أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات














المزيد.....

لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تعلن النتائج النهائية, نسأل: ماذا بعد خسارة الحزب الشيوعي في الانتخابات ؟ الكثير من سيتألم , والبعض سيتعامل معها بشكل عاطفي , أي بجرعات مضاعفة من الألم . كان عندي صديق من الشيوعيين القدماء يدعى سلمان , يعمل مدرس , وهو خريج كلية الآداب عام 1971 , ولفت انتباهي انه لم يعد إلى الحزب عند إعادة التنظيمات بعد سقوط النظام الصدامي . صديق آخر اخبرني : انه لن يعود إلا بعد أن يقبض على صدام . وفعلا عاد إلى التنظيم بعد يومين من القبض على صدام , وبعد فترة قصيرة طلب من الحزب ترشيحه في انتخابات مجالس المحافظات , وفاز في عضوية إحداها . كان عندما يقبض الراتب الشهري ( يأكل رأس ) كل من له علاقة بالحزب : بأنه يدفع بدل اشتراك للحزب مئة ألف دينار في الشهر , ولم يذكر حجم راتبه في المجلس البلدي . انتهت الدورة السابقة , ورشح للدورة الحالية , ولم يفز , وترك الحزب بعد ثلاثة أسابيع . أمثال سلمان سيتركون الحزب , لان باب الارتزاق أصبح محدودا , إن لم يصبح مسدودا.
الشامتون سيعلو ضجيجهم , وينتظرون هذه النتيجة على أحر من الجمر , والكثير منهم لا يجد توازنه إلا في خسائر الحزب .

الحزب ليس فردا , يمكنه الانضواء تحت خيمة التكتلات الكبيرة ويضمن له مقعد او مقعدين في البرلمان ويتحاشى الوضع الحالي , وقدمت له الدعوات من بعض هذه القوائم الكبيرة كما ذكر على لسان بعض قياديه قبل بدء الحملة الانتخابية , الا ان شرطه في ان يكون فاعلا في رسم سياسة القائمة أو في اتخاذ قراراتها , منعه من أن يكون تابعا لارادات همها الأساس الفوز بالسلطة قبل تطبيق البرامج والنهوض بالمجتمع . وعندما لم يجد المحيط الذي يتكأ عليه في تحالفه , قبل التحدي , ودخل بقائمته اتحاد الشعب , وخسر , وبغض النظر عن ظلم قانون الانتخابات , والطرق غير المشروعة التي مورست في الانتخابات , وميزان القوى الذي لم يكن في صالحه , وسط مرحلة لا يزال تآكلها الطائفي والقومي هو الغالب, واستطاعت القائمتان الكبيرتان ان تجعل الاستقطاب على أشده , ويدور في فلك عودة البعثيين من عدمه , وفي احشائه كل المقومات الطائفية والطموحات الشخصية , وتركز الاستقطاب في التصويت لمنصب رئيس الوزراء , وهل سيكون من حصة علاوي ومعه البعثيين والقاعديين والسنة التكفيريين والحاقدين على اداء حكومة المالكي , أم من حصة المالكي والشيعة . ومع كل هذا , فالخسارة رغم كونها رفض لهذا الاستقطاب الذي زيف طبيعة الصراع فهي خسارة, ولا عيب في الاعتراف بها , إلا اننا نجد الكثيرين يتبرأ ون منها, بعكس الفوز الذي يجد له آباء كثيرون كما هو معروف .

ولكي لا تتحول الخسارة إلى جلد للذات وتهويل في التقصير , او رمي الأسباب على الجماهير والآخرين , علينا ان نقدر ان الارتكاز على التاريخ العريق والباهر للحزب ليس كافيا , والتفاؤل غير المقيد بشروط الواقع , وتحميل الحزب اسباب الضعف والانحسار الحالي , دون الأخذ بعين الاعتبار ان العودة لأحضان الشعب هي الولادة الثانية للحزب بعد ثلاثة عقود من الغياب . انه ليس التخلي عن حقوق الشغيلة والمحرومين كما يقول البعض , وليس الخلل في الخطاب السياسي والبرنامج الجديد الذي يتبناه الحزب , ولا بالجهود الكبيرة المبذولة في حملته الانتخابية من قبل رفاقه وأصدقائه , إنما حاله لا يختلف عن حال جميع مكونات التيار الديمقراطي المشتت , وهو واقع حال الحزب الذي لايمكن ان يتوازى مع زخم الأحزاب الطائفية والقومية الأخرى , التي تمتلك الدعم الخارجي الكبير , والداخلي الذي لا يزال يتمثل بامتلاك السلطة وسيطرة الطبقة السياسية الطائفية والمناطقية , وانتشار الفساد والرشا وشراء الذمم , وجماهير عاطلة عن العمل ومتلهفة للحصول على كل شئ .

وحتى لانقع في نفس المطب المتشائم , ونجرد المرحلة من إنجازاتها التاريخية التي تحققت بالاتجاه الديمقراطي والفيدرالي التي عمل الحزب لتحقيقها طيلة سنوات وجوده , قد أقرت في الدستور , وتتبناها جميع الأحزاب العراقية حاليا , بما فيها الأحزاب الطائفية التي كانت الى ما قبل عشر سنوات تعتبرها من (المحرمات) التي تتحاشاها ,
والمستقبل سيكون أكثر ضمانا لما يناضل من اجله الشيوعيون .

ولايمكن نكران ان الحزب يعاني من نواقص لا علاقة لها بطبيعة المرحلة , بقدر ما متعلقة بنوعية ادائه اليومي, وأبرزها تخلف إعلامه الذي لم يتمكن من النهوض بمسؤولية الحزب الانتخابي , وعدم امتلاك فضائية او برامج زمنية مؤجرة من الفضائيات قد حرم الحزب من اهم إمكانية تواصل مع الجماهير , ولم يبقى غير الصحيفة والموقع الالكتروني , وهما يفتقدان للحرفية ايضا . واغلب الكوادر الإعلامية تذهب إلى صحف تدفع لهم على كل مقال بالدولار , في الوقت الذي اغلب من يعملون في طريق الشعب والموقع الالكتروني من المتبرعين .وان إعادة هيكلة الحزب وتجاوز إشكالات مخلفات المرحلة السابقة التي رافقت إعادة التنظيم , من الأمور المهمة التي يجب الاهتمام بها , وكذلك إلغاء اغلب المقرات التي تحولت الى نوادي ومقاهي أكثر مما هي لاحتواء النشاط الحزبي , والمقر لا يستفاد منه في أحسن الأحوال أكثر من ساعتين في اليوم ويدفع له إيجار لأربع وعشرين ساعة , اضافة لابتعاد الحزبيين عن مواقع العمل وسط الجماهير , واصبح التواجد في المقر مثل الواجب اليومي . والترشيد المستمر لعمل الحزب , هو الضمانة الحقيقية في ديمومة المستقبل الواعد لعمل الحزب الشيوعي .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين زمنين
- الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات