , كيف يمكن ان تنقل هذه الصورة الى اناس ضحوا بكل شئ وتحملوا قسوة حياة الانصار وهم يعتقدون انهم لايزالوا في قلب وضمير هذا الشعب المنكوب , بل يعتقد الكثير منهم انهم نتيجة مآسي الحرب اصبحوا اكثر اهمية . كنت اسائل نفسي : اليس من القسوة ان اواجههم بهذه الحقيقة المرّة عندما اعود اليهم , وكم من مزايد سيتهمني باني احاول ان احبط المعنويات , هذه هي المشكلة التي لن يدركوها بسهولة .

رؤية الموت اهون عليّ الف مرّة من ان ارى ما فعله البعث من دمار وهو يسألني : ما الذي يمنعه من ان يسجل بعثياً , وماذا يضرك انت ؟! ارتبكت , واحاول اختيار الكلمات التي لاتثير عنده اية ضغينة , ورغم معرفته بكرهي للبعث الا انني يجب ان اكون محايداً في كلامي . لم يكن اكثر من صديق للحزب , ورغم اعتبار ان ابرز مقياس لنجاح الرفيق في العمل الحزبي هوكسب الآخرين للتنظيم الا انني لم افكر بضمه للتنظيم طيلة سنوات علاقتي به . كانت لهجته قاطعة , واضاف : لازم اسجل والا ما استمر مرافق لمعاون الامور الطبية . لم اتمكن من ان انطق اية كلمة بهذا الاتجاه , فقد كنت مرتبكاً بمنطقية ما يقوله . سألني بالحاح : شنو المانع ؟ ولما لم اجبه اضاف : اخاف تعتقد آني هم راح اتلوث ؟ لانوري , اجبته بشكل قاطع , ثقتي بيك اكبر من اي شئ , واضفت بتعثر : أني ما اكَدر اكَلك .. قاطعني : اعرف , واريد منك ان تعرف هذي ماتشكل اي قيمة عندي, كلما هناك واحد يستفيد .

لااحد يستطيع في تلك الظروف ان يتوقع ما يكون عليه وضع كل واحد منا , ورغم خوفنا الا اننا نحاول ان نكون اكثر قوة واهمية مما هو عليه واقعنا المطوق . واخس ما فعله البعث هو النسف الكامل لكل ما يتعلق بالشخص الذي لايتعاون معهم , او يتعهد بعدم التعاون مع اي حزب آخر , ولاتوجد كوابح للعربة الجهنمية التي يقودونها . كنت عائداً لتوي من كردستان عندما اخبرني نوري بأن "مكتب الاخوان " تم كبسه نتيجة وشاية حارس البناية وابنه اللذين كانا وكيلي امن . وقد يكون نوري على خطأ , لأن المكتب استمر اكثر من المتوقع ملتقى لبعض الرفاق , او ربما الامن اطلق هذا الاتهام على الحارس وابنه للتمويه والتغطية على المتعاونين معهم . القي القبض على الرفيق صباح جمعة وكان عامل اللاينو في مطبعة الرواد التي تصدر مطبوعات الحزب الشيوعي , وعمل في ادارة المكتب بعد ان ذهب شاكر الى خدمة الاحتياط , واخيه شكر كان قد ترك العراق في الهجمة على الحزب عام 1979 . وكان مع صباح الممثل المسرحي الرفيق دريد ابراهيم الذي كان يعمل معنا عند نوري . بعدها عرفنا بتصفية الشهيدين صباح ودريد , والقاء القبض على شاكر ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وسجنه سبع سنوات .

بعد ثلاثة عشر عاماً كنت جالساً مع اصدقائي في احدى نوادي دمشق . بعد تفرقنا , وفي طريقنا الى البيت الذي نسكنه مع مجموعة رفاق اخبرني الرفيق ابو حيدر احد مسؤولي المنطقة الوسطى للحزب: ان صديقنا هو الذي حذرنا منه المرحوم ابو زمان , وحاول اكثر من مرّة الايقاع بابو حيدر قبل تحذير ابو زمان , وبطريقة غبية تدلل على حماقة من ارسلوه رغم امتلاكهم كل هذه الخبرة الامنية . فقد اوصل لابو حيدر رسالة ( مركزية) تؤكد عليه الالتقاء ب(الرفاق) البعثيين في المحافظة لمناقشة عودة العمل الجبهوي هناك . الرفيق ابو حيدرالوحيد الذي سلم من محلية واسط والمسؤول عن ترتيب شؤون المختفين وجد في هذه الرسالة بالذات ما يضع علامة الاستفهام عليه . كان رد فعلي مشحوناً بالمرارة , واخبرته : بأني لو عرفت هذا لما لبيت دعوته وجلست معه . اجابني ابو حير: ارجو ان لايكون رد فعلك حاقداً , او الانتقام من حالة الضعف التي مر بها , فليس كل ضعف خيانة , الفرق بين الاثنين كبير , وعندما يكون الاضرار هدفاً وبأصرار تلك هي الخيانة .
[email protected]



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص
- ذكريات لها رائحة الورد
- تهويمات تحققت بعد عشرين عاماً
- المرجعية الوحيدة القادرة على إنقاذ العراق
- العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين
- الأستحقاقات المبيتة للفشل
- خطوة جيدة في كل الأحوال
- الدوران في الفشل
- إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم
- ألصكوك بلا رصيد
- بين المأزق والمشاريع السياسية
- زوبعة علاوي ومكامن الخطر على وحدة العراق
- الرباعية العراقية وأمل الخروج من المأزق
- تآكل المشروع الوطني وضع العراقيين بين النارين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تقي الوزان - احداث من الزمن المنكوب