أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - التخبط لايفي بالغرض














المزيد.....

التخبط لايفي بالغرض


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أحدى الندوات التي اقامها الحزب الشيوعي العراقي بعد سقوط النظام الصدامي المقبور , تحدث احد قيادييه, وتطرق الى اسباب انهيار الأتحاد السوفيتي وبقية المنظومة الاشتراكية . أنبرى احد الرفاق الجالسين للأعتراض بشدة على كلمة الأنهيار – وكاد ان يصفه بالعميل الأمريكي - , وسأله المحاضر بكل هدوء : ماذا تسمي فشل التجربة الأشتراكية أذن ؟! أجابه الرفيق وبشكل قاطع : انه تآمر من الأمريكان والدول الرأسمالية لأفشال الأتحاد السوفيتي العظيم وبقية الدول الأشتراكية . طيب , أجابه المحاضر وأضاف : اذ لم يكن هناك خلل في الممارسات السياسية للأتحاد السوفيتي "العظيم " , مثل غياب الديمقراطية , ودكتاتورية البروليتاريا, ونظام الحزب الواحد , وضعف في البناء الأقتصادي أفترض التمثل للنظريات أكثر مما هو لسد حاجات الناس . ولو لم تكن هذه النواقص وغيرها لما تمكن الغرب والأمريكان من النجاح في الأجهازعلى التجربة الاشتراكية ,
وأضاف : علينا ان ننظر لنواقصنا قبل ان نتهم العدو , وبدون هذا لانستطيع ان نعيد بناء أنفسنا .

تذكرت هذا الحوار الشيق , ونحن نسمع اليوم الكثير من الأخوة يحملّون مسؤولية فشل حكومتنا مقدماً على عاتق تآمر بعض الزعماء العراقيين من القائمة "العراقية" و" التوافق" و"الحوار" المشتركين في العملية السياسية , ويعتقد هؤلاء" الزعماء" ان بأمكانهم التعاون مع أطراف أخرى بما فيهم الجحوش الكردية , وبمساعدة دول عربية , لأسقاط حكومة المالكي الشرعية وأقامة حكومة بديلة , تعمل على اعادة توجيه العملية السياسية , واعادة كتابة الدستور, وفق مصلحة النظام العربي الرسمي . ولاشك ان هذه الاعمال مدانة, وابطالها لم يتوقفوا عن ممارستها منذ سقوط النظام ولحد الآن .

لقد فات هؤلاء الأخوة ان أفشال هذه المخططات يأتي بالأساس من نجاح حكومة المالكي بالايفاء بأهم التزاماتها . وهي تحقيق الأمن , والقضاء على المليشيات , واستكمال اعادة بناء اجهزت الدولة , وتنظيف اجهزت الوزارات الأمنية من الخروقات التي شلت حركتها , ومحاربة الفساد وسرقة الأموال العامة , واعادة دوران الدورة الأقتصادية , ومعالجة التضخم , وتأهيل البنية التحتية , ومئات المشاكل اليومية الأخرى . وبدل التحسن المأمول , يسير الوضع نحو الأنحدار أكثر .
ومثلما هو معروف ان الأمريكان هم اصحاب السلطة الحقيقية في العراق , ونتيجة انعكاس الوضع الأمني في العراق على الحراك السياسي داخل الساحة الامريكية , وما سيتركه من آثار على توجهات الناخب الأمريكي , دفع الأدارة الامريكية لوضع عدة شروط على المالكي مقابل استمرار وزيادة دعمها له . وحددت له فترة الشهر التاسع لأعادة تقييم جدوى استمرار هذا الدعم , او الألتجاء لتطبيق خطط أخرى لم يتم الأعلان عنها .

والأساس الهش الآخر , حجم الأختراق الايراني الكبير للعراق , وليس من المعقول ان يسمح الامريكان لتنامي هذا النفوذ أكثر وسط الأستعدادات العسكرية الكبيرة التي يجري تحشيدها , وتهيئة الاجواء لحل مشكلة المشروع النووي الايراني عن طريق الحسم العسكري , وكلما اقتربت لحظة الصدام زادت احتمالات التخلص من حكومة المالكي , التي يعتبرونها موالية لطهران .
الملفت للنظر هو التهويل , ومحاولة تعليق اسباب هذا الفشل الحكومي على المجموعة المتآمرة كما تسميها الأطراف الحكومية الفاعلة . وقد تزامن هذا التهويل عند عودة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني من زيارته لأميركا , ويبدو ان الأمريكان طرحوا عليه اضطرارهم للأستجابة لبعض ما تطلبه الحكومات العربية المساندة للجهد الامريكي في انهاء المشروع النووي الايراني , اذا تأكد فشل حكومة المالكي , وعدم الايفاء بالتزاماتها , والسؤال : الى متى يبقى الأمريكان مرتهنين الى نجاح الحكومة العراقية ؟
ويبدو ان الأستجابة السريعة للحكومة العراقية بعد عودة رئيس الجمهورية, لأصدار قانون رد الأعتبارلجميع المفصولين – وبدون أستثناء- من دوائر الأمن والمخابرات والشرطة والجيش " تقاعد لمقدم فما فوق , وعودة للعمل حسب الرغبة للرتب الأدنى " خطوة أولى للمصالحة الشاملة مع البعثيين وهو المطلب الأمريكي الأكثر الحاحا , وهذه الخطوة يمكن ان تثبت الرضا الامريكي كما تعتقد الحكومة , الا ان الوقت يبدو اصبح متأخراً .






#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوع بحاجة الى عنوان
- لا تزال الديوك فوق مزابلها
- من الذي يقرر مصلحة العراق ؟!
- الكفيل الهزيل ومشاريع لمنع الأنفجار
- المالكي وخراب البوصلة
- هاوية الأمل
- هاوية ألأمل
- الشراكات الخاسرة
- عشية المؤتمر
- تلك هي المسألة
- آمال لن تندثر
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - التخبط لايفي بالغرض