أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - تقي الوزان - الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم














المزيد.....

الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 17:23
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الشيوعيون وعوائلهم وأصدقائهم حولوا الحملة الانتخابية لقائمتهم ( 363 ) الى فرح حقيقي , وهم يدركون بأنهم الأفقر حالا بين جميع الكيانات السياسية الأخرى , ويفتقرون لإمكانياتها المادية الكبيرة في تقديم مرشحيها الى الناخبين . وبات عليهم الالتجاء الى الوسائل الأولية لإقناع الناخب بصدق شعاراتهم , وأولها اللقاءآت المباشرة بالجمهور , الذي يستقبلهم بود حقيقي خالي من أي نفاق مصلحي . ونادرا ما تخلو جلسات الشاي أو الشربت الذي تقدمه العوائل للناشطين الشيوعيين من بعض التعليقات الجميلة , مثل : كل القوائم تعطي بس انتو تاخذون . او : كل عمركم سجن وفكَريات , والله تستاهلون مي العين . وغيرها الكثير , حيث يجد الناس في التعبير عن مشاعرهم بدون وجل مع الشيوعيين, اكتشاف للحظة الحرية الحقيقية التي اخذوا يتعودون عليها . ولا يزال البعض منهم يتعثر بطريق معرفتها , ويتلفت خوفا من ان يراه احد المتسلطين الجدد يتعاطى مع الشيوعيين .

فوجئ العاملون في المقر الرئيس للحزب الشيوعي في ساحة الأندلس قبل عدة أيام , بقدوم عائلة من الدورة مكونة من أربعة أشخاص , الأب والأم واثنان من ابنائهما , وقدموا أنفسهم بأنهم: لا يعرفون شئ عن الحزب الشيوعي , وإنهم شاهدوا مقابلة لرئيس الحزب السيد حميد مجيد موسى على قناة السومرية . وهم لن يكتفوا بالتصويت لقائمة الحزب ( 363 ) بل ويريدون الانتماء للحزب . وفعلا التقى بهم احد أعضاء اللجنة المركزية , وبعد الترحيب بهم والتعرف على دوافعهم النبيلة وحبهم للعمل النزيه , قدم لهم استمارات الانتماء لملئها بالمعلومات الضرورية لانضمامهم لصفوف الحزب . وقد وعدوا الحزب بالعمل الجاد والمثابر بين أقربائهم وأبناء منطقتهم بعد أن اخذوا الأدبيات والشعارات , وخرجوا بفرح لف الجميع .

وفي الحبيبية دعانا الحاج حسين فياض لزيارته في بيته , وهو والد لأحد الشيوعيين الذي كان طالبا في كلية العلوم جامعة بغداد , والقي القبض عليه عام 1982 , ولم يعرف عنه شئ لحد الآن , رغم ان الحاج حسين وأبنائه ذهبوا لمتابعة جميع سجلات المقابر الجماعية , ولم يعثروا على اثر . كان ابنه الشهيد عباس اكبر أبنائه , ورغم التوجهات الدينية للعائلة إلا إنها تعرضت لظغوط كبيرة من قبل النظام الصدامي بسبب نشاط عباس , بما فيها حجز الحاج حسين لعدة اشهر . وصلنا البيت وكان يلاصق محل كبير مستقطع من البيت , علق على احد جدرانه صور الائمة الحسين والعباس عليهم السلام , وصورة أخرى لابنه الشهيد , ولافتة كبيرة لأحد المواكب الحسينية , في المحل قدور كبيرة وكراسي منضّدة الواحد فوق الآخر , وسرادقات وخيم مطوية , يؤجرها الحاج حسين في المناسبات الدينية والأفراح , وهي مصدر رئيسي لمعيشتهم . وفي الباب كانت تقف سيارته ال (بيك آب ) وعلى سياجها الأمامي فوق (القمارة ) سماعتان لمكبرات الصوت تذيع أغاني القائمة الشيوعية , وتتوسط السماعتين لافتة كتب عليها ( انتخبوا 363 ) . يقول الحاج حسين : انه يدور بسيارته في مدينة الصدر والحبيبية او الذهاب إلى أسواق جميلة بحثا عن الرزق , والأغاني تهلهل للحزب . سألته : ومن أين أتيت بهذه ألاغاني ؟ اكيد الجماعة أرسلوها إليك . فاقسم انه اشتراها من ( الكشك ) الذي في مدخل ساحة الأندلس , ودفع أيضا خمسين ألف دينار ( جيلة ماش ) تبرع فوق سعرها .

وفي محافظة واسط قدم احد الشيوعيين القدماء من هولندا , كان قد ترك العراق اثر هجمة النظام الصدامي على الحزب عام 1979 . وطيلة السنوات التي يأتي فيها للعراق بعد سقوط النظام عام 2003 , وبعض الأحيان يأتي مرتين في العام , لم يزر أي مقر للحزب الشيوعي . كان على خلافات ( كبيرة ) مع الحزب , حتى انه قبل مجيئه بيومين: اعتبر اغتيال المبحوح عضو المكتب السياسي لحماس من قبل الموساد الاسرائلي بسبب الحزب الشيوعي العراقي . إلا انه في عودته هذه , هزته الجذور , وانتفض الضمير , ووجد نفسه مغمورا بالفعاليات الحزبية الجادة في التحضير للانتخابات . تبرع بخمسمائة دولار , ومدد سفرته إلى ما بعد انتهاء الانتخابات , للتمتع مع أهله ورفاقه في إحياء هذا الفرح الكبير .

يعتقد الكثير من لشيوعيين ان الأداء في الدورة الانتخابية الحالية , انضج بكثير من السابقات , ويعود هذا لعدة اسباب , اهمها تحرر اغلب الرفاق والأصدقاء من حالة التلقين التي كانت تجمد طاقاتهم , وان المبادرات الفردية والجماعية اعطت الزخم الغير متوقع لهذه الحملة . رغم ان الجميع يدرك صعوبة شحة الموارد المالية للحزب , ويراهنون على ان تبقى الكلمة الصادقة , واليد النظيفة , والتاريخ العريق في خدمة العراق , الدعامات الحقيقية للمرشحين الشيوعيين .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - تقي الوزان - الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم