أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين














المزيد.....

العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تردد السؤال كثيراً , ولفترة زمنية ليست بالقصيرة : لماذا موقف الامريكان غير واضح , ومتماهل , في حسم الكثير من القضايا في العراق ؟! وأهمها مسألة الأمن التي تكلفهم خسائر في الارواح , يجري حسابها في القنوات التلفزيونية الفضائية منذ بداية الحرب ولحد الآن , لغرض الايحاء بضخامتها , وهي لاتتجاوز في حقيقتها نسبة واحد على عشرة من حوادث المرور والدهس في بلداننا . ولماذا أستمرت دولة بهذه الأمكانيات ومعها العالم الغربي بالسكوت , وفي بعض الأحيان الترجي وارسال الوساطات لأقناع النظام الايراني والسوري بالكف عن "ايذاء" قوات الاحتلال الامريكي , والتوقف عن ارسال الفدائيين العرب ودعم المليشيات السنية والشيعية . وهي – الادارة الامريكية – المعروفة بعنجهيتها , وعدم تحملها ل" تحرشات" اقل من هذا بكثير , وقرصنتها لبعض دول الكاريبي خير مثال .

ان الموضوع النووي الايراني ليس كافياً لوحده كمبرر لشن حرب ضد ايران , لشرعية ايران بأمتلاكها القوة النووية لأغراض سلمية اولاً , وثانياً التعامل مع هذه القضية يجري مع المنظمة الدولية للطاقة النووية , صاحبة الحق الوحيدة في مراقبة الآخرين , ولم يجري الحسم , او التأكد من توجه ايران لأمتلاك السلاح النووي . ولهذا الحد فأن ايران هي صاحبة الحق القانوني , رغم كل التصريحات العنترية للرئيس الايراني احمدي نجاد .
ان الامريكان لم يعد بأمكانهم تلفيق المبررات كما حدث بالحرب على العراق , عندما وقف كولن باول وزير الخارجية الامريكي في وقتها , وهو يشرح امام الشاشات العملاقة في هيئة الامم المتحدة , ويؤشر بعصا المارشالية لباقي الوفود التي عليها ان تصدق ما يفترضه الامريكان . وبعد سقوط النظام الصدامي وأحتلال العراق , ظهر كذب الأدعاء الامريكي . ولايمكن تكرار ذات التلفيق في تهويل خطر المشروع النووي الايراني على السلم العالمي , وهو لايزال يبعد عن امتلاك القنبلة النووية عدة سنوات.

ان الخطر الذي يشعره الامريكان من النظام الديني الايراني ليس من امتلاكه البرنامج النووي – رغم خطورته وتأثيره على توازن قوى المنطقة - , بل من الطموح القومي الذي يريد ان يسيطر على المنطقة النفطية بالكامل , ويحبط المشروع الامبراطوري الامريكي . وفي احسن الاحوال الدخول مع الامريكان في مساومات اقتسام النفوذ , والطرفان استخدما المشروع النووي الايراني كواجهة لصراعهم الحقيقي.
وكان لابد للأمريكان من استمرار وضع العراق على عدم الاستقرار , واعادة اشعال النار كلما خمدت , واثارت النزاع الدموي الطائفي– وهذا ما تبغيه "القاعدة" والايرانيون ايضاً – ولكن بالنسبة للأمريكان للحد الذي يبقيه تحت سيطرة قوات الاحتلال , ولزيادة توريط الايرانيين فيه , وفسح المجال لمد نفوذهم اكثر . وانزلق الايرانيون حتى اقتنعوا بأن العراق اصبح " الجوكر" في لعبتهم , وتحدوا الامريكان به امام كل العالم . وحالهم حال صدام عندما صدق انه يمتلك رابع جيش في العالم . وطيلة السنوات الثلاث الماضية تمكن الامريكان من اقناع العالم بأن الخسائر الامريكية في العراق نتيجة جرائم المليشيات الشيعية والسنية الموجهة من ايران وحليفتها سورية , وهو سبب معقول لمواجهة ايران , كون الامريكان " يدافعون عن انفسهم" . اضافة للمساعدة "السخية" التي قدمها النظام الايراني بأستعراض قوته في المناطق الساخنة " حزب الله" في لبنان, و" حماس" في فلسطين , وتأكيدات احمدي نجاد بضرورة انهاء اسرائيل .

ان الامريكان لايهمهم امن العراق بقدر ما يهمهم استمرار الوضع الذي يخدم خططهم . ولعل ايقاف الشخص الايراني قبل ايام من قبل القوات الامريكية في السليمانية , واتهامه بأنه من قيادات جيش " القدس " الايراني, في الوقت الذي تقول فيه ايران انه تاجر من اهالي كرمنشاه واحتجت بشدة على احتجازه , توضح ما يريده الامريكان . فليس المهم ان يكون هذا الشخص مسؤول عسكري او تاجر , المهم ادعاء الامريكان سيصدق في استمرار هذا الجو الملتبس والمتوتر . وستستمر الاوضاع في العراق على هذا المنوال لغاية ما يتم حسم الصراع مع النظام الايراني , والذي تتوقع الصحف الغربية الصادرة خلال الايام الماضية , بأنه سيكون اما في الربيع اوالصيف القادم .
وكل الذي يجري والقيادات السياسية العراقية لاعلاقة لها بالأمر , غير الاهتمام بأقتسام السلطة والنفوذ وسرقة المال العام , وتأمين تقاعدهم في البرلمان , او كمستشارين , كما في البدعة الاخيرة التي يجري نقاشها في البرلمان . والسؤال العاجز , الذي اصبح ممجوجاً لكثرة سائليه : هل بأمكان هذه القيادات من التوحد في المشروع الوطني الذي يستطيع ان يفرض اجندته على الطرفين الايراني والامريكي , وان لايبقى العراق عائماً بين مصالح الطرفين فقط ؟



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستحقاقات المبيتة للفشل
- خطوة جيدة في كل الأحوال
- الدوران في الفشل
- إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم
- ألصكوك بلا رصيد
- بين المأزق والمشاريع السياسية
- زوبعة علاوي ومكامن الخطر على وحدة العراق
- الرباعية العراقية وأمل الخروج من المأزق
- تآكل المشروع الوطني وضع العراقيين بين النارين
- وأخيراً سقطت الأقنعة
- التخبط لايفي بالغرض
- موضوع بحاجة الى عنوان
- لا تزال الديوك فوق مزابلها
- من الذي يقرر مصلحة العراق ؟!
- الكفيل الهزيل ومشاريع لمنع الأنفجار
- المالكي وخراب البوصلة
- هاوية الأمل
- هاوية ألأمل
- الشراكات الخاسرة
- عشية المؤتمر


المزيد.....




- في ظل أحداث السويداء.. روبيو: أطراف الاشتباك اتفقت على -خطوا ...
- واشنطن تتحدث عن قرب احتواء التصعيد بين إسرائيل وسوريا.. وروب ...
- بحكومة شابة.. زيلينسكي يسعى لكسب دعم الشعب الأوكراني وترامب ...
- على خطى الأساطير الكبار.. برشلونة يمنح يامال القميص رقم 10
- سوريا: إلى أين؟
- ردود فعل دولية تدعو إسرائيل لوقف الضربات وسوريا تطالب مجلس ا ...
- حزب -شاس- يستقيل من حكومة نتنياهو دون الخروج من الائتلاف
- وزير إسرائيلي ثانٍ يحرّض على اغتيال أحمد الشرع
- تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماس ...
- ستارمر يدعو لمحاسبة الضالعين في برنامج سري لنقل آلاف الأفغان ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين