أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - الحزب الشيوعي والهموم النقدية














المزيد.....

الحزب الشيوعي والهموم النقدية


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من الشيوعيين الحريصين , سواء في التنظيم ام خارج التنظيم , يتساءلون بمرارة وبصوت عالي عن سبب عدم حصول الحزب على مقعد برلماني واحد . وبغض النظر عن قانون الانتخابات المجحف , والوسائل الغير نزيهة التي مارستها القوائم المتنفذة في حملاتها الانتخابية , والتلاعب في النتائج , والإمكانيات الضعيفة للحزب , وبالذات المادية والإعلامية التي لا يستطيع بها مجارات الحملات الانتخابية للآخرين , والاهم هو تغييب الحزب عن الجماهير لأكثر من ثلاثين عاما . وعندما انفتح الاتصال بالجماهير على أوسع أبوابه بعد سقوط النظام , لم يكن لدى الحزب أية وسيلة , أو توجهات , تمكنه من الالتحام بالموجات الطائفية والقومية العالية التي تفجرت بعد 9 نيسان 2003 , وبعكس الأحزاب الأخرى التي تأسست على هذين الأسين , ولا تزال تحصد أصوات الناخبين . وكم كنا متفائلين عندما اعتقدنا ان العودة للقيم النبيلة التي يتمتع بها العراقيون ستكون سريعة , وفي أسوء الأحوال خمسة او ستة سنوات على ابعد تقدير لتجاوز المرحلة الانتقالية , ولم ندرك عمق الشرخ العراقي , إلا بعد ان رأينا حجم الخراب .

ان التشوه الذي لحق بالحياة العراقية , انعكس سلبا في فهم دور الحزب والعمل السياسي في أذهان الناس , وبات الكسب الشخصي بالحصول على وظيفة , أو إنجاز معاملة معينة ..الخ , هو الهم ( النقدي ) في الانتماء , وليس العمل التطوعي العام , والذي قد تدفع حياتك ثمنا لشرف الوفاء به كما كان سابقا , وهذا ينسحب على البعض من الشيوعيين الذين عادوا إلى الحزب بعد انهيار النظام السابق . ويعتقد البعض ان الانفتاح السريع لإعادة النسيج التنظيمي للحزب في اغلب المدن العراقية لم يكن موفقا , وقد أثقل الحزب , ليس ببناء وإعداد كوادر جديدة من الشباب , تكون أكثر استجابة للتطورات الكبيرة التي انقطع عنها العراقيون طيلة هذه السنوات , بل لمعالجة حالات التشوه النفسي وما تركه النظام السابق من جروح عميقة وآثار كارثية يصعب التخلص منها في كثير من الأحيان .

ومن جهة أخرى , وبعد الاستقرار النسبي لمظاهر الحياة الجديدة بعد التغيير , والمتحررة من سطوة النظام السابق , تطور الوضع لدى آخرين إلى سلفية شيوعية , تمجد وتقدس القيم والروابط التي تربوا عليها في بداية حياتهم الحزبية قبل ثلاثين عاما أو أكثر, ودفعوا ألاثمان الغالية بسببها , والتجرد عنها أشبه بانتزاع تاريخ معاناتهم ونضالاتهم في مواجهة دموية النظام السابق .

ان البعض من المفاهيم القديمة لعبت دورا كبيرا في تحديد الوعي , وعدم مواكبته للتطورات المتجددة . وعلى سبيل المثال " الحتمية التاريخية " لانتهاء الرأسمالية وانتصار الاشتراكية , التي ولدت القناعة لدى البعض بأن ( الإيمان ) بها يمنحه الأفضلية على الآخرين , ويختصر له طريق المعرفة الشاق , وان الانتماء للحزب الشيوعي والسير في طريق تحقيق أهدافه النبيلة في خدمة الإنسانية , والفقراء بالذات , ستمنحه الإمكانية التي تعوضه عن تطوير أدواته المعرفية , وعندما تصبح قناعة يقينية , يبدأ التعالي على الآخرين , واستخدام لغة الأستذة في اغلب الأحوال , وهي احد المشاكل المتوارثة لدى البعض من الحزبيين .

تقديس العضوية , واعتبار الحزب ملك ( طابو ) لأعضائه فقط من قبل بعض الحرفيين والسلفيين , افقد الحزب الكثير من الروافد , والخبرات , التي يتمتع بها الشيوعيين غير المنظمين , او الذين تركوا التنظيم لأسباب خاصة , وبينهم الكثير من الشيوعيين الحقيقيين الذين يتشرف الحزب واليسار عموما بهم , والحزب لا يخص المنتظمين فقط , او الشيوعيين واليسار بشكل عام , بل هو بتاريخه العريق , احد أوجه التاريخ العراقي منذ عشرينات القرن الماضي ولحد الآن , ويهم العراقيين جميعا , ولولا هذه الأهمية لما افرد له الباحث الأكاديمي الفلسطيني – الأمريكي حنا بطاطو احد كتبه الثلاث عن تاريخ العراق , وبطاطو أفضل من كتب عن تاريخ العراق الحديث باعتراف الجميع .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي ليس قبيلة ماركسية
- لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات
- بين زمنين
- الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - الحزب الشيوعي والهموم النقدية